للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[من غصب جلد ميتة]]

(القَرَظ) بفتحتين وَرَقُ السَّلَمِ يُدْبَغُ بِهِ، وَمِنْهُ أَدِيمٌ مَقْروظ (١)، وبالفارسية (برغنج) (والْعَفْصُ) (٢) (مازر) (ويأخذ الجلد ويعطي ما زاد الدباغ فيه) (٣) على بناء الفاعل أي: المالك يأخذ ويعطي، فإن قيل: إذا لم يكن لجلد الميتة قيمةٌ بماذا يُعرف قيمة ما زاد الدباغ فيه؟ قلنا: (أن يَنظر إلى هذا الجلد لو كان ذكيًا) إلى آخره، وهو المذكور في الكتاب (٤) قال القدوري- رحمه الله- في كتابه (٥): إنما يكون لصاحب الجلد إذا أخذ الدَّبَّاغُ الجلد من منزله، فأمّا إذا ألقى صاحبه في الطريق فأخذ رجل جلدها ودبغه فليس للمالك أن يأخذ الجلد، وعن أبي يوسف (٦) - رحمه الله- أن له أن يأخذ في هذه الصورة أيضًا، كذا في «الذخيرة» (٧).

[[من استهلك جلد الميتة]]

(وقالا: يضمن الجلد مدبوغًا، ويعطي ما زاد الدباغ فيه) على بناء المفعول أي: ويعطي ما زاد الدباغ فيه على بناء المفعول أي: يعطي الذي دبغه ثم استهلكه هذا محمول على اختلاف جِنس ما ضمن، وما أعطى على ما ذكر في الكتاب (٨)، (ولو هلك) أي: كل

[[من استهلك الخل]]

واحد من الخل (٩) والجلد المدبوغ وقوله (أمّا الخل فلأنه لمَّا بقي على ملك مالكه) إلى آخره دليل صورة الاستهلاك بالضمان أو عدم الضمان على ما اختلفوا (١٠)، ولم يذكر الدليل لقوله:

[[لا ضمان على الغاصب إذا هلك الجلد أو الخل في يده]]

(ولو هلك في يده لا يضمن بالإجماع (١١) لأن دليله ظاهر، وهو أنه لو ضمن لا يخلو إما أن يضمن قيمته يوم الغصب أو يوم الهلاك، ولا وجه لضمان قيمته يوم الغصب؛ لأنه لم يكن لكل واحد من الخمر، وجلد الميتة قيمة يوم الغصب/، ولا وجه لضمان قيمته يوم الهلاك أيضًا؛ لأنه لم يوجد منه فعل في هلاكه، والضمان لا يجب إلا بفعل موصوف بالتعدي.


(١) انظر: الصحاح مادة (ق ر ظ) (٣/ ١١٧٧)، المغرب مادة (ق ر ظ) (ص: ٣٧٩)، لسان العرب (٧/ ٤٥٤).
(٢) الْعَفْصُ: الذي يتخذ منه الحبر مُوَلَّدٌ وليس من كلام أهل البادية. الصحاح مادة (ع ف ص) (٣/ ١٠٤٥).
(٣) انظر: المبسوط للشيباني (١٢/ ١٤٠)، الجامع الصغير وشرحه النافع الكبير (ص: ٤٦٨).
(٤) انظر: الهداية (٤/ ٣٠٥).
(٥) انظر: العناية شرح الهداية (٩/ ٣٦٣)، درر الحكام (٢/ ٢٦٨).
(٦) انظر: البناية شرح الهداية (٧/ ٣٣٠).
(٧) انظر: المحيط البرهاني (٥/ ٤٧٣).
(٨) انظر: بداية المبتدي (ص: ٢٠٧).
(٩) الْخَلُّ: مَا حَمُضَ مِنْ عَصِيرِ الْعِنَبِ. المغرب مادة (خ ل ل) (ص: ١٥٣).
(١٠) انظر: العناية شرح الهداية (٩/ ٣٦٢)، البحر الرائق (٨/ ١٤١).
(١١) انظر: فتح القدير (٩/ ٣٦٣)، العناية شرح الهداية (٩/ ٣٦٣).