للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تعْدُوَنْ ذا الرسمَ في تعْريفِه ... إن الغرام مُجاوِزٌ لحدودِهِ

فعَساه يعطِف أو يرِقُّ لمُدْنَفٍ ... يا صاحبِي ويلِينُ بعد جُمودِهِ

أمِن المُروءةِ أن أبِيتَ مُسهَّداً ... ويبيتُ بين هُجوعِه وهُجودِهِ

وأنا الخليلُ ومن بموسَى ذا النَّوَى ... قلبي الكليمُ مُقيَّد بقُيودِهِ

ما لي وللأشْواقِ لا ترْضَى سِوَى ... إلْهابِ قلبي دائماً ووَقُودِهِ

ما لي وقلباً راح في الأُخْدودِ من ... نارَيْ صُدودِ حبيبِه وخُدودِهِ

قِصَصُ المحبَّة زُخْرُفٌ واسْألْ به الشُّ ... عراءَ عن أوْصافهِ وقُيودِهِ

ما أحلى قول ابن نباتة، في خطبة سرح العيون: وإن كنت من الشعراء فلست ببعيدٍ من القصص.

فإذا انْتهَى معك المديحُ إلى هنا ... فاقصِدْ بذلك مُنتهَى مقصودِهِ

وامدَحْ به لتكونَ أصدقَ مادحٍ ... ممدوحَ كلِّ مُفَوَّهٍ مقصودِهِ

فخَرتْ به آباؤُه وجدودُه ... والفخرُ في آبائِه وجدُودِهِ

مولايَ دعوةُ عبدِ رِقٍ يَرْتجِي ... بك نَفْحةً تأْتيه من مَعْبودِهِ

فارْجِعْ يديْك إذا قرأْتَ قصيدةً ... تدعُو له في نيْلِ كلِّ قُصودِهِ

وكمُلتَ لا أحدٌ يفُوقك في عُلاً ... فأتَى بكاملِ شِعرِه موجودِهِ

الصدر يتضمن ثاني أبيات الأندلسي، في بحر الكامل، وهو مركب من متفاعلن متفاعلن، مرتين.

عُذْراً إليك فإنه سلَب النَّوَى ... منظومَ ذاك الدمْع مع مَنْضودِهِ

لكنْ تألَّق للجوارِح بارِقٌ ... في عارضٍ مُتلفِّعٍ ببُرُودِهِ

ترك الفؤادَ لشوْقهِ وحَ، ِينِه ... يخْتال بين بُروقِه ورُعودِهِ

عجز هذين البيتين متضمن بيت البحتري، مطلع قصيدة.

من أين لي كالبُحْتُرِيّ قلائدٌ ... قامتْ له فيها عُدولُ شُهودِهِ

لكنْ بكُمْ شِعري غدا وكأنَّه ... هو ذاك عند قِيامِه وقُعودِهِ

وصدورِه عند الوُرود فسَلْه عن ... شَرْحِ الصُّدورِ وكيف حال وُرُودِهِ

فكتب إليه، مراجعاً له:

نَظمٌ كسِمْط الدُّرِّ نَظْمُ عُقودِه ... لاحتْ على نحْرِ الزمانِ وجِيدِهِ

سِحْر هو السحرُ الحلالُ وإنما ... لأُعِيذه من نافثاتِ عُقودِهِ

طِرْسٌ هو الرَّوض النضِيرُ نُضارُهُ ... يخْتال بين زُهورِه ووُرودِهِ

وشَّتْ بطَرْز وَشْيه أثر الحَيا ... فشَجاك مُعْلَمه ونَسْجُ بُرودِهِ

يا أيها الْحَبْرُ أبْقَى لنا الْ ... بارِي الذين تقدَّموا بوُجودِهِ

يا كاشفَ الكشَّاف فينا مَن به ... يُتلَقَّن التفْسِير عن مَحْمودِهِ

غَفْراً فما شِعْرِي لِشِعْرك مُشْبِهاً ... أيُقاسُ شِعْرُ لَبِيدِه ببليدِهِ

شِعْر يعود حبِيبُ منه مُبغَّضاً ... ويفُوق نَظْم يزِيده ووَلِيدِهِ

لكنه جُهْدُ المُقِلِّ وإنما ... يأتِي الفتى بالقُلِّ من مَوْجُودِهِ

سابْقتني في الشوقِ مَهْلاً إنني ... وَحْدِي عمِيدُ القلب وابنُ عَمِيدِهِ

وسألْتني بَذْلَ الدعاءِ لجَمْعِنا ... يا رَبِّ عجِّلْ باللِّقاءِ وعودِهِ

إبلاغُ خيرٍ بعد مَدْحِك مُلْحَقٌ ... والنَّفْلُ بعد الفرضِ في تعْدِيدِهِ

أشْكُو إليك نوىً تَطاوَل عُمرها ... وعجزتُ عن دفْع النَّوَى وجُنودِهِ

وبِيَ الذي صِرْتُ الكلِيمَ بنارِه ... وهو الخليلُ وكيف لي ببَرُودِهَِ

لولاه ما قال العمِيدُ صَبابةً ... سَقْياً لِبَانِ المُنْحنَى وزَرُودِهِ

يا مُنْجِزَ الإِيعادِ في أفْعالِه ... ومُخالِفَ المرجُوِّ من مَوْعودِهِ

ومُصدِّقَ العُذَّالِ في شَرْعِ الهوى ... من غير بُرْهانٍ له بشُهودِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>