وصَادِحُ الْبَيْنِ إن يَخْفَى فلا عَجَبٌ ... صَوادِحُ البَيْنِ وَهْناً شَجْوُها بَادِي
يا ضَرَّةَ الشمسِ يا مَن لا شَبِيه لها ... حُبِّيكِ أعْذَبُ من عَذْبٍ إلى صَادِي
فإن يكنْ عَزَّ وَصْلٌ أو بَخِلْتِ به ... فعَلِلينا ولو طَيْفاً بِمِيعادِ
وقوله، مشطراً ومعجزاً قصيدة البهاء زهير، المنسوبة لابن الفارض:
غيرِي على السُّلْوانِ قادِرْ ... إن رام هِجْرانَ الْجَآذِرْ
وأنَا الْوَفِيُّ بعَهْدِهِ ... وسِوايَ في العُشَّاقِ غَادِرْ
لي في الغَرامِ سَرِيرةٌ ... أكْنَنْتُها وَسْطَ الضَّمائِرْ
ومحبّةٌ أسْررتُها ... واللهُ أعلم بالسرائِرْ
ومُشَبّهٍ بالغُصْنِ قَلَّ ... تَصَبُّرِي إذْ قيلَ نَافِرْ
قَدِّي وقلبُك في الهوى ... بِي لا يزالُ عليه طائِرْ
حُلْوُ الحديثِ وإنها ... لَمَحاسِنٌ تَسْبِي النَّواظِرْ
حالٍ يَمُرُّوإنها ... لَحَلاوةٌ شَقَّتْ مَرائِرْ
أشْكُو وأشكُر فِعْلَهُ ... بُعْداً ولَمَّا يَدْنُ زَائِرْ
حالان لي أرْضاهُما ... فاعْجَبْ لشاكٍ منه شاكرْ
لا تُنْكرِوا خَفَقانَ قَلْ ... بي إن بَدَا بدرُ الدَّاجِرْ
كَلاَّ ولا تشْتِيتَ لُبِّ ... ي والحبيبُ لَدَيَّ حاضِرْ
ما القلبُ إلاّ دارَهُ ... فلذاك بالأشواقِ عامِرْ
ورُبُوعُه فلأجلِ ذا ... ضُرِبتْ له فيها البَشائِرْ
يا تاركِي في حُبِّه ... كهلالِ شَكٍ في المَناظِرْ
ومُصيِّري بين الورَى ... مَثَلاً من الأمثالِ سائِرْ
أبَداً حديثِي ليس بالْ ... مَتْرُوكِ عند ذَوِي البصَائِرْ
كَلاَّ وشَرْعِي ليس بالْ ... مَنْسوخِ إلاَّ في الدفاتِرْ
يا ليلُ مالَك آخِرٌ ... فتظَلُّ تَرْقُبْه النَّواظِرْ
لا فيك وَصْلُ مُعَذِّبِي ... يُرْجَى ولا للشوقِ آخِرْ
يا ليلُ طُلْ يا شَوْقُ دُمْ ... إنِّي إلى المحبوبِ سائِرْ
يا ليلُ أقْصِرْ أو فطُلْ ... إنِّي على الحاليْن صابِرْ
لي فيك أجْرُ مُجاهدٍ ... أضْحَى لجيشِ الحبِّ ناصِرْ
وثوابُ غازٍ فاتِكٍ ... إنْ صَحَّ أنَّ الليلَ كافِرْ
طَرْفِي وطَرْفُ النَّجْمِ في ... بَاهِي جمالِك ظَلَّ حائِرْ
والقلبُ والعَيْنانِ في ... كَ كِلاهُما سَاهٍ وساهِرْ
يَهْنِيك بَدْرُك حاضرٌ ... مَالَتْ لبَهْجتِه الخَواطِرْ
قد لاح بَدْرُك مُشْرِقاً ... يا ليتَ بَدْرِي كان حَاضِرْ
حتى يَبيِن لناظرِي ... مَن منهما بَاهٍ وبَاهِرْ
ويشيعَ بين مَعاشِرِي ... مَن منهما زَاهٍ وزاهِرْ
بَدْرِي أرقُّ محاسِناً ... إذْ حُسْنُه للعقلِ سَاحِرْ
كالليلِ أرْسَلَ شَعْرَه ... والفَرْقُ مثل الصبح ظاهِرْ
ملكَ الجمالَ بأسْرِهِ ... كُلُّ المِلاحِ له عَساكِرْ
سلطانُ حُسْنٍ قد سَما ... بحُسام ألْحاظٍ فَواتِرْ
لا السُّمْرُ تَذْكَر عِنْدَها ... كَلاَّ ولا البِيضُ البَواتِرْ
قد نُفِّذتْ بين الوَرى ... منه النَّواهِي والأوَامِرْ
ما مَخْلَصٌ من فَتْكِهِ ... بظُبَا اللَّواحِظِ والنَّواظِر
إلاّ امْتداحَ مُحَمَّدٍ ... خيرِ الأوائلِ والأواخِر
وله مشطراً ومعجزاً نونية ابن سناء الملك:
من ذا الذي مِن مُقْلَتيْه يَقِينِي ... فهي التي بسِهامِها تُصْمِينِي