للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم هَجْمةٍ لك والأبطالُ مُحْجِمَةٌ ... ووقفةٍ أوْقفَتْ لَيْثَ الشَّرَى العادِي

بكلِّ أبيضَ مَعْضُودٍ لمُضْطَهدٍ ... وللمَرائرِ والمُرَّانِ قَصَّادِ

وكل مجتمع الأطراف معتدل ... لدن لعرق فجيع القرن فصاد

فَخْرَ الملوكِ الأُلَى فَخْرُ الزمانِ بهم ... دُمْ حائزاً مُلْكَ آباءٍ وأجدادِ

ولْيَهْنِ حُلّتَهُ إذْ رُحْتَ لابِسهَا ... أن أصبحتْ خيرَ أثْوابٍ وأبْرادِ

واسْتَجْلِ أبْكارَ أفكارٍ مُخدَّرةٍ ... قد طال تعْنِيسُها مِن فَقْدِ أنْدادِ

كم رُدَّ خُطَّابُها حتى رأتْكَ وقد ... أتتْك خاطبةً يا نَسْلَ أمْجادِ

أفْرغْتُ في قالَبِ الألفاظِ جَوْهرَها ... سَبْكاً بذهنٍ وَرِيِّ الزَّنْدِ وَقَّادِ

وصاغَها في مَعاليكم وأخْلَصها ... وُدٌّ ضميرُك فيه عَدْلُ أشْهادِ

يحْدُو بها العِيسَ حَاديِها إذا رزَحتْ ... مِن طُولِ وَخْدٍ وإرْقال وإسْئادِ

كأنّها الرَّاحُ بالألْبابِ لاعبةً ... إذا شَدا بين سُمَّارٍ بِها شادِي

بفضْلِها فُضَلاءُ العصرِ شاهدةٌ ... والفضلُ ما كان عن تسْليمِ أضْدادِ

فلو غدَتْ من حبيبٍ في مَسامِعِه ... أو الصَّفِيِّ اسْتحالاَ بعضَ حُسَّادِي

واستنْزَلا عن مَطايَا القومِ رَحْلَهُما ... واستوْقَفا العِيسَ لا يحْدُو بها الحادِي

وحَسْبُها في التّسامِي والتقدُّمِ في ... عَدِّ المَفاخرِ إذ تغْدُو لعَدَّادِ

تَقْريظُها عندما جاءتْ مُعارِضةً ... عُوَجا قليلاً كذا عن أيْمَنِ الوادِي

وكتب إلى القاضي أحمد المرشدي، معتذراً عن وصوله إليه بعد وعده له؛ لعروض مانعٍ منعه:

أيُّها المَعْشَرُ الذين إليهمْ ... وَاجباً أن يكون سَعْياً براسِي

لا تظنُّوا تَرْكِي الوصولَ إليكم ... لِمَلالٍ وِدادَكم أو تَناسِي

أو تَغالٍ عنكم وإن كان عُذْرِي ... هو أني شُغِلْتُ من بعض ناسِ

فأجابه بقوله بديها:

قد أتاني اعْتذاركم بعد أنِّي ... بِتُّ من هَجْرِكم عديمَ حَواسِي

فتلقَّيْتُه بصدرٍ رَحِيبٍ ... ولصَقتُ الكتابَ عِزّاً بِراسِي

غيرَ أنِّي لا أرْتضيه إذا لمْ ... تُنْعِموا بالوصالِ والإِيناسِ

وأقِلْني العِثارَ في النظم إني ... قلتُه والفؤادُ في وَسْواسِ

وكتب إلى صاحبين له استدعياه، فتعذر عليه الذهاب إليهما:

يا خليليَّ دُمْتُما في سرورٍ ... ونعيمٍ ولذَّةٍ وتَصافِي

لم يكن تركيَ الإجابةَ لمَّا ... أن أتاني رسولُكم عن تَجافِي

كيف والشوقُ في الحُشاشةِ يقْضِي ... أنني نحوَكم أجوبُ الفَيافِي

غيرَ أن الزمانَ للحظ مني ... لم يزَلْ مُولَعاً بحُكْمِ خِلافِي

عارَض المُقتضِي من الشوقِ بالْما ... نِعِ والحكمُ عندكم ليس خافِي

فسلامٌ عليكمُ وعلى مَن ... فُزْتُما مِن ثِمارِه باقْتطافِ

وكتب إلى القاضي محمد بن دراز يستدعيه:

رَقَّ النَّسِيمُ وذيلُ الغَيْمِ مُنسْدِلٌ ... على الوُجوهِ وطَرْفُ الدهرِ قد طُرِفَا

فاغْنَمْ مُعاقرةَ الآدابِ واغْنَ بها ... عن المُدامِ وخُذْ من صَفْوها طُرَفَا

وانْزَعْ إلينا لنجنِي من خَمائِلها ... وَرْداً ونجذبَ من مِرْطِ الوفا طَرَفَا

ومن شعره قوله:

غَنِيَتْ بحِلْيةِ حُسْنِها ... عن لُبْسِ أصنافِ الحُلِي

وبدتْ بهيْكلِها البدي ... عِ تقولُ شاهِدْ واجْتلِ

تجدِ المَحاسنَ كُلَّها ... قد جُمِّعتْ في هَيْكَلِي

<<  <  ج: ص:  >  >>