للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سفر الأمة وأم الولد بغير مَحْرم]

(ولا بأس [أن] (١) تسافر الأَمَةُ وأُمُّ الوَلَدِ بغير محرم) (٢) إلى آخره، ذكر في "التتمة": كانت هذه الإباحة في الابتداء أمّا الآن فيكره لهما أيضًا، وأحاله إلى آخر كراهية شيخ الإسلام/، والله أعلم (٣).

[كتاب] (٤) إحياء الموات

[[المقصود بإحياء الموات]]

[مناسبة كتاب إحياء الموات لِمَا قَبْله]

ذكر إحياء الموات بعد الكراهية؛ إما لأن في إحياء الموات مسائل ما يكره وما لا يكره كمسائل الكراهية (٥)، وإمّا لأنّ الإحياء ههنا هو الإحياء صورة لا حقيقة؛ لأنّ المراد منه: هو [التسبُّبَ] (٦) للحياة النامية (٧)، [فكذا] (٨) المراد من [الكراهة] (٩) ما هو قريب إلى الحرمة صورةً لا حقيقة الحرمة التي هي [الكراهية] (١٠) الكاملة الحقيقية (١١).

[[محاسن إحياء الموات]]

ثم محاسن إحياء الموات ظاهرة؛ لأنّ فيه [حسنا] (١٢) أصليًّا إلا عند اقتضاء الحكمة ضدّه كما في ضده وهو إماتة الحي فإن [فيها] (١٣) قبحًا أصلياً إلا عند اقتضاء الحكمة ضدّها، فالاعتبار للأمر الأصلي؛ ولأن في إحياء الموات إنبات أرض هامدة، وإثبات طراوة زائدة، وإصلاح ما أفسده الزمان بمرور الأيّام، والتسبيب للخصب في أقوات الأنام، وعمارة الأرض الغامرة، وتليين ما خشن من الأماكن الواعرة، وإظهار وصف من أوصاف الجنان بحيث تلتذ به أعين الغلمان والقِيَان (١٤) من إجراء الأنهار تحت أشجار النخيل والرُّمَّان متكئين على فرش بطائنها من إستبرق (١٥) وجنى الجنتين دان، فنعيم العاجلة نموذج الآجلة، ولا ينكر حسن صفة الجنان، فكذا حسن ما أشبه بها من العمران، قال أبو نصر/ (١٦): المراد من الحياة ههنا {الحياة} (١٧) النامية، قال الله تعالى: {فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (١٨)، وإنّما سُمِّيَ مواتًا لبطلان الانتفاع بها تشبيهًا بالحيوان إذا مات وبطل الانتفاع به (١٩).


(١) في (ب): (بأن).
(٢) يُنْظَر: بداية المبتدي (ص ٢٢٤).
(٣) يُنظر: فتاوى قاضيخان (٣/ ٣٠٩)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٣٤)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٢٧٦).
(٤) في (أ): (باب).
(٥) يُنْظَر: حاشية الشلبي على تبيين الحقائق (٦/ ٣٤)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٢٧٨)، تكملة فتح القدير (١٠/ ٦٨).
(٦) في (ب): (التسبيب).
(٧) - إحياء الْمَوَاتُ لُغَةً: الْإِحْيَاءُ: جَعْلُ الْشَّيْءِ حَيَّاً، وَالْمَوَاتُ: مَا لَا رُوْحَ فِيْهِ وَلَا حَيَاة. يُنْظَر: مختار الصحاح (ص ٣٠١)، القاموس المحيط (١/ ١٢٧٨).
- إحياء الْمَوَاتُ اصطلاحًا: تعَدَّدَت العبارات فيه، مِنْهَا: ماذكره المؤلف بقوله: التَّسَبُّبُ للحياة النامية، ومنها: التَّسَبُّبُ بِاسْتِصْلَاحِ الْأَرَاضِيْ الْمَوَاتِ وَجَعْلِهَا صَالِحَةً لِلزِّرَاعَةِ. ويُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٢/ ٢٧٨)، رد المحتار على الدر المختار (٦/ ٤٣١).
(٨) في (ب): (فكذلك).
(٩) في (ب): (الكراهية).
(١٠) في (ب): (الكراهة).
(١١) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٢/ ٢٧٨)، العناية شرح الهداية (١٠/ ٦٨).
(١٢) في (أ): (حسَّاً).
(١٣) في (ب): (فيه).
(١٤) القِيَان: جَمْعُ قَيْنَة، وَهِيَ الْأَمَةُ مُغَنِّيَةً كَانَتْ أَوْ غَيْرَ مُغَنِّيَةٍ، وَكَثِيرًا مَا تُطْلق عَلَى الْمُغَنِّية مِنَ الْإِمَاءِ. يُنْظَر: مختار الصحاح (ص ٢٦٤)، النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ١٣٥).
(١٥) إِسْتَبْرَق: لَفْظَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ مُعَرَّبة أَصْلُهَا اسْتَبْرَه، وَهُوَ مَا غَلُظ مِنَ الْحَرِيرِ والإبْرَيْسَم. يُنْظَر: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٤٧)، مختار الصحاح (ص ٣٣).
(١٦) أبو نصر: لم أجد ما يدل عليه تحديدًا، ولعلَّهُ أبو نصر الأقطع صاحب "شرح مختصر القدوري"، وسيأتي الكلام عنه بمشيئة الله تعالى.
(١٧) سقطت من (ب).
(١٨) سورة فاطر الآية (٩).
(١٩) يُنْظَر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٣٤)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٢٧٨)، رد المحتار على الدر المختار (٦/ ٤٣١).