للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقال في جوابه بوجهين:

أحدهما: أنَّه صَحَّح الشبهة فقال: نعم كذلك تلك الرواية أعني رواية الخلاف غير صحيحة بل الصَّحيح رواية كتاب المعاقل والخلاف (١) بينهم ليس بثابت بل هذه الأنواع أي: (٢) البقر والغنم [والحُلَل] (٣) في الدية من الأصول المقدَّرة.

والثَّاني: أنَّه لم يصحِّح الشبهة وقال: الخلاف فيها ثابت كما هو المذكور في الكتاب وما ذكر في كتاب المعاقل محمول على قولهما (٤).

[[دية المرأة]]

(وَقَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: مَا دُونَ الثُّلُثِ (٥) أي: ثلث الدية.

والصَّواب أن يقال: وقال الشَّافعي الثلث وما دونه (لا يُتَنَصَّفُ (٦) (٧) وذكر في ديات «المبسوط» وكان زيد بن ثابت -رضي الله عنه- يقول: «أنها تُعاقل الرجل إلى ثلث ديتها» (٨) يعني: إذا كان الأرش بقدر ثلث الدية أو دون ذلك فالرجل والمرأة فيه سواء فإن زاد على الثلث فحينئذ حالها فيه على النِّصف من حال الرجل (٩).

وبيانه فيما حُكي عن ربيعة (١٠) قال: قلت لسعيد بن المسيب (١١): ما تقول فيمن قطع أصبع


(١) وفي (ب) (بالخلاف).
(٢) وفي (ب) (أعني).
(٣) زيادة في (ب).
(٤) قال الإمام القدوري: ولا تثبت الدية إلا من هذه الأنواع الثلاثة عند أبي حنيفة. وقال أبو يوسف ومحمد: منها، ومن البقر: مائتا بقرة، ومن الغنم: ألفا شاة، ومن الحُلل: مائتا حلة، كل حلة ثوبان. يُنْظَر: مختصر القدوري (٢٨٦، ٢٨٧)، الهداية شرح البداية (٤/ ١٧٨).
(٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٧٨).
(٦) الهداية شرح البداية (٤/ ١٧٨).
(٧) مذهب الشافعية: أن دية المرأة نصف دية الرجل، ودية أطرافها أو جروحها نصف ذلك من الرجل. وفي القديم قول- وهو ما أشار إليه- أنها تساوي الرجل في الأطراف إلى الثلث، فإذا زاد الواجب عن الثلث، صارت إلى النصف. يُنْظَر: الوسيط (٦/ ٣٣٠)، روضة الطالبين (٩/ ٢٥٧).
(٨) ذكره الإمام الشافعي في الأم (٧/ ٣١٢)، في (كتاب الرد على محمد بن الحسن)، في (باب عقل المرأة)، عن زَيدِ بن ثَابتٍ: «أنَّ المَرْأَةَ تعَاقِلُ الرَّجلَ إلى ثلُثِ ديَةِ الرَّجلِ ثمَّ تَكونُ على النّصْفِ من عَقْلهِ».
(٩) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٥/ ٢٥٦).
(١٠) أبو عثمان ربيعة بن أبي عبدالرحمن فروخ وهو مولى تيم بن مرة، ويعرف بربيعة الرأي لعلمه به وكان عارفا بالسنة، وأدرك من الصحابة أنس بن مالك والسائب بن يزيد وعامة التابعين -رضي الله عنهم-، وعنه أخذ الامام مالك. قال الليث: وقال لي عبيد الله بن عمر في ربيعة: هو صاحب معضلاتنا وأعلمنا وأفضلنا. قال الواقدي مات سنة ست وثلاثين ومائة.
يُنْظَر: طبقات الفقهاء (٥٠)، الأنساب (٣/ ٣٥)، صفة الصفوة (٢/ ١٤٨)، وفيات الأعيان (٢/ ٢٨٨).
(١١) هو: الامام العلم أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم بن يقظة القرشي المخزومي عالم أهل المدينة وسيد التابعين في زمانه، جمع بين الحديث والفقه والزهد والعبادة والورع، ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه وقيل لأربع، رأى عمر وسمع عثمان وعليا وعائشة وأبا هريرة وابن عباس وغيرهم، وسئل الزهري ومكحول من أفقه من أدركتما فقالا: سعيد بن المسيب، قال برد مولى ابن المسيب: ما نودي بالصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد. (ت ٩١ هـ). يُنْظَر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٢١٧)، صفة الصفوة (٢/ ٧٩)، وفيات الأعيان (٢/ ٣٧٥).