للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غادرْتموني للخُطوب درِيئةً ... تغْدو علىَّ صرُوفها وتروحُ

ما حركتْ قلبي الرياحُ إليكمُ ... إلا كما يتحرَّك المذبوحُ

وقوله:

وكنتُ إذا نزعْتُ إلى هَناتٍ ... جريْتُ مع الصِّبا طَلْقَ الرياحِ

فقلدني المَشيبُ على عِذارِى ... لجِاماً كَفَّ رأسِي عنِ جِماحِي

وقلتْ لعاذلي إِيه فإنِّي ... وهبتُ اليومَ سمعِي للَّواحِي

هو القدرُ المُتاحُ على الغواني ... فقلْ ما شئْتَ في القدر المُتاحِ

وما حُسْنُ العيون بلا بياضٍ ... وما ليلُ التَّمام بلا صباحِ

وما ضيفٌ أتاك بلا احْتشامٍ ... وأنتَ من الرحيلِ على جَناحِ

وقوله:

أيارِيحَ الصَّبا إن جئت نَجْداً ... فجدِّد بالظِّباء العِين عهداَ

فقد أرضَعْتني ثَدْيَ الأماني ... وشِبْتُ وما بلغتُ به أشُدَّا

وكم رَفَّتْ علىَّ طُوالَ ليلٍ ... ذوائبُ ذلك الرَّشَأ المُفدَّى

وما نَجْدٌ وأين ظباءُ نجدٍ ... سقى الرحمنُ ماءَ الحسن نجْدَا

وقوله من قصيدة، يمدح بها النظام ابن معصوم، يقول فيها:

وإن في الشَّعَرات البِيض لو علموا ... نُوراً لعيني ونُوَّراً على عُودِي

بِيضٌ وسُودٌ إذا ما استجْمَعا حَسُنَا ... حُسْنَ البياض على أحْداقِها السودِ

كم للزمانِ ولا أخْشَى بَوائِقَه ... من ضِنَّةٍ ولعْين المُلك من جُودِ

عَفُّ الشَّيِبة مَيْمون النَّقِيبة مَنْ ... صورُ الكتيبة مأمونُ المواعيدِ

أخلاقُ أحمدَ في تقْوى أبي حسَنٍ ... وحسنُ يوسف في مُلْك ابن داودِ

لا يحسُن الشعرُ إلا في مدائحِه ... كالدُّرِّ أحسن ما يبدو على الجِيدِ

وقوله:

أنتَ يا شُغْلَ المحبِّ الواجدِ ... قِبلُة الداعِي ووجهُ القاصدِ

فُتَّ آرامَ الفَلا حسناً فما ... قابلَتْ إلا بطَرْفٍ جامدِ

شأنُ قْلبينا إذا صحَّ الهوى ... يا حياتي شأنُ قلبٍ واحدِ

كثَّر الواشون فينا قولَهمْ ... ما عليْنا من مَقالِ الحاسدِ

لستُ أُصغِي لأراجِيف العِدى ... مَن يُغالي في الَمتاع الكاسدِ

وقوله:

زارني والبرقُ يرْمِى بالشَّرَرْ ... وعيوني شاخِصاتٌ في القمرْ

ذو دَلالٍ كلما مَرَّ حَلَا ... آهِ ما أحْلَى هواه وأمَرّ

بينما نحن على وَفْقِ الهوى ... نتَشاكَى سَلَّ قلبي ونَفَرْ

وانْثنَي يعدُو وأعْدُو خلفَه ... وهو يرْميني بأطْرافِ النظرْ

وَيْكَ يا شامِيُّ لا تطمعْ على ... ضَعْف عيْنَيْه بأحْداقِ الخَزَرْ

وقوله من قصيدة:

وقد جعلتْ نفسي تحِنُّ إلى الهوى ... حَلَا فيه عيشِي من بُثينة أو مَرَّا

وأرسلتُ قلبي نحو تَيْماءَ رائداً ... إلى الخَفِرات البِيض والشُّدن العَفْرِا

تعرَّف منها كلَّ لَمْياءَ خاذِلٍ ... هي الرَّيمُ لولا أن في طَرْفِها فَتَرا

من الظَّبياتِ الرُّودِ لو أنَّ حسنَها ... يكلِّمها أبدتْ على حسنِها كبِرَا

وآخَر إن عرَّفْتُه الشوقَ راعني ... بصَدٍّ كأني قد أبَنْتُ له وَتْرَاً

أُناشدُ فيه البدرَ والبدرُ غائرٌ ... وأسألُ عنه الرِّيمَ وهْو به مُغْرَى

فما ركِب البَيْداءَ لو لم يكن رَشاً ... ولا صدَع الدَّيْجورَ لو لم يكن بدرَا

لِحاظٌ كأن السحرَ فيها علامةٌ ... تُعِّلم هاروتَ الكهانةَ والسحرَا

وقَدٌّ هو الغصنُ الرَّطِيب كأنما ... كسَتْه تَلابيبُ الصِّبا ورَقاً خَضْرَا

رتَقْتُ على الواشِين فيها مَسامِعاً ... طريقُ الرَّدَى منها إلى كبدي وَعْرَا

أعاذِلتي واللومُ لؤمٌ أما تَرَىْ ... كأنَّ بها من كبل لائمةٍ وَقْرَا

<<  <  ج: ص:  >  >>