للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم عَوَيصٍ فتح المُغْ ... لَقَ منه الرَّأيُ عَنْوَهْ

مِصْقَعٌ طِرْفُ ذَكاهُ ... ما له في البحثِ كَبْوَهْ

أحْرَزَ السَّبْقَ وأوْشَى ... في حَشَا الحُسَّادِ جَذْوَهْ

وغَدَا كلُّ أديبٍ ... عَجزاً يطلب عَفْوَهْ

ذُو يَراعٍ لي به في ... رِقَّةِ الألْفاظِ أُسْوَهْ

قد بَراهُ الشوقُ مِثْلِي ... وحَشاه انْشَقَّ جَفْوَهْ

فخَطَا وهْو نحيفٌ ... ولذَك الخَطْوِ خُطْوَهْ

كعَمِيدٍ يشْتِكي بالصَّ ... رِّ في الأطْراسِ شَجْوَهْ

كلُّما أثبتَ عنه الْ ... فِكرُ لا يُمْكِن مَحْوَهْ

يا ربيعَ الفضلِ يا مَن ... فضَل الناسَ فُتُوَّهْ

نَظْمُك الشُّهْدَ مُصَفّىً ... وسِواهُ فيه رَغْوَهْ

أنا ما بين مَصِيفٍ ... من مَعانِيه وشَتْوَهْ

فلسُقْمِي فيه بُرْءٌ ... ولضَعْفِي منه قُوَّهْ

وإلى عَلْياك وافَتْ ... من عَرُوسِ الفكر فَحْوَهْ

فتحتْ من كل قلبٍ ... مُرْتجٍ للبَسْطِ فَجْوَهْ

وكَسَا وَصْفُك طِيبَ الْ ... عَرْفِ منها أيّ كُسْوَهْ

لِصَفا وَجْهِك تَسْعَى ... وهي لا تطْرُق مَرْوَهْ

تنْقُل الأقْدام تِيهاً ... خُطْوةً من بعد خُطْوَهْ

ذاتُ حُسْنٍ بك أضْحَتْ ... ولها بالحُسْنِ ثَرْوَهْ

فاسْتمِعْها فهْي بِكْرٌ ... وأنِلها منك حُظْوَهْ

واسْبِل السِّتْرَ متى إن ... شِمْتَ في التركيبِ حَشْوَهْ

قد لَعَمْرِي يغْلَط النا ... قدُ للدُّرِّ بحَصْوَهْ

واشْتِباهُ الجِنْسِ أمْرٌ ... واضحٌ من غيرِ فَتْوَهْ

وابْقَ واسْلَمْ ما تغنَّى ... عَنْدَلِيبٌ بعد هَدْوَهْ

أو مُحِبٌّ قال يوماً ... لحبيبٍ بعد قَصْوَهْ

أنا أهواكَ ورَبِّي ... ما لقلبي عَنْك سَلْوَهْ

فكتب إليه جوابها، قولي:

لا تُمَنِّ القلبَ سَلْوَهْ ... فلقد جُسِّمْتُ صَبْوَهْ

واحْترِزْ من أعْيُنٍ تَرْ ... قُبُ للأخْذَةِ هَفْوَهْ

فهْي في بابلَ دَهْراً ... سُقِيَتْ بالسِّحرِ قهوهْ

وطِلاً أوْضحَ من شَمْ ... سٍ تجلَّتْ وقتَ ضَحْوَهْ

مِن وَلُوعٍ بالتَّثَنِّي ... فَتْكةٌ منه وخُطْوَهْ

سَلَّ سيفَ اللَّحْظِ لمَّا ... رامَ أخْذَ القلبِ عَنْوَهْ

راكباً في دَرَكِ العِزَّ ... ةِ للعِزَّةِ صَهْوَهْ

أتُرَى يسْمح منه اللَّ ... حْظُ لِي حيناً بحُظْوَهْ

يُمْكِن الأمْرُ إذا أمْ ... كَنَ تَهْوِيمٌ وغَفْوَهْ

أين ماثَمَّةَ إلاَّ ... بُغْيَةٌ قُصْوَى ونَبْوَهْ

.............. ... .................

علي بن عمر بن عثمان المزداكي

من أفاضل العصر، يضيق عن معاليه نطاق الحصر.

رأيته بالشام بعد عودي من الحجاز، فرأيت شخصاً حقيقة فضله لا يتطرقها المجاز.

وقد خرج من وطنه قاصداً باب المراد، وله أمانٍ أرجو أن لا تفوته في الإصدار والإيراد.

وهو على كل حالٍ لم يزل في الإجادة مترقيا، ولشوارد المعاني من مكامنها متلقيا.

وقد أنشدني من شعره هذا المقطوع:

رَوِّ رَوْضَ الكرومِ يا قَطْر نَيْسا ... نَ وخَلِّ الأصْداف منك خَوالِي

قَطَراتٍ تصيرُ خَمْراً أتَرْضَى ... عَمْرَك اللهُ أن تَصِيرَ لآلِي

وقد تناوله من بيت السيد علي بن معصوم، عربه من الفارسية، وهو:

يا قَطْر نَيْسَان والكَرْمُ مُكَرَّمةٌ ... ففي الحَبابِ غِنىً عن لُؤْلُؤِ الصَّدَفِ

ولي ما هو منه، ولا يبعد عنه:

<<  <  ج: ص:  >  >>