للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما عَزَّ شيءٌ في شِبْهِه بَدَلٌ ... عنه وللعُسْرِ فُرْجَة اليُسْرُ

في غُنْيةٍ من يَرى الحَبَاب إذَا ... مَا عاقَه عائقٌ عن الدُّرِّ

وأنشدته هذين البيتين، وكان أنشدنيهما السيد هاشم الأزواري لنفسه، فتعارف عليهما، وألزمني أن لا أثبتهما إلا له، وهما قوله يمدح السيد عمرو بن محمد بن بركات، في ليلة عيد، بعد وفاة الشريف زيد:

يقولون مات الجُودُ في كلِّ بَلْدةٍ ... عجيبٌ ولم يُشْهَد له أبداً قَبْرُ

فقلتُ لهم أحْيَى الذي مات في الورَى ... بأُمِّ القُرَ من بعد زَيْدٍ لنا عَمْرُو

السيد سالم بن أحمد بن شيخان هو الختم الوارث لجده سيد الأنام، وبه أرجو من الله سبحانه وتعالى حسن الختام.

فأما العلم فهو من خضع له كل عالم، وأما الصلاح فحسبه أنه من كل ما يشين سالم.

نسبته إلى الشرف نسبةٌ أولى، ويده في المكارم يدٌ طولى.

تعترف به الأبصار والأسماع، وإن جحدت عارضها الإجماع.

طلع في سماء العلوم بدراً مشرقا، وسارت مناقبه مغربا ومشرقا فالعلى فرع علائه، والثنا وقفٌ على آلائه.

ليس يخْتَصُّ مَدْحُه بلسانِي ... مَدْحُ شمسِ الضُّحَى بكلِّ مَكانِ

وله تعاريف عدة، هي لأهل العرفان أجل عدة.

وأشعارٌ على لسان أهل الطريقة، تجتنى منها ثمار الحقيقة.

فمنها قوله، مصدراً ومعجزاً:

حُوَيْدِي الجمالِ إلى سُوحِكمْ ... وهادِي الرِّحال إلى مَن أُحِب

رَفيقُ الهوَى وفَرِيقُ النَّوَى ... يحبُّ الجمَال ويهْوَى الطَّرَبْ

ويسْعَى إليكم على رأسِه ... بشَوقٍ وتَوْقٍ عظيمِ الخَبَبْ

ويطْوِي الفَيافِي بعَزْمِ قَوِيٍ ... ويقْضِي لكم في الهوى ما وَجَبْ

ويُنشِدُ في حَقِّكمْ جَهْرةً ... ألاَ إنني عبدُ عالِي الرُّتَبْ

أتيْتُ إلى سُوحِه خاضِعاً ... بدَمْعٍ جَرَى وبقلبٍ وَجَبْ

سلامٌ عليكم أُهَيْلَ الحِمَى ... أيَا مَن به قد بلغْنا الأرَبْ

إذا ما وقفْنا بأبْوابِكمْ ... وزال اللُّغوبُ بها والنَّصَبْ

أنِيلُوا الغِنَى وأبِيدُو العَنَا ... فذاك لَديْنا أجَلُّ القُرَبْ

إليكم بكم سادتي جئْتُكم ... بحُسْنِ الرِّضا وبصِدْقِ الطَّلَبْ

ولا لي شَفِيعٌ سوَى حُبِّكم ... فلا تُهْمِلُوا مَن أساء الأدبْ

وقولُوا عفَا اللهُ عَمَّا مَضَى ... جزاءُ المُحِبِّ لنا أن يُحَبْ

فأنتم وجودُ الوفَا والعَطا ... وليس التفضُّل منكم عَجَبْ

ومن مقاطيعه قوله:

تراءَى بَدِيعُ الحسنِ في صُنْعِ خَلْقِهِ ... جميلاً فظَنَّ المظْهَر النَّاظِرُ القَذِي

وما هُوَ إلاَّ اللهُ بالصُّنْعِ بارِزٌ ... على صِيَغِ التَّخْليقِ في الظَّاهرِ الذيِ

وقوله:

رَمَى العبدُ سَهْمَ الوَهْمش من قَوْسِ حُكْمِهفأدْمَى خيالاً في مِنَصَّاتِه السَّبْعِ

وليس إذا حقَّقْتَ رامٍ سِوَى الذي ... أتاك بطَيِّ النَّشْرِ في الطَّبْعِ والوَضْع

وقوله:

كُنْ مُمْسِكاً بالصومِ عن كلِّ السِّوَى ... واذْكُرْ بفِطْرِك مَن أتَى مَعْروفُهُ

وبفاطرٍ عن رُؤْيةِ الأغْيارِ صُمْ ... مَن صامَ عند اللهِ طاب خَلُوفُهُ

وقد أنعم الله علي برواية مؤلفاته، عن ابنه المعمر السيد السند عمر، أحياه الله وحياه، ونور الدنيا بطلعة محياه.

في أملٍ لا يبرح يطيعه، والحادثات فيه لا تستطيعه.

فلله هو من سريٍ متواضعٍ على علوه، ممدوحٍ بإيغال المدح وغلوه.

ماء لطفه يكاد يتقطر، وخلقه تتخلق به النسمات وتتعطر.

إلى وجهٍ بالوضاءة متجلل، يبرق برق العارض المتهلل.

وردت مراراً داره العامرة، وحصلت على نعمه الدارة الغامرة.

أستنجد دعاءه المبارك، وأستمنح اعتناءه في كل حالٍ أن يتدارك.

وعندي له من الولاء فيه ما ينقص ولاء زيادٍ في النعمان، ومن الحب لبيته العمري ما ينشد قول الأول: أحبه حب قريش عثمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>