للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتَّقِ اللهَ وغُضَّ الطَّ ... رفَ عنه لا يذوبُ

أبو تمام:

قد غَضَضْنا دونك الأبْ ... صارَ خوفاً أن تذُوبَا

وله:

ما لمسْناه ولكن ... كاد من لَحْظٍ يذوبُ

أيها العشَّاقُ مَحْ ... زونُ الهوى منِّي طَرُوبُ

كلَّ وقتٍ ليس تْن ... شَقُّ قلوبٌ وجُيوبُ

إنما يمْزَج بي في ... لُجَّة العشق لَعوبُ

وإذا بدَّ سُرورٌ ... وإذا نَدَّ نحيِبُ

والذي يهجر في الحبِّ ... للاحِيه نسيبُ

ما على مَن سَرَّه الْ ... وصلُ إذا غِيظ الرَّقيبُ

رَنَّةُ القوسِ لِرا ... مِيها وللغير النُّدوبُ

منها:

وإذا أمكنتِ الفُرْ ... صةُ أجْني وأتوبُ

في الهوى صَحَّ اجْتهادِي ... فأنا المُخْطِى المُصيبُ

من مديحها:

ضاحكُ الوجه وهل في ... طلعةِ القُطْب قُطوبُ

جنَّةُ الشمس لها فِي ... هِ شروقٌ وغروبُ

أيُّ قلبٍ حلَّ مني ... كلُّ أعْضايَ قلوبُ

ومن مختاره:

وجهُك صبح المُنى ولى زمنٌ ... آمُل إقْبالَه وأرْتقبُ

تُلْقِى المعاني إلىَّ زَهْرتَها ... فأجْتنيها والغيرُ يحْتطبُ

وكم بيوتٍ ملأْتُها حِكَماً ... وهُنَّ إن شئتَ خُرَّدٌ عُرُبُ

أسُوغ من جَرْعة الزُّلال على ال ... قلبِ وفي قلبِ حاسدي لَهبُ

منها:

دارُ اغْترابي التي عنِيت بها ... مصرُ ودارِي وحبَّذا حلَبُ

دارٌ تُمِيتُ الهمومَ نفْحتُها ... وتغْتذى من عبيرِها الكُثُبُ

لاقُرْبُها للكرام مَضْيعةٌ ... ولا حِماها للضَّيمِ مُنْقلَبُ

علىّ أن لا تنامَ لَوْعتُها ... بين ضلوعِي همومُها شُعَبُ

منها:

لا أقْبلُ الضَّيْم كيف أقْبله ... والمجدُ يأْباه فيَّ والحسَبُ

والشمسُ صَوْنا لضوءِ طَلْعتها ... خوفَ لَحاقِ الظلام تحْتجِبُ

يُظَن صَدْعِى لقَرْع نائِبةٍ ... وإنَّما من أحبّه النُّوَبُ

كأنني من زُجاجةِ جسَدٌ ... أحِبَّتي في انْكسارِه السببُ

وله في هذه القصيدة، وهي من بدائعه:

طَمِّنْ فؤادَك أيُّ حُرٍّ ... لم يُرَع بالخَطْب قلبُهْ

ودِع المَلام فداءُ مَن ... عالجْتَ بالتَّطمين طِبُّهْ

لا تُكثِرَنْ هلَّا فعْل ... تَ عليه فالفعَّال ربُّهْ

المرءُ يصعُب جَهدُه ... ويلين بالمقْدور صَعْبُهْ

لا تتَّهمْني فالمُؤا ... خَذُ في الزمان النَّذْلِ نَدْبُهْ

وأبيكَ من زمنِ التَّرعْ ... رُعِ لم يزلْ دأْبي ودأْبُهْ

ومن العجيبِ لدَى اللِّئا ... مِ عَطاؤُه ولدىَّ سَلْبُهْ

يا دهرُ مثلي لا يُقَلْ ... قَلُ عن سَنام المجدِ جَنْبُهْ

أنا لا أُبالي إن رمي ... ت وسبَّ عرضِي من أسبُّهْ

السيفُ يُرمَى بالفُلو ... لِ إذا فشَا في الصَّلْد ضَرْبُهْ

والعينُ يُديمها الذُّبا ... بُ ويُعجِز الآسادَ ذَبُّهْ

والتِّبرُ يعلوه التُّرا ... بُ ولا يضرُّ التِّبر تُرْبُهْ

وأبيك ما نُكِب اللبي ... بُ وفضلُه باقٍ ولُبُّهْ

هم يعرفون بأن نجْ ... مِي تحرِق الطاغين شُهْبُهْ

والصبرَ يُرْقيني إذا ... وثَب الزمان وعضَّ كلبُهْ

إن مَجَّنى قومٌ فإن ... الموتَ ليس يسُوغ شُرْبُهْ

أو قيل قد مَلُّوه فالْسَّ ... مُّ الزّعافُ يُمَلُّ قُرْبُه

أما المَلال فإنني ... عُوِّدتُه ممن أُحُّبهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>