للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[المراد بالخليطين، وحكمه]]

(ولا بأس بالخليطين) (١) وهو أن يجمع بين {ماء التمر و} (٢) ماء الزبيب ويُطبخ أدنى طبخةٍ ويُترك إلى أن يغلي ويشتد، كذا في "الأوضح" (٣).

[[المراد بالعجوة]]

[الْعَجْوَة (٤) (٥): التّمر الذي [يغيب] (٦) فيه الضِّرْس لجودته (٧).

[[الهدف من النهي عن الخليطين]]

(محمول على حالة الشدّة) (٨) أي: العُسْرَة والقَحْط، يعني أن النهي محمولٌ على أنّ الجمع كان بين التمر والزّبيب في سنة القَحْطِ، فاستُحِب أن لا يجمع إنسان بين النعمتين، بل يأكل أَحَدَهُما ويُؤْثِر بالآخر على جاره، حتى لا يشبع هو وجارُه جائع، وما روينا من الإباحة محمول على حالة/ السّعة بين النّاس، حيث أباح الجمع بين النّعمتين، [هكذا] (٩) رُوِيَ عن [إبراهيم] (١٠) النَّخعي/ (١١) (١٢)، كذا في "مبسوط شيخ الإسلام"/ (١٣).


(١) يُنْظَر: بداية المبتدي (ص ٢٢٧).
(٢) سقطت من (أ).
(٣) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (٢٤/ ٥)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٣٧٢)، اللباب في شرح الكتاب (٣/ ٢١٥).
(٤) الْعَجْوَة: اخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُ أَهْلِ اللُّغَةِ فِي تَوْصِيْفِهِ، قَالَ ابْنُ الْأَثِيْر: نَوْعٌ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينةِ، أَكْبَرُ مِن الصَّيْحَانِيِّ، يَضْرِبُ إِلَى السَّوَادِ مِنْ غَرْسِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ضَرْبٌ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ بِالْمَدِيْنَةِ، وَنَخْلَتُهَا تُسَمَّى لِينَةً، وَقِيْلَ غَيْرَ ذَلِكَ. يُنْظَر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ١٨٨)، الصحاح للجوهري (٦/ ٢٤١٩).
(٥) في (ب): (والعجوة).
(٦) في (أ): (يثبت).
(٧) يُنْظَر: الجيم لأبي عمرو الشيباني (٣/ ٨٢).
(٨) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٣١).
(٩) في (ب): (كذا).
(١٠) في (أ): (ابن إبراهيم).
(١١) ابراهيم النخعي: هو أبو عمران، إبراهيم بن يزيد بن قيس، النخعي، الكوفي، اليماني، الإمام، الحافظ، فقيه العراق روى عن: خاله الأسود بن يزيد، ومسروق، وعلقمة بن قيس، وعبيدة السلماني، وخَلْقٌ غيرهم، وروى عنه: الحكم بن عتيبة، وعمرو بن مرة، وحماد بن أبي سليمان، وسماك بن حرب، وغيرهم كثير، وكان بصيراً بعلم ابن مسعود، واسع الرواية، فقيه النفس، كبير الشأن، متوقِّياً، قليل التكلُّف، كثير المحاسن، وصفه بعضهم: بصيرفي الحديث، تُوُفِّيَ سنة ٩٦ هـ، وعُمُرُه ٤٩ سَنَةً على الصحيح. يُنْظَر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٢٠)، الوافي بالوفيات للصفدي (٦/ ١٠٨).
(١٢) قال الزيلعي في "نصب الراية": قُلْت: الْمُرَادُ بِالشِّدَّةِ هُنَا الْقَحْطُ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ فِي كِتَابِ "الْآثَارِ" أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ، قَالَ: لَا بَأْسَ بِنَبِيذِ خَلِيطِ التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، وَإِنَّمَا كُرِهَا لِشِدَّةِ الْعَيْشِ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ، كَمَا كُرِهَ السَّمْنُ وَاللَّحْمُ، وَكَمَا كُرِهَ الْإِقْرَانُ، فَأَمَّا إذَا وَسَّعَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَلَا بَأْسَ بِهِ، انْتَهَى. يُنْظَر: نصب الراية للزيلعي (٤/ ٣٠١).
- وقد بحثت عنه في كتاب "الآثار" لمحمد بن الحسن وغيره فلم أجده.
(١٣) يُنْظَر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ٤٦)، المبسوط للسرخسي (٢٤/ ٥)، العناية شرح الهداية (١٠/ ١٠١).