للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تكلَّف في الودا ... دِ أخو الودادِ فكيف غربُهْ

فاطْوِالبساط فالانْبِسا ... طُ قد انْطوى في الناس سِرْبُهْ

والشِّعر أخْلَف نَؤْوُه ... وتقشَّعتْ في الجوِّ سُحْبُهْ

ما زال تلفحُه سُمو ... مُ البُخْل حتى جَفَّ عُشْبُهْ

كم ترْتجِي صَنَماً سوا ... ءٌ فيه مِدْحتُه وثَلْبُهْ

مُستْنكَر الأكْتاف جَعْ ... دُ الكفِّ جَعْدُ الوجهِ صُلْبُهْ

أأُخَىَّ من يَكُ شاعراً ... فالخالقُ الرزاقُ حَسْبُهْ

والراسُ راسُ المالِ إن ... يسلَمْ فليس يِقلُّ كسْبُهْ

وكفى فَتى العِرفانِ خِلاَّ ... ناً فضائلُه وكُتْبُهْ

فعلى مَ ترغبُ في سَرا ... بٍ من شُخوص الْآلِ سِرْبُهْ

يتقلَّبون مع الزما ... نِ كأن حِزْب هواك حزْبُهْ

يشْقَى النجيبُ بهم ويُسْ ... لمُه إلى الأعداء صَحْبُهْ

وإذا جنَى فكأن سُ ... لطانَ الذنوبِ الدُّهْمِ ذَنْبُهْ

فوجوههم طَلَلٌ به ... يومَ الَّلحَى قد طال نَدْبُهْ

وأكفُّهم قَفْرٌ أُمِي ... تَ الخِصْبُ فيه وعاش جَدْبُهْ

ذهب اللذين يعيش مثْ ... لي بينهم ويموتُ كَرْبُهْ

وبَقى الذي تُضْنِى العُيو ... نَ حُلاه والأسماعَ كذْبُهْ

من كلِّ محْلولِ الوِكا ... ءِ مُثقَّف البِيضان ثُقْبُهْ

من كلِّ مَفِريِّ الأدي ... مِ بِصَعْدِة السِّرْوالِ عْقُبهْ

يمشي ويمسح من مَعا ... طِفه وكعبُ الشُّوم كَعْبُهْ

طُول بلا طَوْلٍ وأش ... هَى ما يُرَى للعين صَلْبُهْ

أأُخَيَّ مثلي ليس تُهْد ... دَى عن مَثار النَّقْع شُهْبُهْ

لا بُدَّ من شَرَرٍ يُعمُّ ... الجوَّ والأعدا مَصَبَّهْ

فارقُب خُفوقي إن سكنْ ... تُ فعاصفِي يُرْجَى مَهَبُّهْ

لا تنظُر الحسَّادُ حا ... لي إنما المنْظورُ غِبُّهْ

أوَ مادَرْوا أن الحسَا ... مَ يُفَلُّ ثم يُحَدُّ غَرْبُهْ

والبدرُ يُشرِق في المَطا ... لعِ بعدما أخْفاه غَرْبُهْ

والروضُ يذبُل ثم يُكْ ... سَى النَّوْرَ والأوراقَ قُضْبُهْ

والداءُ إن يوماً يشِفَّ ... فبالتَّداوِي يَشْفِ رَبُّهْ

والدهرُ إن يُوْمَن بغَفْ ... لٍ لذَّةً يفْجأْهُ خَطْبُهْ

لا يخدَعَنَّك سِلْمُه ... فوراء سِلمِ الدهرِ حَرْبُهْ

قلت: لله دره على ما أبدع من المعاني الغرائب، والألفاظ المزرية بدرر النحور والترائب.

ويعرف قدر الشاعر الفائق، بتنوع جولانه في الميدان المتضايق.

وله يصف بركة ماء:

انظُر البركةَ التي تتراءَى ... لِمُحيَّا الرياضِ كالمِرآةِ

تَرَ خدّاً مثلَ اللُّجَيْن تحلَّى ... بِعذارٍ من انْعكاسِ النَّباتِ

وهذه قطعة من حائيته التي سارت بها الركبان، وطارت شهرتها بخوافي النسور وقوادم العقبان:

بات ساجِي الطَّرْفِ والشوقُ يُلِحُّ ... والدجى إن يمْضِ جُنْحٌ يأْتِ جُنْحُ

وكأن الشرقَ بابٌ للدُّجى ... ماله خوفَ هجُوم الصبحِ فَتْحُ

يقْدَح النجمُ بعيني شرراً ... ولزنْد الشوقِ في الأحْشاءِ قَدْحُ

لا تسَلْ عن حال جَفْني والكرى ... لم يكنْ بيني وبين الدَّمْعِ صُلْحُ

منها:

كلُّ عَيْش ينْقضي مالم يكنْ ... مَعْ ملِيحٍ ما لذاك العيشِ مِلْحُ

من مديحها في خصماه:

وإذا قيل ابنُ فَرُّوخٍ أتى ... سقطُوا لو أنَّ ذاك القولَ مَزْحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>