للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[لا ينجبر نقصان الظبية إذا أخرجت من الحرم بقيمة ولدها]]

(كما في ولد الظَّبْيَة) يعني: أن المُحْرِم أو الحلال إذا أخرج الظَّبْيَة من الحرم فولدت ولدًا فانتقصت قيمة الظبية بسبب الولادة، وقيمة ولدها يساوي ذلك النقصان، فهناك لا ينجبر ذلك النقصان بقيمة الولد، بل يجب ضمان النقصان مع وجوب رد الظبية وولدها إلى الحرم (أو ماتت الأم) أي: (بسبب الولادة)، هكذا نَصّ في «الأسرار» (١) و «الإيضاح» (٢).

[[لا تنجبر القيمة في جز الصوف وقطع الشجر وخصي العبد]]

(وبالولد وفاء) أي: وبقيمة الولد وفاء (وكما إذا جزَّ صوف شاة، أو قطع قوائم شجر غيره) يعني: إذا جزّ صوف شاة غيره، ثم نَبَتَ مكانه صوف أجزأ، وقطع قوائم شجر إنسان، ثم نبتت قوائم أخرى فإن فيهما لا ينجبر ما نقص بما نبت (٣) (أو خَصَى (٤) عبد غيره) يعني: في خِصاء عبد غيره قَطع جزء منه، وهو نقصان فيه من حيث فوات الحر، ولكن ازدادت قيمته بسبب الخصاء فللمالك أن يُضَمِّنه نقصان الخصية، أي: اعتبارًا بما لم تردد قيمته تقديرًا، ولا ينجبر ذلك النقصان بازدياد قيمته [كما تزداد قيمة] (٥) الخصيان (٦) (٧).

[[سبب النقصان هو العلوق]]

(أو علَّمه الحِرْفة) يعني: علمه الحرفة (فأضناه (٨) التعليم) فلا ينجبر النقصان مما أضناه التعليم بما ازدادت قيمته بسبب علم (٩) الحرفة، (ولنا: أن سبب الزيادة والنقصان واحد)؛ فلا يكون نقصانًا؛ (لأن السبب الواحد لمَّا أثَّر في الزيادة والنقصان كانت الزيادة خلفًا عن النقصان، كالبيع لمَّا أزال المبيع أَدخل الثمن في ملكه، فكان الثمن خلفًا عن ماليَّة المبيع لاتحاد السبب، حتى أن الشاهدين لو شهدا على رجل ببيع شيء بمثل قيمته- فقضى القاضي له (١٠) -، ثم رجَعَا لم يَضْمنا شيئًا، وكذلك الأرش المؤدي بمقابلة اليد المقطوعة- أوجب انعدام النقصان حكمًا- لاتحاد السبب، فكما ينعدم النقصان إذا رُدَّ ذلك الجزء بعينه؛ فإن غَصَبَه بقرة فقطع جزءًا منها؛ ثم ردّ ذلك الجزء مع الأصل (١١)، فكذلك ينعدم النقصان بردّ الخَلَف؛ لأنّ الخَلَف عن الشيء يقوم مقامه عند فواته)، كذا في «المبسوط» (١٢).


(١) للدبوسي (٣/ ١٥٧).
(٢) سقطت في (أ). انظر: العناية شرح الهداية (٩/ ٣٥١).
(٣) انظر: الأسرار للدبوسي (٣/ ١٥٠)، العناية شرح الهداية (٩/ ٣٥١).
(٤) الخِصاء: نزع الخصيتين. فتح القدير (٦/ ٥٩)، أنيس الفقهاء (ص: ٥٩).
(٥) سقطت في (ع).
(٦) الْخُصْيَانِ: الْجِلْدَتَانِ اللَّتَانِ فِيهِمَا الْبَيْضَتَانِ. مختار الصحاح مادة (خ ص ي) (ص: ٩٢).
(٧) انظر: البناية شرح الهداية (١١/ ٢٤٣)، تبيين الحقائق (٥/ ٢٣٢).
(٨) أَضْناه: أدنفَه وأثقله. الصحاح مادة (ض ن ا) (٦/ ٢٤١٠).
(٩) في (أ): (علة) وما أثبت هو الصحيح. انظر: العناية شرح الهداية (٩/ ٣٥١).
(١٠) في (ع): (به).
(١١) سقطت في (أ).
(١٢) للسرخسي (١١/ ٥٩).