(بالثلج فِي الصَّيف وَفِي الشتَاء ... يلْتَمس النَّار بِلَا استحياء)
(وَإِن يعزهم أثر ذَا خلال ... قد نسلوا الْحصْر وَلم يبالوا)
(وَبعد هَذَا يحضر النَّبِيذ ... الطّيب الْمُنْتَخب اللذيذ)
(فواحد يَقُول هَذَا خل ... وَآخر ذَا قافز معتل)
(وَثمّ من يسْأَل عَن راووق ... يَقُول لَا بُد من التصفيق)
(وَعند هَذَا تحضر البواطي ... ويمزج النَّبِيذ باحتياط)
(فواحد يَقُول هَذَا صرف ... ويقلب المَاء وَلَا يكف)
(وَآخر يَقُول ذَا ممعود ... فَاجْتَنبُوا المَاء وَلَا تعودوا)
(وَالنَّقْل لَا بُد مَعَ المشموم ... فَغير مهجور وَلَا مسؤوم)
(فَذا لَهُ فِي نَقله اخْتِيَار ... يروقه الريحان وَالْخيَار)
(وَذَا يَقُول الْورْد والتفاح ... أحسن مَا دارت عَلَيْهِ الراح)
(وَإِن خشيت حجَّة المغاني ... وخوفهم من ضَامِن القيان)
(عجل وقشقل لَهُم الدينارا ... فِي الْحَال إِن كنت تخَاف العارا)
(وَرُبمَا قد حَان مِنْهُم شطحه ... تعيش أَن تنعموا بالصبحه)
(وَإِن دَعَوْت الْقَوْم فِي كانون ... لَا بُد من فَحم على كانون)
(يطير مِنْهُ أبدا شرار ... يثبت فِي الْبسط لَهَا آثَار)
(وَيُصْبِح الْبسَاط بعد الجده ... منقطا كشبه جلد الفهده)
(فضلا عَن الكباب والشرائح ... لكل غاد مِنْهُم ورائح)
(واعزل لَهُم عِنْد انْقِضَاء الْبرد ... مراوحا من بعد مَاء الْورْد)
(وللندامى أبدا فنون ... يظهرها الْخمر فتستبين)
(فَمنهمْ من يُورد الاخبارا ... عجبا لَهَا ويؤثر الاكثارا)
(منعما جشعا لَهُ بالمضغ ... وَلَيْسَ فيهم من إِلَيْهِ يصغي)
(ويمسك الدّور وينسى نَفسه ... قد غيب الأدبار عَنهُ حسه)
(وَمِنْهُم من يزن الكلاما ... تراؤسا وَيظْهر إِلَّا عظاما)
(وَمِنْهُم من يظْهر الوضاعه ... تعمدا كي تضحك الْجَمَاعَة)
(وَمِنْهُم من سكره قَبِيح ... لَا يَأْخُذ الدّور وَلَا يروح)
(وَثمّ من يدْخل وَقت السكر ... صَاح ويحصي هفوات الْخمر)
(وَمِنْهُم من فِي يَدَيْهِ خفه ... إِذا رأى شَيْئا مليحا لفه)