ألستمُ بأهلِ البيتِ والرُّكْنِ والصَّفَا ... بلَى وهْيَ أوطانٌ لكم وبِلادُ
فلا تتركوا الأتْراكَ في جَنَباتِها ... على الغَيِّ قد سادُوا القُرومَ وشَادوا
وصُولُوا مَصالاً يتْرُك البحرَ جَذْوةً ... وحَزْماً فما فوق الجَمارِ رَمادُ
ويا آلَ قَحطانٍ ويا آلَ حاشِدٍ ... وآل بَكِيلٍ آنَ آنَ جهادُ
يُذادُ عن البيتِ الحرامِ حَجِيجُكمْ ... كما ذِيدَ عن ذِئْبِ الفَلاةِ نِقَادُ
فشُدُّوا حِزَامَ الحَزْمِ فالطِّرْفُ إن يُدَعْ ... مَشَدُّ حِزامٍ منه مال بَدادُ
ألا أيْقظُوا نُجْلَ العيونِ عن الكَرَى ... فَليس بها إلاَّ قذىً وسُهادُ
إذا فاتَها من أسْودِ الرُّكْنِ نظْرةٌ ... فلا دار في أحْداقِهِنَّ سَوادُ
قليلٌ بأن تُشْرَى مِنىً بِمَنِيَّةٍ ... لَيالِي لِقاً تزْهُو بِهِنَّ سُعادُ
وتَجْريعُ كأسِ الموتِ إن نَدَّ زَمْزَمٌ ... وأعْوزَتِ الوُرَّادَ منه ثِمادُ
ونَحْرُ الفتى المذكورِ في عَرَفاتِها ... على وَقْفةٍ فيها الجِرارُ بِرَادُ
ألَذُّ وأحْلَى لِلْكَمِيِّ مَذاقةً ... ألا انْتبِهوا يا قوم طال رُقادُ
أتَقْذَى عيونٌ منكمُ بِمَذَلَّةٍ ... وتُغْضِي جفونٌ حَشْوهنَّ قَتادُ
ويصْفُو على ذا الضَّيْم للحُرِّ مَشْرَبٌ ... وكيف وشِرْبُ الهُونِ فيه يُرادُ
دعوتكُمُ هل تسمعون نِداءَ مَن ... يُحرِّض لكن لا يُجيبُ جَمادُ
فيا سَيْفَ سيفِ الآلِ مِن حَسَنٍ أَجِبْ ... فقد لقِحتْ حَرْبٌ وثار جِلادُ
أأحمدُ ماذا العَوْدُ منكم بأحمدٍ ... ولكن حديثُ الضَّيْمِ منه يُعادُ
فثُرْ ثَوْرةً واغضبْ لربِّك غَضْبةً ... بعَزْمٍ له فوق النُّجُوم مِهادُ
وقُلْ لأميرِ المُؤْمنين أفِقْ لنا ... يُذادُ بنا والمُقْرَبات جِيادُ
لأَيَّةِ معنىً هذه الخيلُ تَدَّعِي ... وبِيضُ المواضِي والرِّماح صِعَادُ
وفي مَ يجُرُّ الجيشُ وهْو عَرَمْرَمٌ ... لُهامٌ بها عُصْبٌ رُبىً ووِهادُ
أغايتُه يوم الغَدِيرِ لِزِينَةٍ ... وغايةُ جُرْدِ الخيلِ منه طِرادُ
أبَى اللهّهُ الدِّينُ الحَنِيفُ وصارمٌ ... على عاتقِ الإسْلامِ منه نِجادُ
ويأبَى أميرُ المؤمنين وبأسُه ... وفي الثَّغْرِ والرَّأْيِ السَّدِيدِ سَدادُ
فيا أيُّها المولى الخليفةُ عَزْمَةً ... فقد شاب فَوْدٌ واستطَار فؤادُ
فلا تَبْرِ أقْلاماً سِوَى من لَهاذِمٍ ... لها من دماءِ المَارِقين مِدادُ
ولا كُتُباً إلا الكتائبُ والظُّبَى ... ولا رُسُلاً إلا قَنَاً وجِيادُ
دعا أحمدُ الهادي بمكةَ مُفْرَداً ... فمال ذَوُوه عن دُعاه وحَادُا
وقام وجُنْحُ الكُفْرِ دَاجٍ عِرانُه ... وما الكونُ إلا ضَلَّةٌ وفَسادُ
فلما تجلَّى صُبْحُ أسْيافِه انْجَلتْ ... حَنادِسُ غَيٍ واسْتنارَ رشادُ
فسَيِّرْ أميرَ المؤمنين جَحافلاً ... لهُنَّ من السُّحْبِ الثِّقالِ مُرادُ
وجَهِّزْ صَفِيَّ الدِّين يمضي بهِمَّةٍ ... بأشْراكِها نَسْرُ السماءِ يُصادُ
وأيِّدْهُ بالأبْطالِ أبْناءِ عَمِّه ... وبابْنِك عِ. ِّ الآلِ يُبْنَ وِسادُ
ولا تَطْوِ أحْشَاءَ الفَخارِ على جَوىً ... تُؤجَّجُ منه جَذْوةٌ وزِنادُ