يا زوْرَةً سمحَ الخيا ... لُ بها وبات مُعانِقِي
خاضَ الدُّجنَّةَ طارِقاً ... أكرِم به من طارِقِ
وأْتَمَّ ساحة عاشِقٍ ... في جُنحِ ليلٍ غاسِقِ
وأتَى يجدِّد بالصَّبا ... بةِ عهد صبٍّ وامِقِ
فجرتْ لطائِفُ بين مع ... شوقٍ هناك وعاشِقِ
وخِلالها قبلٌ تلذُّ ... ورشفُ ريقٍ رائِقِ
وسألتُ ذاك الرِّيمَ عن ... سببِ الصُّدود السَّابقِ
فانْهلَّ منه ما يُري ... كَ الطَّلَّ فوق شقائِقِ
وافْترَّ لي ياقوتُهُ ... عن لؤلؤٍ متناسِقِ
وصفَا هنالك موردٌ ... بين العُذيْبِ وبارِقِ
وأنشدني قوله:
أقول لقلبي وهو عند اضْطِرابِهِ ... وقاتِلهُ لم يمضِ لم تحسِن العِشقَا
فقال اضْطِرابي خشيةً من فراقِهِ ... وفيَّ حياةٌ ليس يحسُن أن تبقَى
وقوله معمِّياً باسم دلاور:
قد أبرزَها من باطِن الإبريقِ ... صهبَا تُحاكِي وجنةَ المعشوقِ
ما ضرَّ شُويْدِناً جَلا أكؤسَها ... لو دار بها ممزوجةً بالرِّيقِ
وقوله:
إن غَضَّ عن تلك العوارِض عاذِلي ... طرْفاً فقد أصبحتُ من عُشَّاقِهَا
وتجنُّب الأفعى الزُّمرُّدَ إنَّما ... هو غَيْرةٌ منه على أحداقِهَا
من خاصِّيَّة الزمرد أن الحيات إذا نظرتْ إليه سالت أعينها.
ومثله ما ذكروه في خواصِّ العقيق، أن التختُّم به يُبطِل السِّحر.
وللصَّفِيِّ الحلِّيّ:
قِيل أن العقيقَ قد يُبطل السِّحْ ... رِ بتختِيمِه لِسرٍّ حقيقِي
وأرى مُقلتيك تنفُثُ سِحْ ... راً وعلى فِيكَ خاتَمٌ من عقيقِ
ومن الخواص المذكورة للرِّيق، أنه يقتل العقرب.
قال أبو الصَّلت الإشبيليّ:
دبَّ العِذارُ بخدِّه ثم انْثنَى ... عن لثْمِ مبسِمه البرُودِ الأشنَبِ
لا غَرْوَ أن خَشِيَ الرَّدَى في لثمِهِ ... فالرِّيقُ سَمٌّ قاتلٌ للعقربِ
وأنشدني لنفسه قطعتين، ما أظنهما إلا من رياض الجِنان مقتَطَعتيْن. فالأولى هذه:
قد نضَى طرفُه الكحيلُ حُسامُه ... فاسْألِ الله يا فؤادِي السلامَهْ
فاتِكٌ قد سطَا بألحاظِ ريمٍ ... بلَّغتْهُ من القلوبِ مَرامَهْ
ناقصٌ للعهودِ ليس يُراعِي ... ذِمَّةً للَّذي يُراعِي ذِمامَهْ
قد تعشَّقتُه ربيعَ جمالٍ ... يملأ العينَ بهجةً ووَسامَهْ
شَطَّ عنِّي فليس لي مُذ تناءَى ... مُسعِدٌ في هواه إلا حَمامَهْ
ذكَّرتْنِي عصراً رقيقَ الحواشِي ... بالحِمى ظَلْتُ ناهباً أيَّامَهْ
ما تذكَّرتُ عيشَةُ الغَضَّ إلا ... هطلَتْ أدمعِي عليه نَدامَهْ
يا نسيماً من عنبَرِ الشِّحرِ أهْدَى ... طِيبَ أنفاسِه لنا شمَّامَهْ
إن تيَمَّمتَ ساحةَ الحيِّ وَشَّى ... ساحةَ الحيِّ دُرَّ دَرِّ الغمامَهْ
حيِّي عنِّي أقاحِ تلك الرَّوابِي ... ثم قبِّل ثُغورَه البسَّامَهْ
والْوِ عِطفَ القضيبِ نحو أخيهِ ... ليُطِيل اعْتناقَه والْتزامَهْ
واقتطِفْ من حدائق الحسنِ ورداً ... نقَّطتْ فوقه من المسكِ شَامَهْ
وارْتشِفْ من خِلال تلك الرَّوابي ... قاطِر الشُّهدِ خالطْتهُ مُدَامَهْ
واعْتنِق في مُنَمْنَمِ البُردِ خُوطاً ... رنَّحتْ خمرةُ الشَّبابِ قَوامَهْ
ولْتُلاعِب له ذُؤابةَ شَعْرٍ ... قد تدلَّتْ فقبَّلتْ أقْدامَهْ
وهذه الثانية:
يا وردةً من فوق بانَه ... سِحرُ المحبَّةِ من أبانَهْ
أخفيتُه عهدِي وقدْ ... غلْغلْتُ في قلبِي مكانَهْ
وكتمتُ أمرَ صَبابتِي ... وسدَلْتُ أسْتارَ الصِّيانَهْ