يا شَرَف المَكرُمات نظمُك قد ... وافَى إلينا وكلُّه نُخَبُ
مُنْسَبِكَ النظمِ في فواصِلِه ... كأنما الشُّهُد فيه مُنْسكِبُ
مثلُ عقُود الْجُمانِ في نَسَقٍ ... تعجزُ عن صَوْغ مثلهِ العرَبُ
جاء على غِرَّةٍ فأذْعَرنِي ... كالسيلِ لكنَّ ضَرْبَه ضَرَبُ
فهو الذي أخْرَب الجِدارَ كما ... إذا الْتقتْه السَّفِينُ تضْطرِبُ
وهو الذي سار في البلادِ فلا ... يُنْتَجُ في موضعٍ له نُجُبُ
وهو لعُمْرِ الغلامِ مُنْتهِبٌ ... أيضاً وللكهلِ ظَلَّ ينْتهِبُ
وشِرْعةُ الخِضْرِ إذ يمُرُّ بها ... طريقُه إنَّ أمْرَه عَجَبُ
وهْو مَدَى الدهرِ في تقلُّبِه ... وليس قلبٌ له إذا قلَبُوا
ذكرت بهذا اللغز لغزاً لنصير الدين الحمامي كتبه إلى السراج الوراق وهو:
لتُرشِدني شيئاً به تُرْشَد المُنَى ... له قلبُ صَبِّ كم فؤاد به صَبُّ
إذا ركِب الهَيْجاء يُخْشَى ويُتَّقَى ... فلم يثْنِه طَعْنٌ ولم يثْنِه ضَرْبُ
فقلتُ يهُدُّ الصَّخْرَ عند لقائهِ ... ومن أعْجَبِ الأشياءِ ليس له قَلْبُ
ومن إنشاءاته التي إذا شدا بها اليراع وزهر طرسها أزرت بكل حديقةٍ غنا، أو عرفنا بها السحر المبين علمنا أنه لم يستتر وجه الصواب عنا.
ما كتبه جواباً عن كتاب أنشأته إليه من عمى أوحد الكبرا، وأجمل الوزرا.
ذي النظم الفائق، والإنشاء الرائق.
عبد الرحمن بن الهادي، لا برح روض مجدٍ يقيد عين الرائي وعين جود يكرع منها الصادي.
وهو: سماء بلاغة زهرت نجوم بروجها، وروضة فصاحةٍ نجمت زهور مروجها.
وردت إلي بأنفاسها اليوسفية، ونسماتها الندية الندية.
من مقام من اشتد بوزارته أزر الإمارة، وظهرت على محبته وصدق مودته الأمارة.
ذلك الماجد المكرم، والسابق في حلبتي الأدب والنسك حتى أنسى بالكميت وابن أدهم.
بهجة النادي وحدقة حديقة الوادي، وجيه الدين عبد الرحمن بن الهادي.
لا زال مرتشفاً من النعم زلالها الصافي، متفيئاً ظلالها الظليل الضافي.
ما ناحت الحمام على الهديل، وأطربت بهديرها والهديل.
وبعد؛ فإنه ورد منه ذلك الكتاب، الذي أزال خطوب النوى بلطف ذلك الخطاب.
فأقسم بالليل من سواد نقسه، وبالفجر من بياض طرسه.
لقد تعطرت به الأرجاء وتمسكت، بالأكف التي تلمست به وتمسكت.
ولقد شنف الأذان بما أودع من الجواهر والدرر، وفعل ذلك اللفظ اليوسفي في البصائر فعل القميص اليوسفي في البصر.
فلله در منشىء ذلك الدر النظيم، ولولا ذلة اليتم لقلت اليتيم.
ولعمري إن من أجل فوائد هذا السفر المفيدة، تطويقي بنفيس تلك الدرر الفريدة.
وأسأل فالق الحب والنوى، أن يهبني أسباب الإياب ويقطع أسباب النوى.
وقد قابلت بحصى هذا الجواب درر ذلك الابتدا، ولو لزم استواء لفظ البادي والمراجع لما سمي جواباً رجع الصدى.
فعلى صاحب ذلك الكتاب وكاتبه، أزكى سلام الله وأطايبه.
ودعاؤهم مستمد في آخر شهر الصيام، سيما بالتوفيق وحسن الختام.
ومن غاياته التي لا تدرك، وآياته التي لا تشرك.
ما كتب به جواباً عن قصيدة، كتبها إليه أوحد السادة، وسلسيل أكرم قادة.
ضياء الإسلام والدين زيد بن محمد بن الحسن، وأرسلها على يد السيد عماد الدين يحيى بن أحمد العباسي.
فأصحبها السيد المذكور أبياتاً منه تتضمن تصديرها إليه، فأجاب عليها بهذه الكلمات، وما بعدها من النظم الذي تنعقد خناصر المحبرين عليه: وهو: أبهى تحفٍ تحف بكل معنىً بديع، وأبهج كلمٍ يعجز عن تحرير مثلها الحريري والبديع.
وردت إلينا من مقام من أضحت العلوم بأسرها في أسره؛ فهو ابن عباس عصره، وابن بسام دهره، يحيى الذي يحيا الفؤاد بذكره.
أتحفه الله بسلام تتعطر الأرجاء بنشره، ويليق بعالي مقامه الرفيع وقدره.
وبعد؛ فإنها وردت تلك المطالعة، التي طلعت بدورها بالأنوار الساطعة.
متضمنة تصدير تلك الحدائق التي تروق الناظر، ويذوي لدى نورها النجم الزاهر، ويخفى عند نورها النجم الزاهر.
من نظام فرع الدوحة القاسمية، وطراز العصابة الهاشمية.