للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأُرجِّي يوم النُّشورِ لِقاها ... وكثيرٌ من الرجاءِ هَباءُ

إنما الحبُّ ذِلَّةٌ وغرورُ ... وسَقامٌ يكِلُّ عنه الدَّواءُ

وقوله من أخرى، أولها:

تيَّمتْني ذاتُ الخُدودِ الرّهافِ ... وبرَتْني ذاتُ القُدودِ اللِّطافِ

طَفْلةٌ تفْضَح القضِيبَ قَواماً ... تُسْبِل الليلَ فوق رَمْلِ الحِقافِ

صَوَّر اللهُ شَخْصَها من ضياءٍ ... ولُجَيْنٍ ولُؤْلُؤِ الأصْدافِ

أعلَى مَن هوى لتلك مَلامٌ ... لا وربِّ الحديدِ والأحْقافِ

وقوله أيضاً:

سَمحتْ بوَصْل المُسْتهام العاشقِ ... هَيْفاءُ خُصَّت بالجمال الفائقِ

بيضاءُ صامتةُ المُوشَّح طَفْلةٌ ... تُزْرِي القضِيبَ بلِينِ قَدٍ باسقِ

من بَعْد ما شحَّتْ بِطيب وِصالِها ... نَحْوِي ولم تسمحْ بطيْفٍ طارقِ

وافَتْ وثوبُ الليل أسودُ حالِكٌ ... في جسمِ عاشِقها وزِيِّ السارقِ

باتتْ ذوائِبُها الحسانُ قَلائدِي ... ومُوسّدي فَعْم الذِّراعِ الرَّائقِ

نشْكو الجوَى ونبُثُّ سِرَّ غرامِنا ... في غَفْلةِ الرُّقَبا ونومِ الرَّامقِ

للهِ مِن وصلٍ هنالك نِلْتُه ... في جُنْح ليلٍ غَيْهَبِيٍ غاسِقِ

من شادِنٍ غَنِجٍ أغَنَّ مُهَفْهَفٍ ... باهِي الجمال بديعِ صُنْعِ الخالقِ

في ليلةٍ ظَلْما كأنَّ نجومَها ... في لُجِّ بَحْرٍ أُوثِقتْ بوَثائقِ

ملك الفؤادَ بدَلِّه ودلالِه ... فجوانِحي كجَناحِ طيرٍ خافقِ

تاللهِ لا أنْساه ليلةَ قال لي ... لا تَنْسَ منِّي مَحْضَ وُدٍ صادقِ

واسألْ فؤادَك عن فؤادِي إنه ... يُنْبِيك عمَّا جَنَّ قلبُ الوامقِ

ومما يحسن لحسن ما كتبه للحسين المهلا:

لأنتَ لِمُدْلَهِمِّ الأمرِ بدرُ ... يضيءُ وشمسُ معرفةٍ وبحرُ

وطَوْدُ مكارمٍ وسبيلُ حَقٍ ... لليلِ دُجىً من الشُّبُهاتِ فجرُ

ونُورُ هدىً لمن يعْرُوه جهلٌ ... ويَمُّ نَدىً لمن فاجَاه فَقرُ

بُيوتُ عُلاك شامخَةٌ طِوالٌ ... ورَوْض هُداك ناضِرُهُ يسُرُّ

علومُك أصبحتْ عسَلاً مُصفّىً ... وفي أنهارِها لبنٌ وخمْرُ

وحُورُ حِسانِها مُتبخْتراتٌ ... تدور بشأنها ولهُنَّ بِشْرُ

وأشْبَهُ بالنسيم الرَّطْبِ شيئاً ... عِتابٌ فيه للمعْتوب عُذْرُ

لتأْخير الرسائلِ منك عنِّي ... وذلك بين أهلِ الوُدِّ فَخْرُ

وأنت حَميْت نُورَ سوادِ عيْني ... ورِقُّ وَلايَ تحت لِواك حِجْرُ

عليك سلامُ ربِّك في تَحايَا ... تخصُّك ما أنار وضاءَ بَدْرُ

وكتب إليه، يتشوق لمروره بمحله:

مُنتظَرَ القلبِ متى وصلُكمْ ... فحالُنا شَقَّ به الانْتظارْ

وشوقُنا لمَّا يزَلْ صالِياً ... جوانحَ القلبِ بجمرٍ ونارْ

ورَبْعُنا تهْتزُّ أكْنافُه ... شوقاً إليكم يا خِيارَ الخِيارْ

لا زلتُمُ للحقِّ قُوَّامَه ... وفي المعالِي قادةً والفخارْ

فأجابه بقوله:

يا بدرَ أُفْقٍ في الليالي أنارْ ... ومَن لأفْلاك المَعالي أدارْ

يا رافعاً دار العُلَى في المَلاَ ... فدارُه أضْحى رفيعَ المَنارْ

وساكناً أرْضاً به أصبحتْ ... غرَّاءَ بيضاءَ كشمسِ النهارْ

ومَنْبَعُ السُّؤددِ والمجدِ في ... دارٍ له صار به خيرَ دارْ

وافَى إلينا النظمُ كالُّلؤْلؤ ال ... مَنْظومِ في حَوْراءَ فيها حوارْ

فهو لقلبي وفؤادي شِفَا ... وليَمِيني ويسَارِي يَسارْ

وكتب لعلي بن الهادي المنسكي، معتذراً إليه في إبطاء كتبه عنه قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>