عَرفتُ أن الدنيا تقومُ على ... قَرْنٍ لِثَوْرٍ بإذْن بَارِيهَا
وله:
مَدحْتُه يوماً فنِلْتُ الغِنَى ... بالوعدِ والإحْسانِ مِن فِيهِ
فقال لي لمَّا تَقاضَيْتُه ... كِذْبٌ بكِذْبٍ لا رِبَا فِيهِ
وله:
مَنْزِلٌ ضَيِّقٌ ولا حُسْنَ فيه ... غيرُ تَهْوِينِ ضِيقِ قَبْرٍ كَرِيهِ
مثل حَبْسِ الأرْحامِ مَن يَنْجُ منه ... ما رأيْناه قَطُّ يدخلُ فِيهِ
وله:
قدَّر اللهُ أن أعِيشَ فريداً ... في ديارٍ أُساقُ كَرْهاً إليْهَا
وبقلْبِي مُخَدَّراتُ مَعانٍ ... أُنْزِلَتْ آيةُ الحِجابِ عليْهَا
وله:
كلُّ الورى جُرْدٌ سَلُوقيَّةٌ ... لِصَيْدِ رِزْقٍ أبداً تَنْوِي
ووثْبةُ الأرْنَبِ كم خَلَّفتْ ... كَلْباً على حِرْمانِه يَعْوِي
وله:
مَوْلىً إذا ما جئْتُ أبْوابَهُ ... وفَضْلُه أصْبح لي دَاعِيَا
ظَلَّ أميرُ الشَّوْقِ لي آمِراً ... وحاجبُ الْهَيْبةِ لي ناهِيَا
وله:
أتَيْتُك يا مَوْلايَ أبْغِي زيارةً ... تسُرُّ على رَغْمِ الأعادِي الأمانِيَا
فإن كنتَ لم تُصْبِحْ لِيَ اليومَ آذِناً ... فقد أذِنَتْ لي هِمَّتِي بارْتِحالِيَا
وله:
دَارِ الْبَرِيَّةَ إن تُرِدْ ... شَرَفاً ودَعْ عنك الْحَيَا
إن الرِّياسةَ كاسْمِها ... فاسْمَعْ أوائِلُها رِيَا
ومن مفرداته التي أجراها مجرى الأمثال:
دَارِ الأنامَ صغيرَهم وكبيرَهم ... مَن لم يُدارِ المُشْطَ ينْتِفْ لِحْيَتَهْ
أرْسِلْ إذا أرْسلْتَ خِلاَّ حاذِقاً ... إنَّ الرسولَ تُرْجُمانُ العَقْلِ
يَطِيبُ عَيْشُ المرءِ في حَيِّهِ ... إن ترك التَّدْبيرَ والإخْتيارَا
مَن يتَّبِعْ رَأيَ الأمانِي ... لم يَنْجُ مِن مَطْلِ التَّوانِي
كفَى ناظِراً للعَبْدِ أنَّ عَدُوَّهُ ... يكون على حالٍ بها يَغْضَبُ الرَّبُّ
مَن يَزْنِ في حُلْمٍ يكُنْ جَزاؤُه ... في حُكْمِ أهل الشَّرْعِ يُجْلَد ظِلُّهُ
كلُّ الورى صائدٌ ولكنْ ... يختلفُ الفَخُّ والشِّباكًُ
البَيْعُ بالنَّقْدِ خيرٌ ... وأوَّلُ السَّوْمِ رِبْحُ
كم ناصحٍ وصَف الطريقَ لِمُدلِجٍ ... ويَنامُ عن سَنَنِ الطَّريقِ الواضِحِ
ومن يقعُدْ على طُرُقِ الْقوافِي ... تَمُرُّ عليه قافيةُ الهِجاءِ
لا تكُن مُمْسِكاً حَبابَ رَجاءٍ ... فالأمانِي بَضَائِعُ الْحَمْقَى
ولا خيرَ في مُلْكٍ بغيرِ مُدَبِّرٍ ... تفرَّقت الأغنامُ إذْ ذَهَب الرَّاعِي
تَسْبيحُ عِلْقٍ زارَهُ لائِطٌ ... أبْرَدُ أم سَجَّادةُ الزَّانِيَهْ
كلُّ مَن قَصَّر عَمَّا ... نالَه الناسُ يَعِيبُهْ
ما يطلُب المرءُ بغيرِ حاجةٍ ... تدعُو إليها الحالُ فَقْرٌ حاضِرُ
بلُحومِ الأنامِ مَن يتغَذَّى ... ذاق جُوعاً من النَّدَى والمَعالِي
إذا ما تَّيسعَ الخَرْقُ ... فأعْطِ الثَّوبَ رَافِيهِ
يروغُ في مِشْيةٍ ثَعْلَبٌ ... ولو مَشى في رَبَضٍ خَالِي
إن لم يكُنْ في منزلٍ مُؤْنِسٌ ... ما الفَرْقُ بين البيتِ والقَبْرِ
أيها النَّافخُ يبْغِي أنَّه ... يُطْفِىءُ الشمسَ لقد أتْعَبْتَ فَاكَا
لسانُ كلِّ عاقلٍ في قلبِه ... وقلبُ كلِّ جاهلٍ في فِيهِ
إن نصَحْتَ الصديقَ فانْصَحْه سِرّاً ... كلُّ نُصْحٍ بين المَلاَ تَقْرِيعُ
يا مَن سقَى مِن حَنْظَل عَسَلاً ... أرَقْتَ في غيرِ طائلٍ عَسَلَكْ