للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاهدٌ طال ما اقتطفتُ بها ... زَهْرَ الهنا من حدائقِ الجذَلِ

وأطْلَع السعدُ في مَعالِمها ... بَدْرَ المُنى في غياهِب الأمَلِ

حيث قُطوفُ اللَّذَّاتِ دانيةٌ ... ومَوْرِد اللهوِ مُغْدِقُ النَّهَلِ

نعثُر فيها بذَيْل لَذَّتِنا ... في هِضاب العِناق والقُبَلِ

بكلِّ مُستوْقِف العيون سَناً ... يدعُو فراغَ القلوبِ للشُّغُلِ

الشغل فيه أربع لغات: شُغْل، وشُغُل، وشَغْل وشَغَل.

أثْقَل أعْطافَه بخفَّته ... لُطْفُ التَّصابِي فخفَّ بالثِّقَلِ

وعُطِّلتْ من حَلْىِ النَّبات عِذَا ... راهُ فحلاَه الحسنُ بالعَطَلِ

إذا رمتْنا من قَوْسِ حاجبِه ... سهامُ جَفْنيْه مابَنُو ثُعَلِ

وارَحْمتا العاشقين قد دهَمَت ... همُ المَنايا في صورة المُقَلِ

وقد تفاءلْتُ من مَصارعِهمْ ... أنّ تَلافِى بالأعْيُنِ النُّجْلِ

أساً لقد جُرِّع الأسَى وهوًى ... أهْويْتُ من أجلِه على أجَلِي

فذا الذي حَجبَتْ محاسنُه ... عنَّا مَساوِى الصدودِ والنّقلِ

من كان عنِّي قبلَ النَّوَى صَلِفاً ... أبْعدُ مَسمِعي عن العَذَلِ

مازِدتُ عنه بُعداً بفُرقتِه ... لا وَاخَذ اللهُ البَيْنَ من قِبَلِي

منها في المدح:

أقام للفضل دولةً حسُنتْ ... والوصفُ بالفضل أفضلُ الدُّوَلِ

واسْتتَر الظلمُ من عدالتِه ... بين حُصون الظِّباء بالكَحَلِ

يا أبيضَ العدلِ ما تركتَ بها ... سوادَ ظُلْمٍ إلا من المُقَلش

واعتدلتْ حيث ما اسْتمرَّ بها ... لولا قدودُ الحسانِ ذُو مَيَلِ

ما كنتُ ادري من قبل رُؤْيتِه ... كيف انْحصار الأنامِ في رجلِ

حتى رأيتُ امْرَأً يقوم له الدَّ ... هْرُ على ساقِه من الوَجَلِ

إن ادَّعَى مبصرٌ له شبَها ... فاحكُم على ناظِريْه بالحَوَلِ

هذا في استعمالهم كثير، ومن أبلغه قولي في غلام أحول:

بنفْسِيَ من أخْلصتُ قلبي لأجْلِه ... فما اخترتُ عنه قَطُّ أن أتحوَّلاَ

بديعُ جمالٍ لا يرى طرفُ ناظرٍ ... نظيراً له حُسْنا ولو كان أحْوَلاَ

ومن قصائده، ميميّته التي أهداها شنبا لثغر الأدب الباسم، وبعثها روحا في مجارى القبول الناسم:

تلك الطُّلولُ طلولُ سَلْمَى ... فافضُض بها للدمعِ خَتْمَا

دِمَنٌ غرَستُ بها الهوى ... فجنيْتُه كَمَداً وسُقْمَا

وانشُد هنالك مُهْجةً ... بصرِيعة الأحْداق تُسْمَى

خلَّفْتُها يوم النوى ... لِسهامها غرَضاً ومَرْمَى

وأظنها لم يُبْقِ منْ ... ها حبُّ ذاك الظبِي رَسْمَا

صنمٌ كأن اللهَ صوَّ ... رَهُ من الأرْواح جسمَا

وكأنما مُزِج الصَّبا ... حتى تكوَّن منه بالْمَا

وجَناتُه رقَّتْ فكا ... دتْ من خيالِ الوهمِ تَدْمَى

وَصَفتْ معاطُفه فكا ... دبها الغلائلُ أن تنمَّى

نفِّسْ عليه يا نِطا ... قُ فقد كدَدْتَ الخَصْر ضَمَّا

واخفِفْ مُرورَك يا نسي ... مُ فقد خدَشْتَ الخدَّ لَثْمَا

إنِّي غضضْتُ الطَّرفَ خوْ ... فاً أن يُؤثِّر فيه حَتْمَا

نَشْوانُ من خمرِ الدَّلا ... لِ مُعشَّقُ الحركاتِ ألْمَى

عُوِّضتُ فيه عن هُدا ... يَ وصحَّتي غَيّاً وسُقْمَا

إن الذي قسَم الهوى ... جعل القنا لي منه قِسْمَا

لا واخَذ اللهُ الدُّمَى ... بدمِي فقد هدرَتْه ظُلْمَا

فإلى مَ يا ثَمِلَ الجفو ... نِ وفي مَ تجفْوني ومِمَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>