للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَكِنْ رَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ: وَأَنَا الْعَاقِبُ، قَالَ: يَعْنِي الْخَاتَمَ، انْتَهَى.

وَكَأَنَّهُ أَرَادَ: زِيَادَةُ الْخَاتَمِ وَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ فِي حَدِيثِ جُبَيْرٍ ; لِأَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ تَفْسِيرًا لِلْعَاقِبِ لَا اسْمًا بِرَأْسِهِ، فَلَا يُنَافِي قَوْلَهُ: «لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ» ، وَلَيْسَ النِّزَاعُ فِي أَنَّهُ مِنْ أَسْمَائِهِ، فَلَا نِزَاعَ فِيهِ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، بَلْ فِي وُرُودِهِ فِي حَدِيثِ جُبَيْرٍ، وَفِي مُسْلِمٍ، وَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: «سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْمَاءً، مِنْهَا مَا حَفِظْنَا، وَمِنْهَا مَا لَمْ نَحْفَظْ، فَقَالَ: أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمُقْتَفِي وَالْحَاشِرُ (وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ) وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ» .

وَلِابْنِ عَدِيٍّ عَنْ جَابِرٍ وَغَيْرِهِ مَرْفُوعًا: " «إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَشَرَةَ أَسْمَاءٍ، فَذَكَرَ الْخَمْسَةَ الْمَذْكُورَةَ فِي هَذَا الْبَابِ، وَأَنَا رَسُولُ الرَّحْمَةِ وَرَسُولُ التَّوْبَةِ وَرَسُولُ الْمَلَاحِمِ، وَأَنَا الْمُقْتَفِي، قَفَّيْتُ النَّبِيِّينَ عَامَّةً، وَأَنَا قَيِّمٌ» "، وَالْقَيِّمُ الْكَامِلُ الْجَامِعُ.

وَلِأَبِي نُعَيْمٍ، وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ مَرْفُوعًا: " «لِي عَشَرَةُ أَسْمَاءٍ عِنْدَ رَبِّي أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْفَاتِحُ وَالْخَاتَمُ وَأَبُو الْقَاسِمِ وَالْحَاشِرُ وَالْعَاقِبُ وَالْمَاحِي وَيَس وَطه» ".

قَالَ الْحَافِظُ: وَمِنْ أَسْمَائِهِ فِي الْقُرْآنِ بِاتِّفَاقٍ: الشَّاهِدُ الْمُبَشِّرُ النَّذِيرُ الْمُبِينُ الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ السِّرَاجُ الْمُنِيرُ وَالْمُذَكِّرُ وَالرَّحْمَةُ وَالنِّعْمَةُ وَالْهَادِي وَالشَّهِيدُ وَالْأَمِينُ وَالْمُزَّمِّلُ وَالْمُدَّثِّرُ.

وَفِي حَدِيثِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: الْمُتَوَكِّلُ.

وَمِنْ أَسْمَائِهِ الْمَشْهُورَةِ: الْمُخْتَارُ وَالْمُصْطَفَى وَالشَّفِيعُ وَالصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَقَدْ بَلَّغَهَا ابْنُ دِحْيَةَ ثَلَاثَمِائَةِ اسْمٍ، وَغَالِبُهَا صِفَاتٌ وُصِفَ بِهَا، انْتَهَى.

قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: الْأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ هُنَا سَوَاءٌ يَعْنِي لِأَنَّ كَثِيرًا مَا يُطْلَقُ الِاسْمُ عَلَى الصِّفَاتِ لِلتَّقْلِيبِ، أَوْ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي تَعْرِيفِ الذَّاتِ وَتَمْيِيزِهَا عَنْ غَيْرِهَا، وَقَدْ أَوْصَلَهَا بَعْضُهُمْ خَمْسَمِائَةٍ قَالَ: مَعَ أَنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهَا نَظَرًا، قَالَ عِيَاضٌ: حَمَى اللَّهُ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ الْخَمْسَةَ، أَيِ الْمَذْكُورَةَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ أَنْ يَتَسَمَّى بِهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ، وَإِنَّمَا سَمَّى بَعْضُ الْعَرَبِ مُحَمَّدًا قُرْبَ مِيلَادِهِ لَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْكُهَّانِ وَالْأَحْبَارِ أَنَّ نَبِيًّا يُبْعَثُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يُسَمَّى مُحَمَّدًا، رَجَوْا أَنْ يَكُونَ هُوَ، فَسَمَّوْا أَبْنَاءَهُمْ بِذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ حَمَى اللَّهُ كُلَّ مَنْ تَسَمَّى بِهِ أَنْ يَدَّعِيَ النُّبُوَّةَ أَوْ يَدَّعِيَهَا لَهُ أَحَدٌ، وَيَظْهَرَ عَلَيْهِ سَبَبٌ يُشَكِّكُ أَحَدًا فِي أَمْرِهِ حَتَّى تَحَقَّقَتِ السِّمَتَانِ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: وَهُمْ سِتَّةٌ لَا سَابِعَ لَهُمْ.

وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: تَبَعًا لِابْنِ خَالَوَيْهِ ثَلَاثَةٌ، قَالَ الْحَافِظُ: وَفِيهِ نَظَرٌ فَقَدْ جَمَعْتُهُمْ فِي جُزْءٍ مُفْرَدٍ، فَبَلَغُوا نَحْوَ عِشْرِينَ، لَكِنْ مَعَ تَكْرَارٍ فِي بَعْضِهِمْ، وَوَهْمٍ فِي بَعْضٍ فَخَلَصَ خَمْسَةَ عَشَرَ.

رَوَى الْبَغَوِيُّ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ شَاهِينَ، وَابْنُ السَّكَنِ وَغَيْرُهُمْ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدَةَ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ رَبِيعَةَ كَيْفَ سَمَّاكَ أَبُوكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، فَقَالَ: خَرَجْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ مِنْ تَمِيمٍ أَنَا أَحَدُهُمْ، وَسُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ مَالِكٍ نُرِيدُ الشَّامَ، فَنَزَلْنَا عَلَى غَدِيرٍ عِنْدَ دَيْرٍ، فَقَالَ لَنَا الدَّيْرَانِيُّ: إِنَّهُ يُبْعَثُ فِيكُمْ وَشِيكًا نَبِيٌّ

<<  <  ج: ص:  >  >>