للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وقالا (١): ما زاد على المائتين فزكاته بحسابه) (٢) (٣).

[[الزيادة على النصاب]]

قَلَّت الزيادةُ أو كثرتْ، حتى إذا كانت الزيادةُ درِهما ففيها جزءٌ من أربعين جزءًا من درهم، وهو قولُ عليّ (٤) وابن عُمر (٥) وإبراهيم النُّخعي (٦) -رضي الله عنهم- (٧)، وقال طاوسُ اليماني (٨) -رحمه الله-: لا يجب في الزيادة شيءٌ حتى يبلغ مائتي درهم، فيجب في كل مائتي درهم خمسةُ دراهم (٩)، واشتراطُ النصابِ في الابتداء جوابٌ لإشكالٍ يَرِدُ على التعليل، وهو أنْ يُقال: وإنْ كان شُكرًا لنعِمةِ المال لمَاَ أُشْترِطَ النِّصابُ في الابتداءِ في غيرِ السوائم، ولما أُشْترِطَ في الابتداءِ والانتهاءِ في السَّوائِم، فأجابَ عنه، وهو ظاهرٌ، وتحقيقهُ أنَّ اعتبار النِّصاب في الابتداء لحصولِ الغِنى للمالك به، ففي الزيادة المعتبرة زيادة الغنى، وذلك حاصل بالقليل والكثير، ولِأَنَّ نَصْبَ النِّصابِ لا يكونُ إِلاَّ بالتوقيف، ولم يَشْتَهِر الأثَر باعتبار النِّصَابِ بعَد المائتين، ولِأَنَّ الزَّكَاةَ تشبهُ العُشر؛ لأنَّ الواجب فيهما سَهْمٌ معلوم شائعٌ في الجملةِ من الجيد الجيد، ومن الرديء الرديء، فهذا رُبع الْعُشْرِ وذاك عُشرٌ، ثُمَّ الْعُشْرِ إذا وجبَ في مالٍ كالفصيل كانت الزيادة بحساب ذلك، فكذلك هنا.


(١) هما: مُحَمَّد وأبو يُوسُف. يُنْظَر: اللباب في شرح الكتاب (١/ ١٤٧).
(٢) يُنْظَر: اللباب في شرح الكتاب: (١/ ١٤٧).
(٣) يُنْظَر: الهِدَايَة (١/ ١٠٣).
(٤) هو: علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو الحسن أول الناس إسلاما في قول كثير من أهل العلم ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح فربى في حجر النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يفارقه وشهد معه المشاهد إِلاَّ غزوة تبوك فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى وزوجه بنته فاطمة. يُنْظَر: الإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ٥٦٤).
(٥) هو: عبدالله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوى يأتي نسبه في ترجمة أخيه أبو عبدالرحمن أمه زينب بنت مظعون الجمحية ولد سنة ثلاث من المبعث النبوي فيما جزم به الزبير بن بكار قال هاجر وهو بن عشر سنين وكذا قال الواقدي حيث قال مات سنة أربع وثمانين. يُنْظَر: الإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ١٨١).
(٦) هو: إبراهيم بن زيد بن قيس بن الأسود، أبو عمران النخعي، من مذحج اليمن من أهل الكوفة، ومن كبار التابعين، أدرك بعض متأخري الصحابة، ومن كبار الفقهاء، قال عنه الصفدي: فقيه العراق، أخذ عنه حماد بن أبي سليمان وسماك بن حرب وغيرهما.
يُنْظَر: تذكرة الحفاظ: (١/ ٥٩)، الأَعْلَام للزركلي (١/ ٨٠)، طبقات ابن سعد (٦/ ١٨٨ - ١٩٩).
(٧) يُنْظَر: المَبْسُوط للسَّرَخْسِي (٢/ ٣٤١).
(٨) هو: طاوس بن كيسان اليماني الهمداني، كنيته: أبو عبدالرحمن، أمه من أبناء فارس، وأبوه من النمر بن قاسط مولى بحير الحميري، يروى عن ابن عمر وابن عباس، كان من عباد أهل اليمن ومن فقهائهم ومن سادات التابعين، مات بمكة سنة إحدى ومائة قبل التروية بيوم وقيل: إنه مات سنة ست ومائة، وكان طاوس قد حج أربعين حجة، وكان مستجاب الدعوة فيما قيل.
يُنْظَر: ثقات ابن حبان (٤/ ٣٩١)، التاريخ الكبير (٤/ ٣٦٥)، والجرح والتعديل (٤/ ٥٠٠).
(٩) يُنْظَر: المَبْسُوط للسَّرَخْسِي (٢/ ٣٤١).