للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنت القتيلُ بأيِّ مَن أحبَبْتَهُ ... فلك السعادةُ بالشهادةِ يا وَفِي

ولقد وصفتُ لك الغرامَ وأهْلَه ... فاخترْ لنفسِك في الهوى مَن تصْطفِي

وقوله، من تخميس عينية ابن النبيه المشئهورة:

رقَم العَذُولُ زخارِفاً وتصنَّعَا ... وأشاع نقْضَ العهدِ عنك وشنَّعَا

فأجبْتُه والنفسُ تقطُر أدمُعَا ... أفْدِيه إن حفِظ الهوى أو ضَيَّعَا

ملَك الفؤادَ فما عسى أن أصْنَعَا

حكم الغرامُ فلُذْ به وبحُكْمِه ... واثبُتْ على مفروضِ واجبِ رَسْمِهِ

واخضَعْ لعَذْلِ الحُبِّ فيه وظُلْمِه ... من لم يذُقْ ظُلْمَ الحبيبِ كظَلْمِهِ

حُلْواً فقد جهِل المَحبَّةَ وادَّعَى

ومن فصل له في رسالة: يقصر عن جسم معاليك قميص الثناء فيفوت الرصاف، ويرفل زهواً إذا فصلت لمعانيك حلل الأوصاف.

ويعترف بالعجز سحبان إذا سحب ذيول البيان، ويقر المعري بالتعري عن لفظك الحريري المشتمل على الجواهر الحسان.

ويلحق القاضي الفاضل النقص في هذا الميزان، ويذوي بديع المعاني عند شمس معانيك البديعة التبيان.

القاضي محمد بن إبراهيم السحولي قاضٍ قضي له بالبراعة مذ حلت عنه التمائم، وحاكم تصرف باليراعة مذ وضعت على رأسه العمائم.

توج بالافتخار هام تهامة، وطار في أفقها بين نباهةٍ وشهامة.

وهو في الأدب همام أوحد، وفضله فيه لا ينكر ولا يجحد.

وله كل معنىً إذا تطابق مع لفظه كان أعلق بالقلب من فكره، وبالطرف من لحظه.

فمن شعره قوله:

تظُنُّ ما ألْقاه فيك باطلاَ ... فلا تُبالِي أن تكون ماطِلاَ

مدَدْتَ حبلاً للجفاءِ طائلاَ ... فهل رأيتَ تحت ذاك طائلاَ

لو مِلْتَ نحوي أو عطَفتَ مثلَما ... رأيتُ عِطْفَك الرشيقَ مائلاَ

تحلُو لقلبِي إذ تمُرُّ حالياً ... قلبُك لي عن الحِجاءِ عاطلاَ

رفعتُ قِصَّتي وقد مرَرْتَ بي ... تَجُرُّ ذيلاً للدَّلالِ ذائِلاَ

وقد فتحتَ ناظِريْك ناظراً ... في قِصَّتي نصبْتَ لي الحبائلاَ

فرُحتُ مقْتولاً وكان قاتِلي ... مَن لا يُبالي أن يكون قاتلاَ

يا قاتَل اللهُ العيونَ ما لهَا ... من حاجةٍ في أن تُرى قواتلاَ

نَواعِساً فواتراً فواطراً ... فواتكاً لا تُخطِىءُ المَقاتِلاَ

تركْنَ إذْ فعَلْنَ قلبي دائماً ... فيا لَها تَوارِكاً فواعِلاَ

تصولُ فينا بالجُفونِ تارةً ... وتارةً تُجرِّدُ المَناصِلاَ

سقى الغَضا سقَى الحِمَى سقى اللِّوَى ... سقَى الحَيا تيَّالِك المَنازِلاَ

منازلاً عهدْتُها أقْمارُها ... لم تُمْسِ عن بُروجها أوافِلاَ

ولَّهننِي بلهنْنِي أذْهلْننِي ... صَيَّرْننِي بين الأنام باقِلاَ

في كلِّ عامٍ أرْتجِيكَ مُقبِلاً ... نحوِي وإن لم أرْتجِيك قابِلاَ

يا كم أرَى فيك الزمانَ لم يزلْ ... لجيشِ آمالِي فيك خاذِلاَ

ما ضَرَّ لو أطعْتَنِي تفضُّلاً ... ولو عصيْتَ واشِياً وعاذِلاَ

ولو ذكرتَ بالحِمَى ليالياً ... وطِيبَ أوقاتٍ مضتْ أصائلاَ

كم قد أقمتَ في تثَنِّي قامةٍ ... من الدَّلالِ في الهوى دلائلاَ

وليلةٍ غازلتُ منك في الدجى ... غزالَ إنسٍ يدُهِش المُغازِلاَ

والشُّهْبُ من غيظٍ تَوَدُّ أنها ... تُوقِد لي من نارِها المَشاعِلاَ

وطالما فُزْنا بقَصْرِ ليلةٍ ... وذا هو العيشُ فلِمْ تطاوَلاَ

أحْلَى الهوى ما كان في عصرِ الصِّبا ... لو لم يكنْ حالُ الصباح حائلاَ

وكتب إلى الإمام إسماعيل المتوكل:

مولايَ إسماعيلُ لي طفلٌ بكمْ ... مُتبارِكٌ أدعُوه إسماعيلاَ

<<  <  ج: ص:  >  >>