للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرضَكِ يا نُجْل العيونِ فإنني ... فُتِنْتُ بهذا الفاتِرِ المُتضايقِ

السيد هاشم الأزواري سيدٌ عرقه طاهر، وفضله بين ظاهر.

أبين من الكعبة للطائفين، وأظهر من المساجد للعاكفين.

وهو أديب شاعر، له في مناسك الفضل مشاعر.

أوتي من البراعة أحسن كلم من عارضها سلم لها ومن لم يعترض لها سلم.

وكان في الغالب أيام المجاورة سميري، ومحله مني خلدي وضميري، ونديمي، ومكانه بين عظمي وأديمي.

فتمليت منه مغتنماً حظ اليوم والغد، في عهدٍ أنضر من روق التصابي في العيش الرغد.

وقد أهدى لي من طرفه قصيدة فريدة، لم تحظ بمثلها دمية ولا خريدة.

وها هي ألذ من معاطاة الأحباب، كأس المعاقرة طفا عليها الحباب:

ما لقلبي عنك سَلْوهْ ... ولا ولا عن رَبْعِ سَلْوهْ

منزلٌ يجمعُ ما بَيْ ... نِي وما بينك ضَحْوَهْ

قد تسمَّى بانْتظامِ الشَّ ... مْلِ فيه دارَ نَدْوَهْ

كم به ليلة أُنْسٍ ... لِيَ مَرَّتْ بك حُلْوَهْ

قد جلاَ طَلْعتَها البَدْ ... رُ لنا أحْسَن جَلْوَهْ

وأرانا لِطلاهَا ... بالنُّجومِ الزُّهْرِ زَهْوَهْ

ونهارٍ ألْبسَ الأُفْ ... قَ من السِّنْجابِ فَرْوَهْ

وبلُطْفِ فيك عن جَيْ ... بِ الْحَيا المُزَوَرِّ عُرْوَهْ

قد أخذْناه اغْتصاباً ... من يدِ الدهر بقُوَّهْ

ووصلْناه برَوْحٍ ... وبرَيْحان وقهوهْ

وبتوْقيع سَماعٍ ... ما نَحَا مَعْبَدُ نَحْوَهْ

ومُديرُ الشمسِ بَدْرٌ ... بحُلَى الظَّرْفِ مُنَوَّهْ

أفْلَجُ الثَّغْرِ نَقِيُّ الْ ... خَدِّ ألْمى فيه حُوَّهْ

يزدَرِي بالْحُسْن لُبْنَى ... والصِّفَاتِ الغُرِّ عَلْوَهْ

ذُو لِحَاظٍ هي والسَّيْ ... فُ على حَدٍ وسَطْوَهْ

وقَوَامٍ هوَ والرِّدْ ... فُ كغُصْنٍ فوقَ رَبْوَهْ

وعَجِيب لَيِّن العِطْ ... فِ وفي أحْشَاه قَسْوَهْ

ما رآه الطَّرفُ إلاَّ ... وزَنَى منه بشَهْوَهْ

لا تَلُمْنِي يا ابْنَ وُدِّي ... إنْ بَدَتْ مِنيَ هَفْوَهْ

حيثُ لي من نفحة الرَّيْ ... حانة الغَضَّةِ صَبْوَهْ

ولعقْلِي من شَذَاهَا ... بطِلاَ الْحانةِ نَشْوَهْ

وأنا بينَ حبيبٍ ... وأبَارِيقٍ وخَلْوَهْ

طابَ لي الشُّرْبُ مساءً ... من أيادِيهِ وغُدْوَهْ

مِثْلَما طابَ مَدِيحِي ... وسمَا أرْفَعَ ذِرْوَهْ

بأمينِ الفضلِ مَوْلاَ ... نا الذي في الفضلِ قُدْوَهْ

الشَّرِيفُ المُمْتَطِي مِن ... صَافِنِ الرِّفْعَةِ صَهْوَهْ

والسَّرِيُّ الشهمُ مَن لا ... يَرْتَضِي الْهَقْعَةَ حَبْوَهْ

طَيِّبُ الأصلِ كريمٌ ... مُنْتَقىً من خيرِ صَفْوَهْ

أفصحُ الأمَّةِ لفظاً ... يَزْدَرِي كلَّ مُفَوَّهْ

فَيْصَلٌ في الشرعِ لا يَخْ ... فَى عليه أمرُ دَعْوَهْ

كيف لا وهْو أمينٌ ... لم يَخُنْ في أخْذِ رِشْوَهْ

جَلّ ذاتاً وصِفاتاً ... وحَياءً ومُرُوَّهْ

وسَمَا عن أن يُداني ... هِ امْرؤُ القَيْسِ وعُرْوَهْ

بحرُ فضلٍ ونَوَالٍ ... وكمالاتٍ ونَخْوَهْ

من يَرِدْه وهْو ظَامٍ ... يرْتوِي عِلْماً وجَدْوَهْ

ومتى نَوْءُ سحابٍ ... ضَنَّ نسْتمْطِرُ نَوَّهْ

فبِه جَدْبُ الأراضِي ... عاد بالخِصْبِ مُمَوَّهْ

مَاجِدٌ سيفُ حِجاهُ ... قَطُّ ما فُلَّ بِنَبْوَهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>