مالبرقٍ تِجاه كاظمةٍ ... لم تُضِي في العَقِيقِ أين تُضِي
لست أرْضَى بصاحبٍ بدلاً ... فاسْألا من صحبتُ كيف رضِى
صدَّقوا ليس عنهم عوضٌ ... وجميعُ الورى لهم عِوَضِي
وقوله من قصيدة:
أتراك تهفُو للبروق الُّلَّمعِ ... وتظن رَامَة كلَّ دارٍ بَلْقَع
لولا تذكُّر من ذكرْتَ برَامةٍ ... ما حَنَّ قلبي لِلِّوَى والأجْرَعِ
ريمٌ بأجْويِة العراق تركتْه ... قَلِقَ الوسادِ قريرَ عينِ المَضْجَعِ
في السِّرِّ من سعدٍ وسعدٌ هامةٌ ... رَعْناءُ لم تُصدَعْ ولم تتضَعْضعِ
منها:
قالتْ وقد طار المَشِيبُ بلُبِّها ... أنِشبْتَ في حَلْقِ الغراب الأبْقَعِ
وتلفَّتتْ والسحرُ رائدُ طَرْفِها ... نحوَ الديارِ بمُقلةٍ لم تخشَعِ
ولكَم بعثْتُ إلى الديارِ بالمتَربَّعِ ... فبكتْ ولولا الدارُ لم تتقشَّعِ
أمَّلتُ لو يتلَّوم الحادي وما ... أمَّلْتُ إلا أنْ أقول وتسمعي
وقوله:
لم أنْسَ لا أنسى خيالاً سرى ... يسترشدُ الشوقَ إلى مَضْجعِي
حسِبتُ بدرَ التِّمِّ قد زارني ... فبِتُّ لآ أقْفُو سِوى المطلَعِ
أسأل عنه الشوقَ لا يرْعوِى ... وأنشُد البَيْنَ به لو يَعِى
آليْتُ والدارُ لها حرمةٌ ... لا أسأل الدارَ وصبري مَعِي
كان دمي حَجْراً على حاجِرٍ ... فلِمْ أباحْته مَها الأجْرُعِ
عُلالَةً كان وُقوفي بها ... أبْغِي شِفَا القلب من المُوجِعِ
وقوله:
يالَهْفَ نفسي على شبابٍ ... أفنيتُ في عصرِه جَمِيعِي
كان شَفِيعي إلى الغواني ... فمنَ شفيعي إلى شَفِيعِي
إن الدَّرارِي على نَواها ... أدْنَى من الغادة الشَّمُوعِ
وقوله:
لا تجْزعِي يا بَانَة الأجْرَعِ ... حُوشيتِ من همِّي ومن ضَيْلَعِيِ
كأن قلبي بين شِقَّىْ عَصَا ... في حبِّ من شَقّوا عصا المَجْمَعِ
حلُّوا من القلب بوادي الغَضا ... ونارُهم في مُنْحنَي الأضْلُعِ
وقوله:
يا عَذُولي وما أظن عذولي ... يطمعُ اليوم في مَلامِي وقَذْعِي
هَبْك ثقَّلتَ بالمَلامةِ سَمْعي ... أخْتشِى اليوم أن تُثِّقل طبْعِي
وقوله:
أجِدَّكَ شايعْتَ الحَنِين المُرجَّعَا ... وغازلْتَ غِزْلانا على الخَيْف رُتَّعَا
وطالعْتَ أقماراً على وَجْرَةِ النَّقا ... وقد كنتُ أنْهَى العينَ أن تتطلَّعَا
ولم أرَ مثلَ الغِيدِ أعْصَى على الهوى ... ولا مثلَ قلبي للصبابةِ أطْوعَا
ومن شِيمَي والصبرُ مِنِّيَ شِيمةٌ ... متى رام أطْلالاً بعيْنٍ تدمَّعَا
وقورٌ على يأسِ الهوى ورجائِه ... فما أتحسَّى الهمَّ إلا تجرُّعَا
خِليَليّ حالِي كلما هبَّ بارِقٌ ... تكاد حَصاةُ القلب أن تتصدَّعَا
طوى الهجرُ أسبابَ الموَّدة بيننا ... فلم يَبْقَ في قَوْسِ التصبُّرِ مِنْزَعَا
إلى الله كم أُغْضِى الجفونَ على القَذَى ... وأطْوِى على القلب الضلوعَ توُّجعَا
ألا حبَّذا الطَّيْفُ الذي قصر الدجى ... وإن كان لا يلْقاك إلا مُودِّعَا
ألَمَّ كحَسْوِ الطيرِ صادَف مَنْهَلاً ... فأزْعجه داعي الصَّباحِ فأسرعَا
وناضْلتُه بالَّلْحظ حتى إذا رمَى ... بسطْتُ له حبلَ الهوى فتورَّعَا
قَسمتُ صَفَايا الوُدِّ بيني وبْينَه ... سواءً ولكنِّي حفظتُ وضيَّعَا
وحزَّتْ نِياطَ القلبِ أسبابُ نِيَّةٍ ... فلله قلبي ما أرَقَّ وأجْزَعَا
وقوله:
سرى والليلُ مَمْدودُ الرُّواقِ ... وساعى الفجر يحجِل في وَثاقِ