للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي بعض الكتب بلفظ الحَظْر والإباحة، كما هو المذكور في "الإيضاح" و"التحفة" و"التتمة" (١) و"فتاوى قاضي خان" (٢).

وفي بعض الكتب بلفظ الاستحسان، كما هو المذكور في "المبسوط" و"الذّخيرة" و"الْمُغْنِي" (٣)؛ لَمَّا أن مسائل هذا الكتاب من أجناس مختلفة ليست من جنس واحد كمسائل الأضحية وغيرها فلقّب في هذه المواضع باسم معنى ذلك الاسم يوجد في عامة مسائله من الكراهية والحظر والإباحة والاستحسان، وخُصَّ في "المبسوط" بالاستحسان، وإن كان القياس ثابتًا في مقابلته؛ لَمَّا أنّ المعمول فيه جانب الاستحسان (٤).

ثم محاسن مسائل هذا الكتاب راجعة إلى ما هو المذكور من محاسن كل جنس في كتابه، وكذلك سببها وركنها وشرطها وحكمها.

[تعريف الكراهية لُغَةً واصطلاحًا]

وأمّا معنى الكراهية لُغَةً: فَضِدّ الرضى والإرادة (٥) (٦)، وفي "المصادر" (٧) الكراهة والكراهية: بدل دشوار داشتن.


(١) التَّتِمَّة: هو كتاب "التَّتِمَّة في الفتاوى"؛ لبرهان الدين، محمود بن أحمد بن عبدالعزيز بن عمر بن مازه، البخاري الْمُتَوَفَّى سنة ٦١٦ هـ، وهو كتابٌ جمع فيه مصنِّفُه ما وقع إليه من الحوادث والواقعات، وضَمَّ إليها ما في الكتب من المشكلات، وجمع في كل مسألة روايات مختلفة. يُنْظَر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (١/ ٨٢٣)، معجم المؤلفين (٣/ ٧٩٦)، الفوائد البهية (ص ٣٣٦).
(٢) يُنْظَر: تحفة الفقهاء (٣/ ٣٣١)، فتاوى قاضيخان (٣/ ٣٠١).
(٣) الْمُغْنِي: لم أعرفه، إلَّا أنَّ عند الحنفية كتابٌ يُقالُ له "المغني" لأحمد بن الأضرب الحلبي، وهو شرحٌ لكتاب "مجمع البحرين وملتقى النهرين" لابن الساعاتي، ولكني لم أجد "المغني" لا مطبوعًا ولا مخطوطًا. وُيُنْظَر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ١٥٩٩).
(٤) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (١٠/ ١٤٥)، المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٧/ ٤٧٣)، مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر (٢/ ٥٢٣).
(٥) يُنْظَر: طِلْبَة الطلَبَة في الاصطلاحات الفقهية (ص ١٦١)، الْمُغْرِب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٤٣٧).
(٦) قال أبو محمد العيني في كتابه "البناية شرح الهداية": والكراهية ليست بضد الإرادة عندنا، فإن الله سبحانه وتعالى كاره للكفر والمعاصي، أي ليس براض بهما ولا يوجب لهما، فإن الكفر والمعاصي بإرادة الله سبحانه وتعالى بمشيئته، وعند المعتزلة: ضد الكراهية الإرادة أيضا، كما عرف في أصول الكلام. يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٢/ ٦٥).
(٧) الْمَصَادِر: هو كتابٌ لأبي عبدالله، حسين بن أحمد، وقيل: محمد بن أحمد بن حسين الزَّوْزَني، شارح المعلقات، عالم بالأدب، قاض، من أهل زَوْزَنْ -بين هراة ونيسابور-، توُفِّيَ سنة ٤٨٦ هـ، وكتابه "المصادر": هو معجمٌ للمصادر في اللغة العربية، مرتبٌ على حروف المعجم، وهو لازال مخطوطاً، منه نسخة في معهد دراسات الثقافة الشرقية بجامعة طوكيو برقم (٢١٨٧). ويُنْظَر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ١٧٠٣، ١٧٤٠)، الأعلام للزركلي (٢/ ٢٣١).