للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المُراد بالمُضّبَّب]

يُقَالُ: بابٌ مُضَبَّبٌ؛ أي مشدودٌ بالضِّبَابِ جمعُ ضَبَّةٍ، وهي حديدتة العريضة التي يُضَبُّ} بها (١)، ومنه ضَبَّ أسنانهُ بالفِضَّةِ إذا [شدَّها] (٢) بها، كذا في "الْمُغْرِب" (٣).

[استعمال المُضَبَّب بالذهب والفضة من الآنية وغيرها]

وذكر في "الذّخيرة" الضّبَّة: الذَّهب العريض أو الفِضَّة العريضة يجعل على وجه الباب، وما أشبه ذلك (٤).

(ولأبي حنيفة/ أن ذلك تابع ولا معتبر بالتوابع) (٥).

[أرسل أجيراً له فاشترى لحماً وأخبره من أين اشتراه]

وحُكِيَ أنّ هذه المسألة وقعت في دار أبي جعفر الدّوانقي (٦) بحضرة أبي حنيفة [وأئمة] (٧) عصره -رحمهم الله-، فقالت الأئمة: يكره، فقيل لأبي حنيفة -رضي الله عنه- (٨) [ما تقول] (٩)؟ فقال: إن وضع فمه على الفضّة يكره، وإلا فلا، فقيل له: ما الحجّة فيه؟ فقال: أرأيت لو كان في الأصبع خاتم فضة فشرب من كفِّه أَيُكْرَه؟ فوقف كلّهم وتعَجَّبَ أبو جعفر، كذا ذكره الإمام المحبوبي/ (١٠) (١١).


(١) سقطت من (ب).
(٢) في (أ): (سدَّدها).
(٣) يُنْظَر: الْمُغْرِب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٣٠٤).
(٤) يُنْظَر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٤٧).
(٥) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٧٨).
(٦) أَبُوْ جَعْفَر الدَّوَانِقِي: والدوانيقي، هو الخليفة أبو جعفر المنصور، ثاني خلفاء بني العباس، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، كان يُعْرَف بالدوانيقي، اشتهر بتشييد مدينة بغداد التي تحولت لعاصمة الدولة العباسية، وكان حازماً قوياً وذكيَّاً، تولى الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح حتى وفاته سنة ١٨٥ هـ، ببئر ميمون من مكة وهو مُحْرِم. يُنْظَر: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (١١/ ٢٤٤)، نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر (٢/ ٢٩٢)، المعارف لابن قتيبة (ص ٣٧٧).
(٧) في (أ): (بأئمة).
(٨) في (ب): -رضي الله عنه-.
(٩) في (أ): (ما تقوله).
(١٠) الْمَحْبُوْبِي: هو أبو الفضل، جمال الدين، عبيدالله بن إبراهيم بن أحمد بن عبدالملك، العبادي المحبوبي البخاري الحنفي، يتصل نسبه إلى الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري -رضي الله عنه-، انتهت إليه معرفة المذهب، وهو المعروف بأبي حنيفة الثاني، تُوُفِّيَ سنة ٦٣٠ هـ. يُنْظَر: الجواهر المضية (١/ ٣٣٦)، سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٤٦)، الوافي بالوفيات (١٩/ ٢٢٩).
(١١) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٠/ ٨)، درر الحكام شرح غرر الأحكام (١/ ٣١١)، تكملة البحر الرائق شرح كنز الدقائق (٨/ ٢١٢).