بأبِي لَواحِظُك التي ... أوْقَعْنَ قلبي في حِبالِكْ
أتُرَى علمْتَ بحالتي ... فأخذْتنِي في جَنْبِ بَالِكْ
لا والذي جعل ابْتدا ... عَ الجَوْرِ من أقْوَى اشْتغالِكْ
كلُّ الخُطوبِ حسِبْتُها ... إلاَّ اجْتنابَك عن مَلالِكْ
هل كنتَ يا ثَمِلَ الجُفُو ... نِ بعَثْتَ طَيْفاً من خَيالِكْ
فيروزَ غَصَّانَ اللَّها ... ةِ دَواؤُه صافِي زُلالِكْ
يا مَن تملَّك مُهْجتِي ... اللهَ في إتْلافِ مَالِكْ
إن كنتُ أطمعُ في سِوا ... ك فلا بلغْتُ مُنَى مَنالِكْ
مالي ولْلأُفُقِ المُضِي ... ءِ وعنه كافٍ من كمالِكْ
فالشمس تطلُع من يَميِ ... نك والثُّرَيَّا من شِمالِكْ
والبدرُ يُعْزَى للتَّما ... مِ إذا اسْتدار على مِثالِكْ
أمَّا الهلالُ فما على ... مَن ظَنَّه إحْدَى نِعالِكْ
وإذا تخيَّلتُ الرِّيا ... ضَ ذكَرتُ حسنَ رُوا خِصالِكْ
فنسيمُها مهما سرَى ... مُتلطِّفاً أثَرُ اخْتيالِكْ
وعَبِيرُها مِن شَمَّةٍ ... أهْدَيْتَها من مِسْكِ خَالِكْ
هذا وثَمَّ إذا ذكر ... تُ حُلىً تجِلُّ وراءَ ذلكْ
مِن أجْلها أنا شاعرٌ ... أجْرَى التغزُّلَ في جَمالِكْ
ولأجْلِ مَدْحِي صالحاً ... يحْلو افْتتانِي في خِلالِكْ
ذاك الذي أسْلُو بِعِشْ ... رتِه الحميدةِ عن وِصالِكْ
مَولايَ أنت المُرْتجىَ ... للوُدِّ في حُسْنِ اقْتبالِكْ
رجلُ المُروءَةِ أنت لا ... أحَدٌ وَحقِّك مِن رجالِكْ
حُزْتَ المَعالِي قبل أن ... وُجِدت بَنُوها حَسْبَ حَالِكْ
وملكْتَ كلَّ فضيلةٍ ... أفْدِيك من مَلكٍ ومالِكْ
فيك المَكارمُ شِيمَةٌ ... والأرْيَحيَّةُ في فِعالِكْ
فالطَّوْدُ يُلْفَى ذَرَّةً ... في جَنْبِ حِلْمِك واحْتمالِكْ
والبحرُ بعضُ رَشاشِه ... بالطبعِ تُؤْثَرُ عن نَوالِكْ
إنَّ الحَكِيميْن اللذيْ ... ن تظاهَرا فيما هُنالِكْ
لو عاصَراك تنافَسا ... بأقَلِّ جَرْي في مَجالِكْ
والبُحْتُرِيُّ أبو الفُتُوَّ ... ةِ لو تأمَّل في مَقالِكْ
أتْحفْتنِي بقصيدةٍ ... غَرَّاءَ من بِدْعِ ارْتجالِكْ
وبعثْتَ لي كلَّ المُنى ... فكفيْتنِي أدْنَى سُؤالِكْ
قد كان جِيدِي عاطِلاً ... لكنْ حَلاَ بحُلَى احْتفالِكْ
فإليْك رُوداً من بَنا ... تِ الفكر حَيْرَى في جَلالِكْ
ترْتاحُ في مِرْطِ الثَّنا ... بصَباك زَهْواً أو شَمالِكْ
واعْذِرْ فطبْعِي لا يُزي ... ل صَداهُ عنه سوى صِقالِكْ
واسْلَمْ لبُغْيةِ آملٍ ... متفيِّىءٍ بذَرَى ظِلالِكْ
فلأنتَ ظِلٌّ للمُنَى ... لا الْتاعَ قلبٌ من زَوالِكْ
وأنشدني من نتفه قوله:
ظَبْيٌ من التُّركِ له مُقلةٌ ... ضَيِّقةٌ تُمْعِن في قَتْلِي
يبْخَل بالوصلِ على صَبَّه ... وضِيقَةُ العيْنِ من البُخلِ
ملَّكتُه عيْني وأخْدمتهُ ... إنْسانَها لمَّا أبى وَصْلِي
هذا كثير في الأشعار، منه قول ابن النبيه:
يصُدُّ بطَرْفِه التُّرْكِيِّ عنِّي ... صدقْتُم إنَّ ضِيقَ العيْنِ بُخْلُ
وقوله:
بي ضَيِّقُ العيْنِ وإن أطْنَبُوا ... في الحَدَقِ النُّجْلِ وإن وَسَّعُوا
وأصله قول البديع الهمذاني:
أناديةَ الأعْرابِ أهْلَكِ إننَّي ... بناديةِ الأتْراكِ نِيطَتْ عَلائقِي