للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قَوْلُهُ -رحمه الله-: ([ثُمَّ] (١) هُوَ حُجَّةٌ عَلَى الشَّافِعِيِّ (٢) -رحمه الله- فِي قَوْلِهِ [إِنَّهَا] (٣) فُرَادَى).

وَاسْتَدَلَّ هُوَ بِحَدِيثِ أَنَسٍ -رضي الله عنه- «أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ بِلَالًا، أَنْ يَشْفَعَ الْأَذَانَ، وَيُوتِرَ الْإِقَامَةَ» (٤)، وَلَنَا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ؛ كَمَا بَيَّنَّا، وَمَرَّ عَلِيٌّ -رضي الله عنه- بِمُؤَذِّنٍ يُوتِرُ الْإِقَامَةَ؛ فَقَالَ: اشْفَعْهَا لَا أُمَّ لَكَ (٥).

وَمَعْنَى حَدِيثِ أَنَسٍ -رضي الله عنه-: «أَنَّهُ -صلى الله عليه وسلم- أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُؤَذِّنَ بِصَوْتَيْنِ وَيُقِيمُ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ» بِدَلِيلِ أَنَّ فِي الْإِقَامَةِ قَوْلَ (٦) قَدِ قَامَتِ الصَّلَاةُ؛ وَهُوَ مَشْفُوعٌ كَلِمَةً مَوْتُرٌ صَوْتًا (٧) كَذَا فِي "الأسرار"، وَ"الْمَبْسُوطِ" (٨).

[سُنَنُ الْأَذَانِ]

وامَّا بَيَانُ سُنَّتِهِ، فَهُوَ قَوْلُهُ -رحمه الله-: (وَيَتَرَسَّلُ فِي الْأَذَانِ، وَيَحْدُرُ فِي الْإِقَامَةِ).

(لَمَّا أَنَّ السُّنَنَ فِيهِ نَوْعَانِ: أَحَدُهُمَا يَرْجَعُ إِلَى نَفْسِ الْأَذَانِ، وَالثَّانِي يَرْجِعُ إِلَى صِفَاتِ الْمُؤَذِّنِ أَمَّا السُّنَنُ؛ الَّتِي تَرْجِعُ إِلَى نَفْسِ الْأَذَانِ، هِيَ أَنْ يَأْتِيَ بِالْأَذَانِ، وَالْإِقَامَةِ، جَهْرًا رَافِعًا بِهِمَا صَوْتَهُ؛ إِلَّا أَنَّ الْإِقَامَةَ أَخْفَضُ مِنْهَا، وَمِنْهَا أَنْ يُفْصَلَ بَيْنَ كَلِمَتَيِ الْأَذَانِ؛ بِسَكْتَةٍ، وَيُطَوِّلُهَا مِنْ غَيْرِ تَطْرِيبٍ؛ وَهُوَ/ الْمُرَادُ بِالتَّرَسُّلِ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: عَلَى رَسْلِكَ (٩).


(١) ما بين القوسين زيادة من (ب).
(٢) ينظر: "مختصر البويطي" (ص ١٢٥)، و"مختصر المزني" (ص ٢٢).
(٣) في (ب): (إنها).
(٤) أخرجه البخاري في "صحيحه" (١/ ١٢٤)، في كتاب الأذان، باب بدء الأذان، حديث رقم (٦٠٣) و أخرجه مسلم في "صحيحه" (١/ ٢٨٦)، في كتاب الصلاة، باب الأمر بشفع الأذان وإيتار الإقامة، حديث رقم (٣٧٨).
(٥) ينظر "المبسوط" للسرخسي (١/ ١٢٩)، "العناية شرح الهداية" للبابرتي (١/ ٢٤٤)، "عمدة القاري شرح صحيح البخاري" للعيني (٥/ ١٠٤)
(٦) في (ب): (قوله).
(٧) في (ب): (توتر ثبوتا).
(٨) "المبسوط" للسرخسي (١/ ١٢٩)
(٩) والرِّسْلُ بِالْكَسْرِ: الْهِينَةُ وَالتَّأَنِّي. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ افْعَلْ كَذَا وَكَذَا عَلَى رِسْلِكَ بِالْكَسْرِ: أَيِ اتَّئد فِيهِ، كَمَا يُقَالُ عَلَى هِينَتِك. "النهاية في غريب الحديث والأثر لإبن الأثير" (٢/ ٢٢٢).