للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يده ويد الملتقط على اللقيط ثابتة من وجه دون وجه؛ لأنها ثابتة حقيقة وليست بثابتة حكمًا؛ لأن الملتقِط أمين في اللقيط، ويد الأمين في الحكم يد غيره فإذا كانت ثابتة من وجه دون وجه لم تصح الدعوى مع الشك ومتى لم يعرف له لقيط فيد ذي اليد عليه ثابتة من كل وجه؛ لأنها ثابتة حقيقة وحكمًا أن يده عليه ليست يد غيره فتصح الدعوى، فإن قيل: وجب أن لا يصدق في دعوى الرّق؛ لأن الحرية ثابتة بالأصل؛ لأن الناس بأسرهم أحرار في الأصل لأنهم أولاد آدم وحواء ومهما كانا حُرّين وكان ما يدعيه من الرق أمرًا عارضًا فلا يقبل قوله إلا بحجة. قلنا: ما هو الأصل إذا اعترض عليه ما يدل على خلافه؟ يبطل ذلك الأصل، واليد على من هذا شأنه دليل على خلاف ذلك الأصل لأنها دليل الملك فيبطل بذلك الأصل، كذا في الفوائد الظهيرية (١) (٢).

[تعريف الهرادي]

الهرادي: جمع الهردية، بالفارسية وَرّدك، وفي المغْرب (٣): الهردية (٤) عن الليث (٥) قَصَبَاتٌ


(١) يُنْظَر: البناية شرح الهداية ٩/ ٤٠٨.
(٢) كتاب الفَوَائِد الظَّهِيرِيَّة: هو فوائد على الجامع الصغير للحسام الشهيد سمّاها الفَوَائِد الظَّهِيرِيَّة في الفقه، وهو لظهير الدين أبي بكر مُحَمَّد بن أحمد القاضي الفقيه الأصولي، (ت ٦١٩ هـ). يُنْظَر: الجواهر المضيَّة (٢/ ٢٠)، معجم المؤلفين (٨/ ٣٠٣).
(٣) كتاب المغْرِب في ترتيب المعرب: لأبي الفتح ناصر الدين بن عبد السيد بن علي بن المطرز حقق الْكِتَاب محمود فاخوري وعبد الحميد مختار وطبعته مكتبة أسامة بن زيد في سوريا يقول في مقدمة الْكِتَاب ترجمتُه بكتاب "المغْرِب في ترتيب المعْرب" لغرابة تصنيفه ورصانة ترصيفه. يُنْظَر: معجم المؤلفين ١٣/ ٧١، تاج التراجم (ص: ٣٠٩).
(٤) يُنْظَر: المغرب ١/ ١١٠.
(٥) هو: الليث بن سعد عبد الرحمن الفهميّ إمام أهل مصر في عصره، حديثًا وفقهًا كان حنفي المذهب قال الشافعي رحمه الله تعالى الليث كان أفقه من مالك، أصله من خراسان، ومولده في قلقشندة، ووفاته في مصر بالقرافة الصغرى. سنة ١٧٥ هـ يُنْظَر: الجواهر المضيئة ١/ ٤١٦، تاريخ دمشق ٥٠/ ٣٤١.