للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر أبو علي الدقاق الخضرة نوع من الكدرة.

والجواب فيها على الاختلاف الذي بينا.

-وأما التربية فهو ما يكون لونه كلون التراب وهي نوع من الكدرة. وقد روي عن أم عطية-رضي الله عنها- (١) وكانت غزت مع رسول الله-عليه السلام-ثنتي عشرة غزوة قالت: (كنا نعد الترّبيّة حيضًا). التربية على النسبة إلى الترب بمعنى التراب (٢).

وروي: الترئتة بوزن التّريعة، والترئيُّة بوزن التّرعية، وهي لون خفي يسير أقل من صفرة وكدرة، وقيل: من الرئية (٣)؛ لأنها على لونها وكل ذلك من الحيض لقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} [البقرة: ٢٢٢] وجميع هذه الألوان في حكم الأذى سواء.

[أوان الحيض]

وروي أن النساء [كن] (٤) يبعثن [الكراسف] (٥) إلى عائشة -رضي الله عنها- لتنظر إليها فإذا رأت كدرة قالت: (لا حتى ترين القصة البيضاء) (٦). قيل: هي شيء يخرج من أقبال النساء بعد انقطاع الدم شبه الخيط الأبيض (٧)، وقيل: حتى تخرج الخرقة كالجص الأبيض فإن القصة هي الحيض وفي الحيض العمادي (٨) ويعتبر اللون حين ترفع الخرقة وهي طرية لا بعد ما تجف؛ لأن اللون يتغير بالأسباب.


(١) أم عطية الأنصارية اسمها نسيبة -بنون وسين مهملة وباء موحدة مصغر- وقيل: -بفتح النون وكسر السين- معروفة باسمها وكنيتها وهي بنت الحارث وقيل: غير ذلك. انظر: الاستيعاب (٤/ ١٩٤٧)، الإصابة (٨/ ٢٦١).
(٢) لم أجده بهذا اللفظ، ولكن، رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (١/ ٩٠)، برقم (٩٩٨)، قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي رائدة، عن هشام، عن حفصة، عن أم عطية قالت «كنا لا نرى التَّريَّة شيئًا» ورواه الدارمي في سننه (١/ ٦٣٤) برقم (٨٩٣) بلفظ «كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئًا» قال المحقق الدارمي: حسين الدارني -إسناده صحيح-.
(٣) ولعلها «التريَّةُ: ما تراه المرأة من الحيض صفرة أو غيرها. انظر: مجمل اللغة لابن فارس (١/ ٤٠٤)، مقاييس اللغة (٢/ ٤٧٣).
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) في (ب): «الكرسف» وهو القطن. انظر: الصحاح (٤/ ١٤٢١) المعجم الوسيط (٢/ ٧٨٣) المغرب (٢/ ٢١٦) مادة [كرسف].
(٦) رواه البخاري في صحيحه (١/ ٧١) كتاب الطهارة، باب إقبال المحيض وإدباره، قال: وكن نساءٌ يبعثن إلى عائشة -رضي الله عنها- بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة، فتقول: «لا تَعْجلنَّ حتى تَرينَّ القَصَّة البيضَاء» تريد بذلك الطهر من الحيضة قال الألباني: في إرواء الغليل (١/ ٢١٩) برقم (١٩٨) «هذا الحديث علقه البخاري (١/ ٣٥٦، فتح)» أ هـ. ورواه مالك في الموطأ (١/ ١٠٤) برقم (١٥٠) عن علقمة عن أمه أن النساء كن يرسلن بالدرجة فيها الشيء من الصفرة إلى عائشة فتقول: «لا تَعْجلنَّ حتى تَرينَّ القَصَّة البيضَاء» قال الألباني: صحيح مختصر إرواء الغليل (١/ ٤٠) برقم (١٩٨).
(٧) القصة البيضاء: ماء أبيض يدفعه الرحم عند انقطاع الحيض. انظر: الزرقاني (١/ ١٧١)، المحكم والمحيط الأعظم (٦/ ١٠٣).
(٨) لعله كتاب «الحيض» للقاضي: عماد الدين، كشف الظنون (٢/ ١٤١٤) أو كتاب «الحيض العمادي» لشمس الدين محمد بن محمد بن العمادي الكردري (ت ٦٤٢ هـ).