بَقِيتَ مُمَّتعاً في الفضلِ فَرْداً ... ولا لَقِيَتْ لك الأيامُ فَقْدَا
وكتب إلي أيضاً:
لا عَيْشَ إلاَّ في وِصالِكْ ... فامْنُنْ بطَيْفٍ من خَيالِكْ
إن كان لي نَوْمٌ وإلاَّ ... ليس أبْعَدَ من مَنالِكْ
يا هاجِرِي والهجرُ عَيْ ... نُ الوصلِ إن يكُ عن دَلالِكْ
إلاَّ الملالَ فإنَّه ... حَتْفِي أجِرْنِي من مَلالِكْ
يا مَن تمَلَّك مُهْجتِي ... لا تُفْنِها وارفُقْ بمالِكْ
لا وَصْلَ أخطرُ لي سِوَى ... إخْطارِ تَذْكارِي ببالِكْ
أنا في هَوانٍ من هَوا ... كَ ومن صُدودِك في مَهالِكْ
تَلَفُ النفوسِ مُحقَّقٌ ... في بِيضِ سُودِك أو نِبالِكْ
وكذا السِّهامُ فإنَّهُنَّ ... أخَذْنَ ذلك عن نِصالِكْ
والحَتْفُ في سُمْرِ الْقَنا ... من مَيْلِ قَدِّك واعْتدالِكْ
يا نُورَ إنْسانِ العيُو ... نِ تركْتَ حالِي فيك حَالِكْ
نارُ الجوَى مِن وَجْنَتَيْ ... ك وذِي سُوَيْدايَ بِخَالِكْ
وأرى الجمَال وإن تَنا ... هَى مُسْتعاراً من جمالِكْ
هل من سبيلٍ لِلِّقا ... ضاقتْ عليَّ به المَسالِكْ
يا بارداً من رِيقِه ... واحَرَّ قلبِي من زُلالِكْ
أو يا مُحيَّاه الذي ... كالبدرِ سُقْمِي من هلالِكْ
يا ذابلاً في الحُسْنِ بل ... سلطانَ أربابِ المَمالِكْ
الشمسُ أقربث منك نَيْ ... لاً وهْي أبْعَدُ عن مِثالِكْ
امْنُنْ عليَّ بنَظْرةٍ ... إنِّي وحقِّك فيك هالِكْ
يا جَنَّتِي لا تُدْخِلَنِّ ... ي نارَ صَدِّك أنتَ مَالِكْ
يا تاركِي شِبْهَ الخِلا ... لِ وما التَّجافِي من خِلالِكْ
عَلِّلْ بوعدٍ كاذبٍ ... يحْلُو وأمْعِنْ في مِطالِكْ
فإلى الشريفِ تَوجُّهِي ... وإليه أخْلُص من حِبالِكْ
مَدْحِي محمداً الأمي ... نَ احْرَى وأوْلَى لي بذلِكْ
الْبانِيَ الْمجدِ الأَثِي ... لِ على المَجَرَّةِ من هُنالِكْ
صدرُ المَجالسِ قلبُها ... عينُ المَناصبِ والمَمالِكْ
يا شمسَ أنْجُمِ كلِّ فَضْ ... لِ حين تطلُع في كَمالِكْ
آياتُ فضلِك بَيِّنا ... تٌ في مَقالِك أو فِعالِكْ
أمَّا القَرِيضُ فزهْرُ رَوْ ... ضٍ إن تُدَبِّجْ من مَقالِكْ
وإذا تَنسَّم عن شَذاً ... كالمِسك يروِي عن خصالِكْ
ورجالُ كلِّ فضيلةٍ ... قصُروا وليسوا من رجالِكْ
مَن ذا المُناضلُ والمُنا ... ظِرُ في جِلادِك أو جِدالِكْ
كذب الزمانُ بما ادَّعَى ... إن قال يُوجَد من مِثالِكْ
كَرَمُ الطِّباعِ ولُطْفُها ... كلٌّ تَفيَّأَ في ظِلالِكْ
وترى المَعالِي والمَكا ... رمَ أنْفقتْ من رأسِ مَالِكْ
مولايَ إنِّي شاكرٌ ... لِمَزِيدِ فضلِك واحْتفالِكْ
لا خِلَّ لي أصْبُو إليْ ... هِ سِوَى المَعالِي من خِلالِكْ
لا زلتَ في أَوْجِ العلى ... والضِّدُّ في دَرْكِ المَهالِكْ
مادام رَضْوَى راسِخاً ... يحْكي وَقارَك مِن جَلالِكْ
فكتبت إليه جوابها قولي:
ما بين مَيْلِكْ واعْتدالِكْ ... خَطَرُ الْتفاتِك أو دَلالِكْ
فمَن السَّلِيمُ وكلُّنا ... منه توَرَّط في مَهالِكْ
يا مُوتِراً قَوْسَ الحَوا ... جِبِ مَن لقلبي مِن نِبالِكْ
أمْسِكْ فمَهْلَكُ مَن أرَدْ ... تَ يقِلُّ عن أدْنَى انْفعالِكْ