للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[من لم يحسن العربية هل له أن يقرأ بأي لغة غيرها]]

وَيَجُوزُ بِأَيِّ لِسَانٍ كَانَ سِوَى الْفَارِسِيَّةِ؛ هُوَ الصَّحِيحُ، هَذَا احْتِرَازٌ عَنْ قَوْلِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَرَدْعِيِّ -رحمه الله- (١)؛ فَإِنَّهُ قَالَ إِنَّمَا جَوَّزَ أَبُو حَنِيفَةَ -رحمه الله- الْقِرَاءَةَ بِالْفَارِسِيَّةِ؛ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْأَلْسِنَةِ، لِقُرْبِ الْفَارِسِيَّةِ مِنَ الْعَرَبِيَّةِ، وَقَالَ الْكَرْخِيُّ -رحمه الله- وَالصَّحِيحُ النَّقْلُ إِلَى أَيِّ لُغَةٍ كَانَتْ، كَذَا فِي " الْجَامِعِ الصَّغِيرِ" لِلْإِمَامِ الْمَحْبُوبِيِّ وَالتُّمُرْتَاشِيِّ (٢) -رحمهما الله-.

[[الآذان بالفارسية]]

وَالْخِلَافُ فِي (٣) الاعْتِدَادِ؛ أَيْ: فِي أَنَّهُ هَلْ يَقَعُ مَحْسُوساً (٤) عَنْ فَرْضِ الْقِرَاءَةِ أَمْ لَا؟ وَقَالَ فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ لِلْإِمَامِ (٥) التُّمُرْتَاشِيِّ: وَلَوْ لَمْ يُحْسِنِ الْعَرَبِيَّةَ جَازَ بِالْإِجْمَاعِ، قَالَ أَبُو الْيُسْرِ وَهَذَا نَصٌّ عَلَى أَنَّ مَنْ قَرَأَ بِالْفَارِسِيَّةِ؛ لَا تَفْسَدُ صَلَاتُهُ (٦) إِنَّمَا الشَّأْنُ فِي جَوَازِ الصَّلَاةِ بِهَا وَكَذَا فِي " الْجَامِعِ الصَّغِيرِ " لِقَاضِي خَانَ (٧) -رحمه الله- وَهَذَا إِذَا قَرَأَ بِالْفَارِسِيَّةِ كُلَّ لَفْظٍ بِمَا هُوَ مَعْنَاهُ (٨)، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَزِيدَ فِيهِ (٩) شَيْئاً؛ أَمَّا إِذَا قَرَأَ عَلَى طَرِيقِ التَّفْسِيرِ، يَفْسَدُ بِالْإِجْمَاعِ كَذَا فِي " الْمَبْسُوطِ " (١٠) وَغَيْرِهِ.


(١) البردعي: هو أحمد بن الحسين، أبو سعيد البردعي: فقيه من العلماء. كان شيخ الحنفية ببغداد. نسبته إلى بردعة (أو برذعة) بأقصى أذربيجان. ناظر الإمام داود الظاهري في بغداد، وظهر عليه. وتوفي قتيلا في وقعة القرامطة مع الحجاج بمكة. له (مسائل الخلاف - خ) بتونس، فيما اختلف به الحنفية مع الإمام الشافعيّ المتوفى: ٤٩١ هـ. انظر " تاريخ الإسلام للذهبي" (١٠/ ٧٠٠)، الأعلام للزركلي (١/ ١١٤).
(٢) انظر: " الْعِنَايَة شرح الهداية للبابرتي " (١/ ٢٨٦)، " البناية شرح الهداية للعيني " (٢/ ١٧٦).
(٣) (فِي) ساقطة من (ب).
(٤) في (ب): (محسوبا).
(٥) (لِلْإِمَامِ) ساقطة من (ب).
(٦) (صَلَاتُهُ) ساقطة من (ب).
(٧) "شرح الجامع الصغير" لقاضي خان (١/ ٢٠٣).
(٨) في (ب): (بمعناه).
(٩) في (ب): عليه).
(١٠) "المبسوط" للسرخسي (١/ ٣٧).