للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هِمْتُ من حُبِّي له زَمَناً ... في رُبا نَجْدٍ وفي سَلَمِهْ

أنْظِمُ الآدابَ من غَزَلٍ ... أُسْنِدُ الإعْجازَ عن كَلِمِهْ

لِنَسِيبٍ في المديحِ يُرَى ... حَسَناً عند اجْتِنا نِعَمِهْ

سَيِّداً من آل حَيْدرةٍ ... وعَرِيقاً باقْتِفَا عِصَمِهْ

وحكيماً في مَمالكِه ... قَطُّ ما انحَلتْ عُرَى حِكَمِهْ

فاق قُسّاً في فَصاحتِه ... وسَما الطَّائِيَّ في كَرَمِهْ

وابْنُ سُعْدَى لو يُقاسُ به ... كان مَطْروحاً بمُلْتَزِمهْ

هَزَّه للمَكْرُماتِ سَنَا ... عُنْصِرٍ منه انْتِها هِمَمِهْ

كيف لا يهْتزُّ مُغْتبِطاً ... وكتابُ اللهِ في عِظَمِهْ

وملوكُ الأرضِ قاطبةً ... كلُّهم واللهِ مِن خَدَمِهْ

جَدُّه طه الشَّفيعُ لنا ... فَوْزُ مَن يأْوِي إلى عَلَمِهْ

طِبْتَ نفساً يا مليكُ به ... في غَدٍ طُوبَى لِمُعتْصِمِهْ

أُمُّك الزَّهْراءُ إبْتتُه ... وابوك السِّبْطُ من رَحِمِهْ

أيَّد الرحمنُ قِبْلَتهُ ... بك واسْتَحْمَى حِمَى حَرَمِهْ

وحَباك المجدَ أجْمَعه ... حيثما ذَبَّيْتَ عن حُرُمِهْ

قَسَماً باللهِ يُقْسِمُه ... عبدُ بِرٍ بَرَّ في قَسَمِهْ

إنَّك المَهْدِي وحُجَّتُه ... عَدْلُك المعدودُ مِن قسمِهْ

يا أميرَ المؤمنين ويا مَن ... شاد بالعَلْيَا على أُطُمِهْ

خُذْ مَديحاً كلُّه دُرَرٌ ... جاء يسْعَى نحو مُسْتَلِمهْ

هَزأتْ بالفَجْرِ غُرَّتُه ... حيث لاحَتْ من دُجَى لِمَمِهْ

نَظْمُ عبدٍ نَثْرُ مَدْحِك ما ... زال يُرْوَى عن حِجَى قَلَمِهْ

دُمْتَ مولاه وسيِّدَه ... ما شَدا القُمْرِيُّ في نَغَمِهْ

ووقف على قول البدر الدماميني:

يا ساكني مكة لا زلْتُم ... أُنْساً لنا إنِّيَ لم أنْسَكُمْ

ما فيكمُ عَيْبٌ سِوَى قَوْلِكمْ ... عند اللِّقا أوْحَشَنَا أُنْسُكُمْ

فقال مجيباً:

ما عَيْبُنا هذا ولكنَّه ... مِن سُوءِ فَهْمٍ جاءَ مِن حَدْسِكُمْ

لم نَعْنِ بالإيحاشِ عند اللِّقا ... بل ما مضَى فابْكُوا على نَفْسِكُمْ

وحذا حذوه ولده زين العابدين، فقال:

يا مُظْهِرَ العَيْبِ على قَوْلِنا ... عند اللِّقا أوْحَشَنا أُنْسُكُمْ

ما قَصْدُنا ما قد جَنَحْتُم له ... من خطأٍ قد جاء في فَهْمِكُمْ

فقَوْلُنا المذكورُ جارٍ على ... حَذْفِ مُضافٍ غاب عَن حَدْسِكُمْ

والقَصُدُ فَقْدُ الأُنْسِ فيما مَضَى ... لا ضِدُُّّه الواقِعُ في وَهْمِكُمْ

فالأُنْسُ لم يُوحِش بلَى فَقْدُه ... هو الذي يُوحِش مِن مِثْلِكُمْ

وبعد أن بان لكم فاجْزِمُوا ... بنِسْبةِ العَيْبِ إلى نَفْسِكُمْ

ولما وقف على ما قالاه أحمد بن عبد الرءوف، قال مجيباً ومعتذراً عن الدماميني:

صَوْناً مَوالِي الفضلِ بين الورَى ... للبدرِ أن تُدْرِكَه شَمْسُكمْ

وجَلِّلوه بعَباءِ الإِخَا ... فإنه الأنْسَبُ من قُدْسِكُمْ

فإنه الكنزُ وبُنْيانُه ... مُؤسَّسٌ قِدْماً على أُسِّكُمْ

كأنه أضْمَر أن شَأنَكُمْ ... صِناعةُ الإِبْهامِ في لَفْظِكُمْ

فاسْتعمَلَ النَّوَع الذي أنْتُمُ ... أدْرَى به كي يُجْتَنى غَرْسُكُمْ

ولم يسَعْه كونهُ مُنْكِراً ... لِمثل هذا الحِذْقِ من مثلِكُمْ

فإنَّ هذا سَائغٌ شائِعٌ ... بُرْهانُه أوْحَشَنا أُنْسُكُمْ

ولده علي الإمام ابن الإمام، والقطر ابن الغمام.

نشأ في كفالته بذاخ المربض والعري، شامخ الأنف بذلك الوالد أشم العرنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>