للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبيْننا مودةٌ ... تعلِّم الآسَ الوفَا

وقوله:

يسْبِي العقولَ بلَحْظه فكأنما ... سُقِيتْ سيوفُ لِحاظِه بسُلافِ

سَيْفُّيهُ صاد القلوبَ بنَظْرةٍ ... من بين مثل قوادم الخَطَّافِ

السيفي: طائر من الجوارح يشبه الصقر.

ومن رباعياته قوله:

ناديتُ أحبَّتِي لأجل السَّلْوَى ... والدهرُ رسومَ رَبْعهم قد سَوَّى

بالنَّوْحة جُدْتُ في المغاني حتى ... قد ساعدني على بكائِي رَضْوَى

ولي فيه مدائح كثيرة، من جملتها قصيدة قلتها في ابتداء ورودي عليه.

ومستهلها:

دَنا الرَّكْب من حَيٍ تقادَم عهدُه ... وهَيَّج فيه القلبَ وجداً يُجِدُّه

دعتْه إلى الشكوَى معالمُ أُنْسِه ... ولكن أسرارَ الغرام تصُدُّهُ

بنفسِيَ مِن آرامِه كلّ شادِنٍ ... تملَّك مني حبَّةَ القلبِ وُدُّهُ

من الغِيد يرْنُو عن حُسامِ لَواحظٍ ... يقُدُّ قلوبَ الدَّارِعين فِرِنْدُهُ

أرُدُّ عيوني عنه خِيفةَ كاشحٍ ... وهل يمنع الصَّادِي عن الماء وِرْدُهُ

سقاني وقد حيَّى مُداماً تروَّقتْ ... إذا لم تكُن من كَرْمِه فهْيَ خَدُّهُ

سُلافاً تُعير الصبحَ في كَشْفِه لنا ... قِناعَ الدجى منها سَناً يسْتمدُّهُ

من مديحها:

يرِفُّ به غصنٌ من الحمدِ يانِعٌ ... ويعبَق من نَشر الثَّنا فيه نَدُّهُ

ولا تعثُر اللَّحظاتُ في باب مجدِه ... بغير مَنالٍ يقْدَح العزَّ زَنْدُهُ

أدَرَّ على الأيام سَيْباً ففجَّرتْ ... ينابِيعَ حتى الصخرُ أعْشَب صَلْدُهُ

ومنها هذه القصيدة، قلتها وقد ألبسني فروةً من فراه، وهي بعض ما نالني من قراه:

شأنُ المُوَلَّه أن يعيش مُتيَّما ... والحبُّ ما منع القَرارَ المُغرَمَا

هو ما علمتَ غرامُ صَبٍ دمعُه ... ما زال يُظهِر سِرَّه المتكتِّمَا

لو شاء من أضناه هجيره ... رد الحياة لجسمه منكرما

وإذا الصبابةُ خامَرتْ قلبَ امرىءٍ ... وجد الشِّفاءَ من الحبيب تنعُّمَا

ولَرُبَّ مُغْبَرِّ الأديمِ قطعتُه ... من فوق مُبْيَضِّ القوائمِ أدْهَمَا

لا تستطيع الشمسُ ترسم ظلَّه ... مهما مشَى سبَق القضاءَ المُبرَمَا

والليلُ بحر قد تدافَع مَوْجُه ... وترى الكواكبَ فيه تسْرِي عُوَّمَا

وكأن وجهَ الأُفْقِ تُنقَدُ فضةً ... والبدرَ تحسَبه عليه دِرْهَمَا

وكأنما المَرِّيخُ شعلة قابسٍ ... أو رأسُ نَصْلٍ خضَّبْته يدٌ دَمَا

أسْرِي وشخصُك لا يزال مُسامِري ... وأرى التصبُّر عنك مُرّاً عَلْقَمَا

يا آفةَ الأرواحِ ما ألْهاك عن ... دَنِفٍ لذكْرِ هواك يهوَى اللُّوَّمَا

من مديحها:

مولىً إذا ظلمَ الزمانُ فما يُرَى ... إلاَّ إلى عزَماته مُتظلِّمَا

جارَى الملوك إلى مقاماتِ العلى ... فتأخَّرُوا عنه وكان مُقدَّمَا

لو مَدَّ راحتَه لثَغْرِ مُقَبِّلٍ ... أنِف الثُّريَّا أن تكون له فَمَا

أو تنطق الدنيا بِمِدحةِ ماجدٍ ... نطَق الزمانُ بمدْحِه وتكلَّمَا

دعَواتُه تجلو الكروبَ وعَزمُه ... لو يلْتقيه الموتُ مات توهُّمَا

ولو اسْتجار به النهارُ من الدجى ... لم تبصرِ الأحداقُ شَيّاً مظلِمَا

منها:

ألْبَسْتني نِعَماً رأيتُ بها الدجى ... صبحاً وكنتُ أرى صباحِي مظلِمَا

ما عُذْرُ من شرَّفتَه بفضيلةٍ ... أن لا ينالَ بها السُّهَا والمِرْزَمَا

وإليْكها زهراءَ ذاتَ بلاغةٍ ... لو رامَها قُسٌّ لأصبح أبْكَمَا

من كل بيتٍ لو تجسَّم لفظُه ... لرأيتَه وَشْياً عليك مُنَمْنَمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>