للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيُّ حاكمٍ يُفْتِي ... يا حبيبُ بالْهُونِ

هل يصحُّ ذاك ومَن ... بالجوازِ يُفْتينِي

ليس ذاك يُوجَد في ... شِرْعةٍ ولا دِينِ

كَمْ جمعْتَ من حَسنٍ ... كاملٍ بتحْسينِ

اللِّحاظُ فاتِرةٌ ... بالسِّهامِ ترمينِي

والخدودُ ناعمةٌ ... أزْهرَتْ بنَسْرِينِ

والجبينُ حاجبُه ... في القِرانِ كالنُّونِ

والقَوامُ مُعتدِلٌ ... كالغصُون في اللِّينِ

والسَّقامُ من مُقَلٍ ... ناعساتِ تَسْبِينِي

والدواءُ في شَنَبٍ ... كالأقاحِ مكْنونِ

لَثْمُه شِفا أملِي ... والرُّضابُ يرْوِينِي

كم أقولُ من شَغَفٍ ... فيك مَن لِمَفْتونِ

مَن لِمُغرَمٍ دَنِفٍ ... بالجآذرِ العِينِ

وله:

جُدْ بوصلٍ يا ناعسَ الأجْفانِ ... وترفَّق بالمغرمِ الوَلْهانِ

رامَ كَتْمَ الهوى فَنَمَّ عليه ... سُقْمُ جسمٍ له ودمعٌ قانِي

قسَماً بالجفونِ والخدِّ والثغْ ... رِ وبالقَدِّ مُخْجل الأغصانِ

ما يمُرُّ السلُوُّ في البالِ مذ غِب ... تَ ولا تعرِفُ الكرَى أجْفانِي

كم وكم رُمْتُ سَلوةً في هواكم ... أين منِّي ما رمتُ من سُلوانِ

لَحمامِ الربُوعِ شَجْوٌ ولكنْ ... في فؤادي تتابُعُ اللَّمعانِ

أتمنَّى يقال في كلِّ حينٍ ... وإلى كم وَيْلاه منِّي الأمانِي

هل سبيلٌ إلى الوِصالِ قريبٌ ... أم بعيدٌ وما إليه تَدانِي

ضاق بي مذ غِبتمُ كلُّ رَحٍْ ... وتجافَيْتُ بعدكم أوْطانِي

ذاب قلبي من لَوْعةٍ في فؤادي ... يا مُنايَ قد أشْعلتْ نِيرانِي

إن تجنَّى في حبِّه فهْو عبدٌ ... وإلى المالكِ انْتهاءُ الجانِي

فصِلوه جُوداً وإلا فصُدُّوا ... لا عدِمْناكمُ مَدَى الأزمانِ

قلتُ للعاذلِ المُعنِّف فيه ... لسْت أُصغِي فليس شأنُك شانِي

وصلاةٌ على الشفيعِ وآلٍ ... ما أمال النسيمُ غصنَ الْبانِ

وللبدر من قصيدة، مستهلها:

رُعيتمُ أهلَ جَيْرونٍ ونَعمانِ ... يا ساكنِي قلبِيَ الْعانِي وأعْيانِي

ففيكمُ ساحرُ الألْحاظِ ذُو غَنَجٍ ... مُهَفْهَفُ القَدِّ لا يرْثِي لأشْجانِي

يا سامِيَ الجِيد هل للهجرِ من سبَبٍ ... فالهجرُ والصدُّ والتْهدِيدُ أضْنانِي

ارْحمْ مُحِبَّك من طولِ البِعادِ فقدْ ... حرَّمْتَ نومِي ولَذَّاتِي وسُلْوانِي

اللهُ يجمع شَمْلي بالذين لَوَوا ... بالعهدِ فهْو كريمٌ خيرُ مَنَّانِ

محمد بن إبراهيم بن يحيى من أفراد اليمن وفو حظٍ متقد، وسلاسة لفظٍ يجري من خاطرٍ منتقد.

حاز قصب السبق نظاما، وأوسعه أهل خطته لفضله إجلالاً وإعظاما.

فقصرت نظراؤه عن مجاله، وعلموا أنهم ليسوا من رجاله.

وله نظمٌ إذا نعته فقد عبته، وإن وصفته فلعمري ما أنصفته.

فمنه قوله، من قصيدة كتبها إلى محمد بن حميد الدين.

مطلعها:

سَقْياً لِبانِ المُنْحَنى وزَرُودِه ... وسُهولِ ذَيَّاك الحِمَى ونُجودِهِ

ولذلك الزمنِ الذي طَلعتْ على ... باهِي مَنازِله نجومُ سُعودِهِ

عيْشِي مضَى في بَهْجةٍ ونَضارةٍ ... وَاهاً لنَضْرته وخُضْرةِ عُودِهِ

ذاك الزمانُ هو الزمانُ وغيرهُ ... لا فَرْقَ بين فَنائِه ووُجودِهِ

أعَلَى الليالي لو تجودُ بعَوْدةٍ ... عَيْبٌ وهل أحدٌ يُعاب بجُودِهِ

يا صاحبَيَّ ومَن يُلام إذا شكَا ... مَلَلَ الحبيبِ له وطولَ صُدُودِهِ

عُوجا على ذاك المَلُولِ تلَطُّفاً ... وحَذارِ سَطْوةَ بِيضِه من سُودِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>