للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شمسُ الهدى أحمدُ أعنِي الذي ... أحْيَى رُسوماً للعُلَى وارْتَقَى

عينُ بني المُختارِ في عصرِنا ... العلَمُ الفَرْدُ حلِيفُ التُّقَى

سعَى إلى العَلْيا بعزْمٍ له ... نال به المجدَ فلن يُلْحَقَا

له فَخارٌ أصلُه راسخٌ ... في روضةِ العَلْياء قد أغْرقَا

صِفاتُه غُرٌّ فصِفْه بما ... شئتَ فما أحسنَ ما أصْدقَا

ما كان في رَبْعٍ ولا منزلٍ ... إلاَّ غدا من نُورِه مُشرِقَا

في كَوْكَبانَ العِزُّ لمَّا بدا ... إليه شاهدْنا له رَوْنَقَا

وزادَه حُسْناً إلى حسنهِ ... وجدَّد الوَجدُ له مَوْثِقَا

أسعدَه اللهُ بأيَّامه ... ولطفه غرَّب أو شرَّقَا

فأجابه بقوله:

يا زمنَ الأثْلِ بوادي النَّقا ... سَقاك مُنْهَلُّ دموعِي سَقَا

يا بهجةَ العُمرِ ووجهَ المُنَى ... قد كان بالَّلذَّةِ لي مُشْرِقَا

أيامَ لا ألْوِي على صادقٍ ... مُناصِحٍ أو كاذبٍ صدّقَا

أيامَ لا أصحَبُ رِيحَ الصَّبا ... ولا أُراعِي بارقاً أبْرَقَا

وروضةُ الحسين لنا مَوْئِلٌ ... وغُصْنُها المَيَّاد قد أوْرَقَا

عيشٌ مضَى فالجَفْنُ من بعدِه ... وقَّع سطراً بالبُكاء مُلحقَا

هل لِي إلى جَنَّاتِه ساجِعٌ ... وهل أرى لي في الهوى مُشفِقَا

يا جِيرةَ الروحِ بحقِّ الوفا ... لا تنْقُضُوا عهداً ولا مَوْثِقَا

أتحسَبوني قد تناسيْتُ ما ... قد حلا قِدْماً بعصر اللِّقَا

فلم أزَلْ إن عَنَّ لي ذِكْرُه ... مُفكِّراً في عَوْدِه مُطْرِقَا

لي في هواكم مَذهَبٌ مُذْهَبٌ ... حقَّق فيه الدَّرْسُ ما حقَّقَا

توْضِيحُه يُزْهِي بتنْقيحهِ ... تَلْوِيحه يُعْجِز من دَقّقَا

سألتُ مَن حمَّلني بُعْدَكم ... يجعلُ لي من أمرِكم مِرْفَقَا

ويعمرُ الفضلَ بإبْقاءِ مَن ... أكْسَبه في دهرِنا رَوْنَقَا

قد رفع النظمَ فقلنا له ... نظمُك في الذِّرْوة يا مُنتقَى

أحمدُ مَن حَمْدِي له دائماً ... ما سجَع الطيرُ وما صَفَّقَا

يا ماجداً طَوَّقني مَنُّه ... أعْجزني أفْحَمنِي مَنْطِقَا

بدأتَ بالفضْلِ وأنتَ الذي ... سبقتَ بالفخرِ فلن تُلْحَقا

للهِ ما شنَّفْت سَمْعِي به ... من غَزَلٍ حَيَّرني أقْلقَا

تَخِذْتُ صَبْرِي دونه جُنَّةً ... ثم ترقَّبْتُ لنَفْثِ الرُّقَى

فما اهْتدَى قلبي إلى سَلْوةٍ ... ولا هذَي كَلاَّ ولا فرَّقَا

ضَمَّنتُه ذِكْر اجْتماعٍ لنا ... كَمَّله اللهُ بطُولِ البَقَا

كان ليَ الحظُّ به كُلُّه ... فلم أزَلْ مُغْرىً به شَيِّقَا

ودونكم نَظْمِي الذي جاءكم ... مُجدِّداً للعهد مُستوثِقَا

واعذِرْ سَرِيعي إن مشَى مُسْرِعاً ... يطلبُ من أفواهِكم فُسْتُقَا

واستُرْ عليه إن تجِدْ عَثْرةً ... فإنه نَزْرُ كلامِ اللِّقَا

وسَل لنا التوفيقَ والعفوَ والْ ... غُفرانَ فالفائزُ من وُفِّقَا

وله:

بالبِعاد تجْزِينِي ... يا غزالَ يَبْريِنِ

هل لذاك من سَبَبٍ ... أم تُريد تَبْريني

قد وَلِيت حُكْمَ شَجٍ ... في هواكَ مَفْتونِ

ما تَخافُ يا أمَلِي ... من تِلافِ مسكينِ

بالصدودِ تقْتُلني ... والهوانَ تُولِينِي

<<  <  ج: ص:  >  >>