للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خَفِّضْ عليك وخَلِّنِي ... أحْلَى الهوَى مَمْنُوعُهُ

وقوله:

كم من يَدٍ قبَّلْتُها ... ولو اسْتطعْتُ قَطَْعتُها

وَكم من يدٍ قبَّلْتُها لِتَقِيَّةٍ ... وكان مُرادِي قَطْعَها لو أُمَكَّنُ

وقوله مضمناً:

يا من يقول بأنَّ طَع ... مَ لَمَى الحَبائِبِ لم يَرُقْ

وغَدا يُعنِّف في الهوى ... دَع عنك تَعنِيفي وذُقْ

وقوله، مورياً في المولى عشاقي:

قد قلتُ للمجدِ مَن تَهوى تُواصِلُه ... فكلُّنا لك ذو وَجدٍ وأشْواقِ

فقال لي بِلسانٍ غيرِ مُعتذِرٍ ... لا أشْتَهِي أن أُوافى غير عُشَّاقِي

وقوله:

ليست على الحُرِّ الكريمِ مَشَقَّةٌ ... بأضَرّ من أن لا يَرَى أمثالَهُ

ذاك الغريبُ وإن يكُنْ في أهلِه ... وَارَحْمتاهُ له لِمَا قد نَالَهُ

وقوله

مَن قال لا في حاجةٍ ... مَطلوبةٍ فما ظَلَمْ

وإنما الظالمُ مَن ... يقول لاَ بعد نَعَمْ

وأنشد لنفسه في رحلته مضمنا:

فارقْتُ مكةَ والأشواقُ تجْذِبُنِي ... لها ويمَّمْتُ طه مَعْدِنَ الكَرَمِ

فهل دَرَى البَيْتُ أنِّي بعد فُرْقَتِه ... ما سِرْتُ من حَرَمٍ إلاَّ إلى حَرَمِ

وسبقه إليه العمادي، في قوله:

فارقتُ طَيْبةَ مَشغُوفاً بطَيِّبِها ... وجئتُ مكةَ في وَجْدٍ وفي ألَمِ

فهل درَى البيتُ أنِّي بعدَ رُؤْيتِه ... ما سِرْتُ من حَرَمٍ إلاَّ إلى حَرَمِ

وله يفتخر:

نشأتُ بفضلِ اللهِ في ظِلِّ دَوْحَةٍ ... سَمَتْ بنَبيٍ كنتُ من بعضِ عِتْرَتِهْ

فإن شئْتُ في سَفْحِ العَوالِي وإن أشَا ... بدارِ الذي طابتْ وطالَتْ بِهْجْرتِهْ

فهاتيكَ دارٌ للحبيبِ وهذه ... بها مَنْزَهِي يا صاحِ من حل حُجْرَتِهْ

وقال في تفضيل العالية:

أراك تُغالِي في العَوالِي وفي قُبَا ... وأنت على وَهْمِ الخيالِ تُعَوِّلُ

إلى كَمْ تُرَى تَهْوَى الذي أنت سائرٌ ... إلى غيرهِ إذْ أنت عنه تحوَّلُ

فكُن سائراً في لاَ مُقامَ فإنما ... تَقلَّب في شَأْنٍ لشَأْنٍ وتَرْحَلُ

العالية: أرضٌ ذات رياض فائقة.

قال في الوفا: هي من المدينة ما كان في جهة قبلتها من قباء وغيرها، على ميل فأكثر، وأقصاها عمارة على ثلاثة أميال وأربعة إلى ثمانية أو ستة، على الخلاف في ذلك. اننتهى.

ووجه التسمية جلي؛ لأن السيول تنحدر من تلك النواحي العالية، إلى سوافل المدينة، فعلى ذلك يقال: نزلنا من العوالي إلى المدينة، وطلعنا إلى العوالي.

وله في مدحها قطعٌ كثيرة غير هذه، فمنها قوله:

فَضْلُ العَوالِي بَيِّنٌ ولأهْلِها ... فضلٌ قديمٌ نُورُه يَتهلَّلُ

مَن لم يقُل إنَّ الفضيلةَ طَنَّبَتْ ... أرْضَ العَوالِي وهْو حَقٌّ يُقْبَلُ

إنِّي قَضَيْتُ بفضْلِها وأقولُ في ... وَادِي قبَا الفضلُ الذي لا يُجْهَلُ

وقوله:

إذا كنتُ في أرضِ العَوالِي تشوَّفَتْ ... لأرضِ قُبَا نَفْسِي وفيها المُؤمَّلُ

ولو كنتُ فيها قالت النفسُ ليت لي ... بأرض العَوالي يا خليلِيَ مَنْزِلُ

فيا ليتَ أنِّي كنتُ شَخْصيْن فيهما ... وما ليْتَ في التَّحْقِيق إلاَّ تَعَلُّلُ

وله من أبيات، قالها بالروم، يتشوق إلى معاهده:

ما أطْيَبَ الأيامَ فيها تَنْقضِي ... والعَيْنُ قد قرَّتْ بوصلِ حَبِيبهَا

ما العيشُ إلاَّ في حِمَاهَا ليت لي ... مَأْوىً ولو في سَفْحِها ورَحِيبهَا

وله في الشام:

وما الشَّام إلاَّ في البلادِ كشَامَةٍ ... وأقْمارُ وَادِيه الشَّمِيم تِمامُ

فحَيَّى مُحيَّاها الإلهُ وزَانَه ... ولا زالَ بَرْقُ الحُسْنِ فيه يُشَامُ

ومن روائعه قوله:

الحمدُ للهِ على ما أرَى ... من ضَيْعَتِي ما بين هذا الوَرَى

<<  <  ج: ص:  >  >>