للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعرض لَهُ لمنازله فَعرض بختيشوع الْكتاب على الْمُهْتَدي بعد صَلَاة الْعَتَمَة فَأمر بإحضار سُلَيْمَان بن وهب فِي ذَلِك الْوَقْت فَحَضَرَ وَتقدم إِلَيْهِ بِأَن يكْتب من حَضرته إِلَى سُلَيْمَان بن عبد الله بالإنكار عَلَيْهِ لما اتَّصل بِهِ من وَكيل بختيشوع وَأَن يتَقَدَّم إِلَيْهِ بإعزاز مَنَازِله وأسبابه بأوكد مَا يكون وانفذ الْكتاب من وقته مَعَ أخص خدمه إِلَى مَدِينَة السَّلَام

وَقَالَ بختيشوع للمهتدي فِي آخر من حضر الدَّار يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا اقتصدت وَلَا شربت الدَّوَاء مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة وَقد حكم المنجمون بِأَنِّي أَمُوت فِي هَذِه السّنة

وَلست أغتم لموتي وَإِنَّمَا غمي لمفارقتكم

فَكَلمهُ الْمُهْتَدي بِكَلَام جميل وَقَالَ قَلما يصدق المنجم

فَلَمَّا انْصَرف كَانَ آخر الْعَهْد بِهِ

وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن عَليّ الحصري فِي كتاب نور الطّرف وَنور الظّرْف أَنه تنَازع إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي وبختيشوع الطَّبِيب بَين يَدي أَحْمد ابْن داؤد فِي مجْلِس الحكم فِي عقار بِنَاحِيَة السوَاد فأربى عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم وَأَغْلظ لَهُ فَغَضب لذَلِك أَحْمد بن أبي داؤد وَقَالَ يَا إِبْرَاهِيم إِذا تنازعت فِي مجْلِس الحكم بحضرتنا أمرا فَلْيَكُن قصدك أمما وطريقك نهجا وريحك سَاكِنة وكلامك معتدلا ووف مجَالِس الْخَلِيفَة حُقُوقهَا من التَّوْفِيق والتعظيم والاستطاعة والتوجيه إِلَى الْحق

فَإِن هَذَا أشكل بك وأجمل بمذهبك فِي محتدك وعظيم خطرك

وَلَا تعجلن فَرب العجلة تورث رثيا وَالله يَعْصِمك من الزلل وخطل القَوْل وَالْعَمَل وَيتم نعْمَته عَلَيْك كَمَا أتمهَا على آبَائِك من قبل أَن رَبك عليم حَكِيم

فَقَالَ إِبْرَاهِيم أمرت أصلحك الله بسداد وحضضت على رشاد وَلست بعائد إِلَى مَا يثلم قدري عنْدك ويسقطني من عَيْنك ويخرجني من مِقْدَار الْوَاجِب إِلَى الِاعْتِذَار فها أَنا معتذر إِلَيْك من هَذِه البادرة اعتذار مقرّ بِذَنبِهِ باخع بجرمه لِأَن الْغَضَب لَا يزَال يستفزني بمراده فيردني مثلك بحلمه وَتلك عَادَة الله عنْدك وَعِنْدنَا فِيك وَهُوَ حَسبنَا وَنعم الْوَكِيل

وَقد خلعت حظي من هَذَا الْعقار لبختيشوع

فليت ذَلِك يكون وافيا بِأَرْش الْجِنَايَة عَلَيْهِ وَلنْ يتْلف مَال أَفَادَ موعظة وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق

حدث أَبُو مُحَمَّد بدر بن أبي الْأصْبع الْكَاتِب قَالَ حَدثنِي جدي قَالَ دخلت إِلَى بختيشوع فِي يَوْم شَدِيد الْحر وَهُوَ جَالس فِي مجْلِس مخيش بعدة طاقات من الخيش طاقان ريح بَينهمَا طاق أسود وَفِي وَسطهَا قبَّة عَلَيْهَا جلال من قصب مظهر بدبيقي قد صبغ بِمَاء الْورْد والكافور والصندل

<<  <   >  >>