للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَن صحِب الدهرَ طُولَ عُمْرِهْ ... لم يَخْلُ من خَيْرِه وشَرِّهْ

إذا كنتَ في بَلْدِةٍ لم تُرِدْ ... مُقامَك فيها فأنتَ الأسيرُ

مَن لا له حَبِيبُ ... فإنَّه غَرِيبُ

خيرُ السِّلاح ما وَقَى ... إن الرشادَ في التُّقَى

إنما أشْتَهي لقاءَ حَبِيبٍ ... أو لبيبٍ يشْفي الفؤادَ كلامُهْ

قيل لا جُهْدَ بَلاءٍ نازلٍ ... مثلُ جارِ السُّوءِ في دارِ المُقامَهْ

مَن يُهْدِ للناسِ ثمارَ الغنَى ... أهْدَوْا إليه ثَمَرَ الشكرِ

إنَّ رِضَا المرءِ على نفسِهِ ... دليلُ سُخْطِ الخَلْقِ والخالقِ

وإذا ما كنتَ يوماً مُخْطِئاً ... فاعْتِرافٌ بالْخَطَا عَيْنُ الرِّضَأ

ربما كان سارقانِ على المْا ... لِ حَفِيظانِ مثلَ رَبِّ المْالِ

مِن أفضلِ التَّصدُّقاتِ بِرَّا ... جُهْدُ مُقِلٍ لفقِيرٍ سَرَّا

لقد قيل إن الكبرَ والعُجْبَ مِحْنَةٌ ... وذاك بَلاءٌ ليس يرحمُ صاحِبَهْ

إذا جاد لْلقوم رَبُّ الطعام ... فماذا يكونُ امْتنانُ الطُّفَيْلِي

قل لِمَن في الخيْر أبْدَى جُهْدَهُ ... الضِّمارُ اليومَ والسَّبْقُ غَدَا

إن لم يكنْ بين القلوبِ تجاوُزٌ ... كان الجِوارُ قَرَابةَ الْحِيطانِ

لا تَصْحبنْ إلاَّ امْرَءاً عاقلاً ... ينفع في الدنيا وفي الآخِرهْ

رحم الله صاحباً لِيَ أهْدَى ... عَيْبَ نَفْسي قد كنتُ لستُ أَراهُ

ومن نوادره منظومته في الأمثال، سماها ريحانة الندمان.

منها:

مَن ينتسِبْ إلى العظيمِ عُظِّمَا ... فالْجَأْ إلى اللهِ تكُن مُكَرَّمَا

تُصانُ عن كَسْرٍ وعن إمَالَهْ ... مُجاوِراً سَعْداً وخيرَ حَالَهْ

ورُبّما يُكْسَر لْلجوارِ ... ويُؤْخَذُ الجارُ بظُلْمِ الْجارِ

في زمن فيه الفُحولُ صَرْعَى ... اسْتَنَّنتِ الفِصالُ حَتَّى القَرْعَى

خُذْ عِظةً من الزمانِ كم وَعَظْ ... إن السعيدَ مَنْ بغيرهِ اتَّعظْ

ليس الغَنِي إلاَّ إذا صَفَا الكَدَرْ ... هل ينظُر الغَرِيقُ في البحرِ الدُّرَرْ

فامْدَدْ على قَدْرِ الكِساءِ رِجْلَكَا ... واقْطَعْ على طُولِ القَوامِ ثَوْبَكَا

قد مات أمْسِ وتقَضَّى أمَدُهْ ... واليومُ في النَّزْع ولم يُولَدْ غَدُهْ

اتْرُكْ فتىً أخلاقُه أخْلاقُ ... دَواءُ ما لا تشْتهي الفِراقُ

كم آلِفٍ مَن لم يكُنْ قَرِينَهْ ... ضَرورةً كصُحْبةِ السَّفِينَهْ

مَن خطب الشَرَّ تزوَّج النَّدَمْ ... ويسْتوِي منه الوجودُ والعَدَمْ

مَن يزْرع العِتابَ يَحْصُدِ الفِراقْ ... وغِيرةُ الْحَمْقاءِ مِفْتاحُ الطَّلاقْ

كم زارع لراقدٍ قد أكَلاَ ... ومُوقدٍ ناراً وغيرُه اصْطَلى

مَنْ مَوْتُه عِتْقٌ من الآفاتِ ... فلْيُؤْثِرِ الموتَ على الحياةِ

ما الخَطْبُ إلاّ للجَلِيلِ طارِقُ ... مِن الأعالي تنزلُ الصَّواعِقُ

مَن لا يَقِيكَ غائباً أُذْناهُ ... ليس تَراكَ شاهداً عَيْناهُ

وَسِّعْ عليك كلَّ شيءٍ يتَّسِعْ ... فإنه مَن صَارعَ الدنيا صُرِعَ

قد يُنبِىءُ اللفظُ عن الضَّميرِ ... واللَّحْظُ عن لَفْظٍ بلا تَعْبِيرِ

مَن نَفْسُه لِذلَّةٍ تُسلِّمُهْ ... لا أكْرَم الرحمنُ مَ، يُكَرِّمُهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>