للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك إن كان الملك له ولغيره؛ لأنَّ لكلِّ واحد من الشَّريكين أن يوقف دابته في الملك المشترك ويستوي أن يكون نصيبه فيها أقل أو أكثر؛ لأنَّ صاحب الدَّابة فيما جنت الدَّابة [فهي] (١) في هذه الوجوه مسبب وليس بمباشر؛ لأنَّه لم يتصل فعله وثقله بالمتلف حتَّى يكون مباشراً، وإنَّما اتَّصل به أثر فعله بواسطة فعل مختار وهو الدَّابة، وهذا هو حد التَّسبيب (٢) إلا أنَّ المسبِّبَ إنَّما يضمن إذا كان متعدياً ولا يضمن إذا كان غير متعد، وصاحب الدَّابة في إيقاف الدَّابة وتسييرها في ملكه ليس بمتعدٍّ فلا يضمن.

وإن كان صاحب الدَّابة راكباً على الدَّابة والدَّابة تسير إن وطئت (٣) بيدها أو رجلها [يضمن] (٤) وإن كدمت أو نفحت بيدها أو رجلها أو ضربت بذنبها فلا ضمان؛ لأنَّ في الوجه الأوَّل صاحب الدَّابة مباشر للإتلاف؛ لأنَّ ثِقَله وثِقَل (٥) الدَّابة اتصل بالمتلف فكأنهما وطئاه جميعًا، ولهذا يجب على الرَّاكب الكفَّارة إذا وطئت الدَّابة بيدها أو رجلها ويحرم عن الميراث والمباشر ضامن سواء كان متعدِّياً أو لم يكن.

أمَّا إذا لم يكن صاحب الدَّابة راكباً عليها بل كان سائقاً أو قائدًا [لها] (٦) فصاحب الدَّابة مسبِّب؛ لأنَّه لم يتَّصل ثقله بالمتلف والمسبب إنما يضمن إذا كان متعدياً وهو ليس بمتعدٍّ بتسيير الدَّابة في ملكه.

[[جناية الدابة في ملك غير صاحبها]]

وأمَّا إذا كانت جناية الدَّابة في ملك غير صاحب الدَّابة فهذا على وجهين:

إمَّا إن دخلت في ملك الغير بغير إذن المالك من غير إدخال صاحبها بأن كانت منفلتة وفي هذا الوجه لا ضمان على صاحبها.

وأمّا إذا دخلت بإدخال صاحبها وفي هذا الوجه صاحب الدَّابة ضامن في الوجوه كلها سواء كانت واقفة أو سائرة وسواء كان صاحبها معها يسوقها أو يقودها أو كان راكباً عليها أو لم يكن معها؛ لأنَّ صاحب الدَّابة في بعضها مباشر وفي بعضها مسبب متعدٍّ إذ ليس له إيقاف الدَّابة وتسييرها في ملك الغير بغير إذن المالك.

وأمَّا إذا كانت جناية الدَّابة في طريق المسلمين أوقفها صاحبها فصاحب الدَّابة ضامن لما تلف بفعل الدَّابة في الوجوه كلها؛ لأنَّ بإيقاف الدَّابة على الطَّريق صار سبباً (٧) للتَّلف وهو متعدٍّ في هذا التَّسبيب إذ ليس له [شغل] (٨) طريق المسلمين بإيقاف الدَّابة فيه؛ لأنَّ الطَّريق للسُّلوك والسير لا للإيقاف.


(١) سقط في (ب)، والكلام لا يستقيم بها.
(٢) وفي (ب) (السبب).
(٣) وفي (ب) (وطأت).
(٤) سقط في (ب).
(٥) وفي (ب) (ثقل).
(٦) زيادة في (ب).
(٧) وفي (ب) (مسببا).
(٨) سقط في (ب).