للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمْشاطُ دُرٍّ من الإبْريزِ في جُمَمٍ ... جَعْدٍ فما بين مجموع ومُفْترِقِ

الجم: جمع جمة، وهي من الإنسان مجتمع شعر ناصيته.

وقوله في تشبيه الياسمين:

وأطْلع الياسَمينُ الغَضُّ حين بَدا ... دُرَّاً يفُوح بنَشْرٍ منه مُنْفَتِقِ

كرَوْبَجاتٍ صغارٍ سال في لُمَعٍ ... من أُفْقِها ذائبُ الياقوتِ في الشَّفَقِ

وقوله في الزهر المعروف بالعنبر بوى، ومعناه رائحة العنبر:

وذِي قامةٍ في الزَّهْر تْندَى غَضارةً ... بَدَا فَاخِتىَّ اللونِ من عَنْبَرِ الشِّحْرِ

له جمٌ زُغْبٌ تفكَّك حولها ... من الزَّهْر إفْرِيزٌ كأجربة العِطْرِ

تكوَّن لطفاً فوق زِرِّ زَبَرْجَدٍ ... تكتَّب بالألْماسِ سَطْراً على سطرِ

وقوله في الأبيض منه:

وذي هالة في الزهر أبْيَضَ ناصعٍ ... تكوَّن للنَّاشِي من العنْبَرِ الوردِ

يرُوقُك هُدَّابٌ به راح أشْيَباً ... تدنَّر في زِرٍّ كبارزِة الهنْدِ

أحاطتْ به للزهرِ في زِيِّ دارهِ ... ظُروفٌ من الكافورِ مبْتُوتة الزَّنْدِ

وقوله في الزهر المعروف بحلقة المحبوب:

وزهرٍ كأمْثال الشُّنوفِ لَطافةً ... تَد؟ َاخَلَ من أجزائِه البعضُ في البعضُ

لقد أحْكَمت إبْرامها المُزْنُ خِلْقةً ... لدَيْنَا وأعطْته أماناً من النقضِ

ونلقت عنه، قال: أنشدني العلامة نسيج وحده المرحوم أبو العباس أحمد المقري المغربي، في كتابه أزهار الرياض في أخبار عياض في جملة ما أورده من شعر ابن زمرك الأندلسي، في كتاب ذكر أنه من تآليف بعض سلاطين تلمسان بني الأحمر، وهو حفيد ابن الأحمر المخلوع، سلطان الأندلس، الذي كتب إليه ابن زمرك المذكور، بعد ابن الخطيب.

قال: وهو سفر ضخم، سماه بالبقية والمدرك من شعر ابن زمرك ليس فيه إلا نظمه فقط.

فقال: ومن وصفه في زهر القرنفل الصعب الاجتنا بجبل الفتح، وقد وقع له مولانا الغنى بالله بذلك، فارتجل قطعاً.

منها:

أتَوْني بنُوَّارٍ يرُوق نَضارةً ... كخَدِّ الذي أهْوَى وطِيبِ تنفُّسِهْ

وجاَءوا به من شاهِقٍ مُتمنِّعٍ ... تمَنُّعَ ذاك الظَّبْيِ في ظل مَكْنِسهْ

رعى اللهُ منه عاشقاً مُتقنِّعاً ... بزَهْرٍ حكى في الحُسْن خدِّ مُؤَنِّسِهْ

وإن هبَّ خفَّاقُ النَّسيم بنفْحةٍ ... حكى عَرْفَه طِيباً قَضى بتأنُّسِهْ

قال: وكنت من إعمال الفكر في عدة تماثيل، أصف فيها ما تكون من هذا الزهر على حالة تحشر لها النفس بتحريك نازع الاقتدار، ويصرف عنها الخاطر إكباراً لأن أكون فاتح هذا الباب من غير وطئةٍ ثابتةٍ في اسمه ومنتهاه، حتى رأيت في ذكر معزاه ما ترى، فقلت فيه عدة مقاطيع.

منها:

وجَنِيٍّ من القَرَنْفُل يُبْدِي ... لك عَرْفاً من نَشْرِه بابْتسامِ

فوق سُوقٍ كأنها من أبارِ ... يقِ الحُميَّا مَساكِبٌ المُدامِ

وسَّدَتْ فوقها السُّقاةُ خدوداً ... دامياتٍ منها مكان الفِدامِ

ومنها:

قم بنا يا نديمُ فالطيرُ غرَّدْ ... لمُدامٍ كؤُوسُه تتوقدْ

فلديْنا قَرَنْفُلٌ قد نَماهُ ... جبلُ الفتْحِ نشْره قد تصعَّدْ

بين سُوقٍ عُوجٍ الرِّقاب لِطافٍ ... شَعرات من لِينها تتجعَّدْ

ومنها:

أهْدَى لنا الروضُ من قَرَنْفُلِهِ ... عبيرَ مسْكٍ لديْه مَفْتوتِ

كأنما سُوقُه وما حمَلتْ ... من حسنِ زَهْرٍ بالطِّيب منْعوتِ

صَوالجُ من زَبَرْجَدٍ خرَطتْ ... لها الغوادِي كُراتِ ياقوتِ

ومنها:

أرى زهْرَ القَرَنْفُل قد جَلتْهُ ... قُدودٌ تَرْجَحِنُّ به قيامُ

أخاَل لَوَ اُنَّها أعْناقُ طيْرٍ ... نهضْن به لقلتُ هي النَّعامُ

توقَّد زَهْرُه جَمْراً لديْنا ... وتلك لها من الجْمرِ الْتِقامُ

ومنها في الأبيض منه من أبيات:

<<  <  ج: ص:  >  >>