فأدْوَأُ الدَّاءِ كما قد رَوَوْا ... خُلْقٌ دَنِيٌّ ولسانٌ بَذِي
وله:
بَقِيَّةُ عُمْرِ حُرٍ مُدَّ فيها ... يَتِمُّ بها المَسَرَّةُ والْفَخارُ
ألسْت ترى الرَّبيعَ يَرُوقَ مَرْأىً ... وتأْتِي في الخريفِ له الثِّمارُ
وله:
رَوضةٌ جادَها الْحَيا بَلآلٍ ... قلدتْه جواهرَ الأزْهارِ
ضاحِكاتٌ أطْفالُ أنْهارِها إذْ ... إذْ وَعَدتْها نَسائمُ الأسْحارِ
قال: وقلت لما سمعت قول أبي بكر رضي الله عنه: من امتطى التغافل ملك زمام المروءة:
تَغافَلْ إذا رُمْتَ وُدَّ الورَى ... يدُوم فتُصْبحُ لِلْعِزِّ جارَا
زِمامُ المُروءةِ في كَفِّ مَن ... تَغافُلَه يمْتطِي حيثُ سَارَا
وله:
وَلَّى الشَّبابُ حَمِيداً حين وَرَّثَنِي ... مَجْداً وشِعْراً يُحاكي زَاهِيَ الحِبَرِ
إن جاد طَبْعِي بشِعْرٍ راقَ رائِقُهُ ... لا تُنْكرُوا رِقَّةً في نَسْمَةِ السَّحَرِ
وله:
أوْصافُ مولانا سَقَتْ ... ظَمْآنَ سَمْعِي كَوْثَرَا
كجَنَّةٍ مَعْشوقةٍ ... للناسِ قبلَ أن تُرَى
وله:
لي سيِّدٌ مُتواضِعٌ لِغُلامِهِ ... وعلى سِواهُ مُسْرِفٌ في كِبْرِهِ
ينْقادُ للغِلْمانِ في خَلَواتِهِ ... مِثْلَ السَّفِينِ زِمامُه في دُبْرِهِ
وله:
وسارقٍ يسْرِقُ شِعْرَ الورَى ... ويُتْبِع المَنْظومَ بالنَّثْرِ
ما اقْتَبسَ الآياتِ إلاَّ لِمَا ... يأْلَفهُ من سِرْقَةِ الشِّعْرِ
وله:
قالُوا لِشاعرِك الذي ... أهْدَى مَدِيحاً حَطَّ قَدْرَكْ
جَدِّد وُضوءَك بعدَ ذا ... إنْ كان هذا الشِّعْرُ شِعْرَكْ
وله:
كلُّ الأمورِ لم تزَلْ ... تكْبُر من بَعْدِ صِغَرْ
إلاَّ مصائبَ الورَى ... تصغُر من بَعْدِ كِبَرْ
وله:
ومُباحثٍ في العِلْمِ من نَفَرٍ ... لا يُدْرِكون مَباحِثَ النَّظَرِ
أعْرَضْتُ عنه كأنه عَلَمٌ ... وتركْتُه بمَباحِثِ البَقَرِ
العرب تقول: تركته بمباحث البقر، إذا لم يعرف مكانه، وتقول: تركته بملاحس البقر، إذا ترك بمكانٍ لا أنيس به، وملاحس البقر: المواضع التي تلحس فيها بقر الوحش أولادها.
وله:
في دَوْلةِ وَصْلِ مُنيَتِي والهَجْرِ ... قد حُقَّ لذا وحَقِّ رَبِّي شُكْرِي
في الوصلِ حَلَتْ حياةُ نَفْسٍ وصَفَتْ ... والهجرُ به يُطِيلُ رَبِّي عُمْرِي
ولي أنا من هذا:
رمضانُ جاء فمَرْحباً بقُدومِهِ ... شهرٌ بلغْتق بفضْلِهِ المَأْمُولاَ
وأُجِلُّ مِنَّتَه عليَّ بأن أرَى ... عُمْرِي النَّفِيسَ يزيدُ فيه طولاَ
وله:
إن يكنْ أخْلَقَ الشَّبابُ ورَثَّتْ ... جِدَّتي والنَّشاطُ في كلِّ أمْرِ
كم لبِسْتُ الشبابَ غَضّاً جديداً ... ساحِبَ الذَّيْلِ في مَواسِمِ عُمْرِي
وله:
مَعْلُومِيَ المعلومُ يا سيِّدي ... يحْفظُه الدِّيوانُ والدَّفْتَرُ
كأنه هَمْزَةُ وَصْلٍ بهِ ... يُرْسَم في الخَطِّ ولا يُذْكَرُ
وله:
قد كنتُ في كَنَفِ الخُمولِ مُنَعَّماً ... والآن أتْعَبنِي الْعَنَأ لمَّا حَضَرْ
كالحَرْفِ فَرَّ من الْتقاءِ السَّاكنَيْ ... نِ لعُسْرِ نُطْقٍ في التَّلفُّظِ فانْكَسَرْ
وله:
أصبحتُ مَن يُبْصِرُني طَرْفُهُ ... بكلِّ ما أمْلِكُه يَدْرِي
كسُلْحُفَاةٍ من مِيَاهٍ بَدَتْ ... بَيْتِي وما أحْوِي على ظَهْرِي
وله:
رأيتُك تُعْطِينا الهِباتِ كتارِكٍ ... لَدَى أهْلِهِ مُسْتَوْدَعاتِ الذَّخائِرِ
ودائعُ في حِرْزٍ من الدهرِ سالمٍ ... وما ضاع جُودٌ مُودَعٌ عند شاكِرِ
وله:
يقولون إِن المَدَّ في أثَرِ الجَزْرِ ... لِنُورِ بَدْرِ العصرِ في ساحلِ البَحْرِ