للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم حج المرأة من غير محرم أو زوج وبعض أحكامها الفقهية]

الحجّ أو (١) لأدائه، بعضهم جعلها شرطًا للوجوب، وبعضهم شرطًا للأداء وهو الصحيح (٢)، وثُمَّرة الاختلاف فيما إذا مات قبل الحجّ، فعلى قول الأولين لا يلزمه الوصية، وعلى قول الآخرين يلزمه، وكذا في «الجامع الصغير» (٣) لقاضي خان، وفرق في «الإيضاح» (٤) على قول البعض بين الزاد والراحلة وبين أمن الطريق من حيث إن الزاد والراحلة شرط الوجوب إجماعًا بخلاف أمن الطريق، فإنه شرط الأداء دون الوجوب على قول ذلك البعض فقال هو أن التمكن بالزاد والراحلة/ يتحقق [بها الاستطاعة] (٥)، فإذا عدما (٦) لم تثبت الاستطاعة، فأما خوف الطريق يعجزه عن الأداء بمعارض ومانع، فلا ينعدم به الاستطاعة اُعتبر هذا بالمحسوسات، فإن القيد الممنوع عن الشيء لا يكون نظير المريض الذي لا يقدر.

(ويعتبرُ في المرأةِ أنْ يكونَ لها محرمٌ تحجُ به أو زوج). (٧)

لشابة كانت أو عجوز، وصفة المحرم كل من لا يجوز مناكحتها على التأبيد (٨) برضاع، أو قرابة، أو صهرية؛ لأن الحرمة تزيل التهمة، والحر والعبد والذمي سواء.

(إلا أنْ يكونَ مجوسيًّا) (٩) يعتقد إباحة مناكحتها، فلا تسافر معه، وإن لم يكن لها محرم، لا يجب عليها أن تتزوج ليحج بها، كما لا يجب على الفقير اكتساب المال لأجل الحجّ كذا في فتاوى قاضي خان والولوالجي (١٠).


(١) في (ج): أم.
(٢) عبارة: «وهو الصحيح» مصطلح عند الحنفية يستعمل للترجيح بين الأقوال، وهو يشعر بأن بقية الأقوال ضعيفة؛ لأن مقابل الصحيح هو الفاسد، فيتعين العمل بالصحيح، وتُترك الأقوال الباقية.
انظر: الكواشف الجلية (٧٢).
(٣) انظر: العناية شرح الهداية (٢/ ٤١٩).
(٤) انظر: بدائع الصنائع (٢/ ١٢٤).
(٥) أثبته من (ج).
(٦) فاذا عدم الزاد أو الراحلة لم تثبت الاستطاعة.
انظر محمد بن أبي بكر ناصر الدين، الاتحاف بحديث فضل الانصاف، تحقيق محمود بن محمد الحداد، نشر دار العاصمة الرياض، ١٤٠٧، (٢٧٩)
(٧) انظر: بداية المبتدي (١/ ٤٣).
(٨) التأبيد: أي بدية التحريم لمناكحة المرأة وفق الشرع.
انظر: الإتحاف بحديث فضل الإنصاف، (ص/ ٢٧٥)
(٩) المجوس: من جوس و الجَوْسُ مصدر جاسَ جَوْساً وجَوَساناً تردّد وفي التنزيل العزيز {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} أَي تردّدوا بينها للغارة وهو الجَوَسانُ وقال الفراء: قتلوكم بين بيوتكم قال وجاسُوا وحاسُوا بمعنى واحد يذهبون ويجيئون وقال الزجاج فجاسوا خلال الديار أَي فطافوا في خلال الديار ينظرون هل بقي أَحد لم يقتلوه وفي الصحاح: جاسوا خلال الديار أَي تخللوها فطلبوا ما فيها.
انظر: لسان العرب (٦/ ١١٣٢) والمجوسي منسوب إلى المجوسية، وهم قوم يعبدون النار، والشمس، والقمر، وهم في الأشهر كان مقرهم بلاد فارس قبل الإسلام.
انظر: معجم لغة الفقهاء (ص/ ٣٧٧).
(١٠) انظر: الفتاوى الولوالجية (ص/ ٢٥٤).