تظهرُ في ألْحاظِه سَكْرَةٌ ... وما احْتسَى يا صاحِ إسْفَنْطَا
كم تاهَ لمَّا أن غدَا مالِكاً ... للخافقيْنِ القلبِ والقُرْطَا
قلتُ له يا طلعةَ المُشْترِي ... مَن باع منكَ القلبَ ما أخْطَا
ظَبْيٌ رعَى منَّا ثمارَ الهوى ... وما رَعَى أثْلاَ ولا خَمْطَا
أهْيَفُ حاكَتْ لِينَ أعْطافهِ ... سُمْرُ القَنا فاعتُقِلتْ سُخْطَا
تجلُّدي شَكٌّ لدى سُخْطِه ... فمَن يَقِيني إن نوَى السُّخْطَا
عرَّض الزَّوْرةِ من بعد أن ... طوَّل في الهِجْران واشْتَطَّا
فجاءني مُنْتصِب القَدِّ قد ... جَرَّ من التِّيه به المِرْطَا
في ليلةٍ أحببْتُ أن لا أرَى ... للصبحِ في مَفْرِقها وَخْطَا
فلم يزلْ لي مشهداً جامعاً ... لِلَذَّتي تُوسِعني غَبْطَا
حتى بدا الصبحُ لنا حاكياً ... وجهَ الحُسَين البَرِّ إن أعطَى
سِبْطُ رسولِ الله أزْكَى الورَى ... أَرُومةً أكْرِمْ به سِبْطَا
تألَّفتْ من دُرَرٍ ذَاتُه ... فصار في جِيدِ العُلَى سِمْطَا
شؤْبوبُ إحْسانٍ وجُودٍ لنا ... وجودُه قد أعْدَم القَحْطَا
يرفع للسَّارِين نارَ القِرَى ... فكم بصيرٍ أَمِن الخَبْطَا
وارِي زِنادِ الرَّأْي كم حاذَرتْ ... أعداؤُه من نارِه سِقْطَا
يُسْتحسَن الدِّرعُ لِباساً على ... جسمٍ لديه يسْتخْشِن الرَّيْطَا
كم فَرَّ من ثَعْلبِ خَطِّيِّه ... لَيْثٌ حسِبْناه إذاً قِطَّا
نرجُو له نَقْداً ونخشَى له ... نَقْداً أبى الإبْطالَ والإبْطَا
لَمْقُ المُحَيَّا ظاهرُ البشْرِ لم ... يَزْوِ بنَوْءٍ خُلْقَه السَّبْطَا
قد طاوَل الشمسَ فقُلْنا له ... طإ الدَّرارِي يا مليكاً طَا
ذُو قلم يرْدِي ويُعْطِي فقد ... تجانَس الإعْطابُ والإعْطَا
إن قَطَّ قَطَّ رءُوسَ العِدَى ... فما رأيْنا مثلَه قَطَّا
ملِك مَهِيبٌ ليس يرضَى سوى ال ... جيشِ رسولاً والظُّبا قَطَّا
سَجَّان قد ألْقَتْ ملوكُ الورَى ... إليه منها القَبْضَ والبَسْطَا
أقرَّتِ الخَلْقُ بتفْضيلِه ... ولم تُطِقْ جَحْداً ولا غَمْطَا
أدْرَك من شَأْوِ العُلَى أغْيدا ... ما فات عن ذي اللِّمة الشَّمْطَا
لم يخْلُ من إقْراءِ وَفْدٍ ومِن ... إقْراءِ علم يحسِم الإبطا
فيا أبا المجد اسْتمِع مِدْحةً ... خلَتْ عن الإِقْواءِ والإِيطَا
ابْنَةَ يومٍ غَضَّةً لم يقُل ... مُنْشِئُها هل لك في شَمْطَا
طائيَّةُ الحُسْنِ وطائِيَّتُه ... قصَّر عنها مَن غدا فُرُطَا
وقال ما لي قَطُّ من طاقةٍ ... بهذه الطَّاءِ فهل مِن طَا
إنْشاءُ من إن شاء شُهْبَ الدُّجى ... قوافياً أنْفَدَها لَقْطَا
ما اشترطتْ قطُّ جزاءاً لها ... سوَى جوابٍ فاجْزِها الشَّرْطَا
وكتب إلى القاضي محمد بدر الدين بن الحسن الحيمي، هذه الرسالة، والتزم فيها السين.
وهي: سيدنا باسق غرس السماحة والحماسة، وسابق فرسان السيادة والسياسة، وشمس سماء الداسة والرئاسة.
المستنيرة بسيارات سماء محاسنه سدف المجالس، والمستعيرة سيماه المقدسة سكان المدارس.
من إن رسم القرطاس قرطس سهم حساده، أو سود سطور الطروس استنار دامس نقس سواده.
أو سأل لسانه الإسفار للأسفار انسل حسامٌ ماسح، أو استرسل في الترسل فحسبك بقلمسها وسملقها سابح وسائح.
أو حسن نسيباً أنسى الحسان، أو أرسل فرس لسنه أنسى لسبق سحبان، فسبحان مسوي إنسانه شمساً مسفرةً بحسبان.
سمي الرسول، وسبط الحسن.