للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَخجلْتُ إذْ فاتحتْهُ التَّ ... رْسيلَ من سوءِ اصْطِناعِي

مَن ذا يُبارِي ذَا البيا ... نِ بِرَاقِمٍ ويَدٍ صَناعِ

إذْ حاك وَشْياً لا يحُو ... كُ بالابْتكارِ والاخْتِراعِ

لا زال محمودَ الخِصا ... لِ ودام مشكورَ المَساعِي

فإليْكها ابْنةَ خاطرٍ ... أصْفَى من الذهب المُماعِ

تزْهُو على دُرِّ النُّحو ... رِ وتزْدرِي وَدَعَ الوَداعِي

وعلى شهابِ الدِّين مَن ... يهْوى النُّزوعَ إلى النِّزاعِ

منِّي تحيَّةِ شَيِّقٍ ... مَزَجَ الخلاعةَ بالخَلاعِ

فراجعه بقوله:

إن همَّ قلبُك صِينَ مِن ... بُرَحِ الفِراق بالانْصِداعِ

فالقلبُ قد غادرْتُه ... شَذَراً بمُعْتَرَكِ الوَداعِ

إذ هاجَ الزَّجِلُ الرَّعُو ... دُ سَرَى وأصبح في انْدِفاعِ

وسمعت من نَغماتِهِ ... رَنَّاتِ آلاتِ السَّماعِ

فلقد رحَلْتُ بمُقْلةٍ ... عَمْيَا وسَمْعٍ غيرِ وَاعِي

ولئن يكُنْ رَقَّ النَّسِي ... مُ بما تُجِنُّ من الْتياعِ

فبِزَفْرَتي اشْتَعل الهوَا ... ءُ من العَنانِ إلى اليَفاعِ

كم قلتُ للقلبِ المُصَدَّ ... ع بالنَّوَى جُدْ بارْتجاعِ

فأحالَ ذاك على انْتِظا ... مِ الشَّمْلِ في سِلْكِ اجْتماعِ

عهدِي به لمّا أن اسْ ... تولَتْ عليه يدُ الضَّياعِ

أضْلَلْتُه في موقفِ التَّ ... ودِيعِ من دَهَشِ ارْتياعِي

ناشدْتكُم نُشْدانَه ... لي بيْن هاتِيك الرِّباعِ

تحت المَواطىءِ مِن مَمَرّ ... صَديقيَ الخِلِّ المُراعِي

يا سَيّدي وأخِي هَوىً ... وجَلالةً ويَدِي وباعِي

مَن أصبحتْ شمسُ العُلَى ... بسَناه ساطعةَ الشُّعاعِ

فخرُ القضاة وفَيْصلُ الْ ... أحكامِ في يوم التَّداعِي

بحرُ العلوم فإن أفا ... دَ ترَى له سَعةَ اطِّلاعِ

قُل للمُحاولِ شَأْوَه ... قَصِّرْ خُطَى هَذِي المَساعِي

فانْظُر لمِرآةِ الزَّما ... نِ وقد غدتْ ذاتَ اتِّساعِ

لا غيرَ صورةِ مَجْدِه ... فيها تراه ذَا انْطِباعِ

يا مُحْرِزاً ببَنانِه ... قَصَبَ السِّباقِ بلا دفاعِ

ومُوَشِّياً حِبَرَ البلا ... غةِ والبراعةِ باليَراعِ

أنَّى يُحاكَى وَشْيُها ... بِحياكتِي ذاتِ الرِّقاعِ

كان الحَرِيُّ بها اشْتما ... لِي ثوبَ صَمْتِي وادِّراعِي

لكنْ أمَرْتَ بأن أُجي ... بَكَ وامْتثالُ الأمْرِ دَاعِي

فأتْتك من خَجَلٍ تجرُّ ... الذَّيْلَ مُرْخِيةَ القِناعِ

فانْشُرْ لها سِتْر الرِّضا الْ ... منسوجَ من كَرَمِ الطِّباعِ

لا زال مجدُك كلّ وقْ ... في ازْديادٍ وارْتفاعِ

وكتب يستدعي جماعةً من الفضلاء، وهم بجبل النور من المعلاة، وهو بمنىً:

عليكمُ مِن مُحِبٍ حَشْوُ أضْلُعهِ ... وُدٌّ أرق إلى الظَّامِي من النُّطَفِ

تحيّةٌ يرْتضيها الفضلُ إن نَفحتْ ... أرْبَتْ على نَفَحاتِ الرَّوضةِ الأُنُفِ

حَواكمُ الجبلُ العالِي بكم شَرَفاً ... على المَعالِي التي تعلُو على الشّرَفِ

نُظِمْتمُ فيه نَظْمَ العِقْدِ مُتّسِقاً ... على تَليِلِ كَعابٍ ظاهِر التّرَفِ

وغادرتْ عقدَكم أيْدي مُؤلِّفهِ ... مُكَبَّلاً وحدَه في رَبْقةِ الصَّدَفِ

مِنىً هي الصَّدَفُ المُومَى إليه مُنىً ... للنفسِ فيها وفي أفْنائِها الوُرُفِ

<<  <  ج: ص:  >  >>