للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومَن صِرْتُ في مَدْحِي عُلاهُ كأنَّني ... حَمامةُ جَرْعَا فَوْق مَيَّالَةِ المُلْدِ

على أنَّني ما فُهْتُ يوماً لِماجِدٍ ... سِواه بشِعْرٍ لا بقُرْبٍ ولا بُعْدِ

ولكنْ دَعانِي الشَّوقُ لَبَّيْتُ دَاعِياً ... وهذا وما أُخْفِيه بعضُ الذي أُبْدِي

ألِيَّةَ مَحْنِيِّ الضُّلوعِ على الأَسَى ... تَحارُ الأُسَا فيما بَراهُ مِن الوَجْدِ

له زَفَراتٌ من فؤادٍ تضرَّمَتْ ... بها نارُ شَوْقٍ دُونَها النارُ في الوَقْدِ

لأَنْت الذي ما حَلَّ في القلبِ غيرُه ... ولا حَال حالِي فيه عن ذلك الْعَهْدِ

ولم تَرَ عَيْنِي مثلَه بَعْدَه وهل ... يَمِيلُ إلى غَوْرٍ فتىً عاش في نَجْدِ

وأعقبها بنثرٍ، صورته: اللهم إني أسألك بأسرار التنزيل التي فاقت البحر والنهر، ويسرت بمعالم تنزيلها المدارك لتسهيل السبيل كل سؤدد وفخر.

وقضيت بكشف معارفها عن كشاف عوارفها لمن أصبح عادلاً وابن عادل، فما أفتى مفتٍ إلا وانفهق من من قلبه ينبوع الحياة وحصل منه الكمال بكمال الفضائل.

وما أعرب عما أغرب بباسقات تبيانه إلا وكان الدر المنثور، وما أطنب بكل كلامٍ أطيب إلا بفتح الرحمن الكفيل له بتيسير الأمور.

أن تمد حضرة مولانا شيخ الإسلام، الذي أحيى الله تعالى بوجوده مآثر العلماء الأعلام.

نخبة أرباب العلوم، والمحلى لجيد الدهر بقلائد المنثور والمنظوم.

صاحب المقامات الحسنة في ترغيبه وترهيبه من فعله الحسن، بادي الإرشاد بتنبيه الغافلين فيما ظهر وبطن.

فالدرر المنيرة من مواهبه اللدنية، المتفق عند الثقاة على دلائله منهاج التوضيح من فتح رب البرية.

ما اختلف في فضله اثنان، بل ائتلف على حبه كل إنسان.

مرسل أوصافه مسلسلٌ بكل كمال، وحديث أفضاله متصلٌ بالخبر في الغدو والآصال.

ضياء مشكاة أفكاره مشارق الأنوار، ومصابيح آرائه مضيئةٌ بالعشي والإبكار، بتنوير الأبصار والبصائر، المختار من خلاصة أهل العناية فلا أشباه له ولا نظائر.

فالدر والغرر من كنز بحر علمه الرائق، الجامع المحيط بما يقصر عنه نهر الحقائق.

الحائز من البداية أسرار الهداية، صدر الشريعة منشرحٌ بنقاية الوقاية وغاية النهاية.

تنقيح عباراته يبدي درر بحاره، وتوضيح تلويح إشاراته يهدي إلى الإسعاف بمنتقى اللطائف.

مجمع بحري العلم والعمل، ورمز الحقائق الموصل إلى خزانة الفقه بفيض الأزل.

فجامع الفتاوى يضيء من جوهره لبه المنير، وفتاوى ابن نجيمٍ من بياته برسم بنانه الكاشف عن سرة السرير.

منار الدين وصاحب الاستقصاء لفصول البدائع، بحر الأصول في المعقول والمنقول بل جمع الجوامع.

منهاجه قويم، ونهجه مستقيم.

وكيف لا وهو العضد وحاوي التحرير، أبكار أفكاره المستقصر من لب اللباب عند كل خبير.

فالنقود والردود من أبحاثه حاصله، ومرقاة الوصول لذي الأصول واصلة.

صاحب التمهيد والتجريد بالهداية إلى مواقف المقاصد، والمقامات العلية في آداب البحث لذوي العقائد.

فكم له من محاوراتٍ يحصل بها الشفا، لبيان حكمة العين ممن كان في غموضها على شفا.

قوي الطالع سامي العماد، سيدٌ في مطالع السعد على أولي الطوالع الأمجاد.

له المحاكمات الشمسية في تهذيب جميل الفرائد، المنتظمة في سلك تقرير الملخص للفوائد.

ذي المناهج الوافية بتحفة المودود، وطالع نظام السعد الذي هو أسنى المطالب في تحقيق المقصود.

عباراته الشافية مراح الأرواح، المشرقة بسناء الإيجاز التعريف الفائض للمصباح عز الموالي فالمنسوب إليه عزي الأفاضل، الآتي بما لم تأت به الأوائل.

لا غرو أنه مغني اللبيب، وتحفة الغريب.

ألفاظه الكافية في تسهيل الصلاة والعوائد، وموارده الصافية لكل وارد لتحصيل خلاصة القواعد.

ما قطر الندى إلا من بحر علمه البسيط، وجمع جوامع فوائده وافٍ محيط.

المنهل العذب لوارديه، والكافي الشافي لمريدي الارتشاف وطالبيه.

عصام الدنيا والدين، فوائده الضيائية عمدة أهل التمكين.

مجيب الندا لراجي همع عوارفه، ومجلي ظلمات الردى بإشراق نجمه السعيد في سماء معارفه.

عين أنموذج الكمالات، فكم أبدى كل ملحةٍ من عباب فكره الجامع لأشتات المكرمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>