ولعظم هذا الكتاب اهتم العلماء به، ويظهر ذلك حينما نرى التزام بعض العلماء بقراءته وتدريسه طوال حياته حتى عرف بقارئ الهداية، ومنهم من انصرف إلى حفظه واستظهاره، واهتمامهم بتأليف شروح له.
من أهم شروح كتاب الهداية وأشهرها:
١ - وقاية الرواية في مسائل الهداية: (وهي مختصر للهداية) للعلامة تاج الشريعة أو برهان الشريعة أو برهان الدين صدر الشريعة الأول عبيد الله بن محمود المحبوبي رحمه الله (ت ٧٤٧ هـ).
٢ - النقاية شرح الوقاية للعلامة عبيدالله بن مسعود بن تاج الشريعة الملقب بصدر الشريعة الأصغر رحمه الله (ت ٧٤٧ هـ).
٣ - فتح باب العناية بشرح النقاية للعلامة علي بن سلطان القاري رحمه الله (ت ١٠١٤ هـ).
٤ - العناية في شرح النقاية للعلامة صالح بن محمد بن عبدالله بن أحمد التمرتاشي الغزي رحمه الله (ت ١٠٥٥ هـ).
٥ - مذيلة الدراية لمقدمة الهداية للشيخ أبي الحسنات محمد عبدالحي بن محمد عبد الحليم اللكنوى الهندي الحنفي الأنصاري رحمه الله المتوفى سنة (١٣٠٤ هـ).
٦ - عمدة الرعاية لحل ما في شرح الهداية للعلامة اللكنوى رحمه الله
(ت ١٣٠٤ هـ).
٧ - العناية للعلامة أكمل الدين محمد بن محمود بن أحمد البابرتى رحمه الله
(ت ٧٨٦ هـ).
٨ - البناية للعلامة بدر الدين محمود بن أحمد العيني رحمه الله (ت ٨٥٥ هـ) وعليه تعليقات للعلامة المولوي محمد عمر الشهير بناصر الدين الرامفوري
رحمه الله.
٩ - فتح القدير للعاجز الفقير على الهداية للعلامة محمد بن عبد الواحد المعروف بالكمال بن الهمام رحمه الله (ت ٨٦١ هـ)، وعليه ذيل بعنوان (نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار) للعلامة شمس أحمد قاضي زاده رحمه الله (ت ٩٨٨ هـ) وله تتمة للعلامة محمد ابن عبدالرحمن الحنفي رحمه الله.
المطلب الأول
أهمية هذا الكتاب
إن أقوى ما يستدل به على أهمية أي كتاب هو اهتمام العلماء واعتناؤهم به، ولا شك أن كتاب "الهداية" قد لقي من الخواص والعوام قبولاً، ومن العلماء والفضلاء اعتناء لا يوجد له مثيل، فمن مظاهر ذلك الاعتناء:
١ - أنهم رووه بالسند عن مؤلفه، وتداولوه رواية، وإجازة، وقراءة، فافتتح كثير من الشراح كالبابرتي (١)، والعيني (٢)، وابن الهمام (٣)، وغيرهم شروحاتهم بذكر أسانيدهم إلى صاحب "الهداية" وقد تقدم في ترجمة الإمام محمد بن عبدالستار الكردري- رحمه الله-، تلميذ صاحب الهداية أنه راوي الكتاب عن مؤلفه.
(١) انظر: العِنَايَة (١/ ٢).
(٢) انظر: البناية (١/ ٢٤).
(٣) انظر: فتح القدير (١/ ٥ - ٧).
