للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وبعد القسمة تصدَّقوا به) أي: [إذا جاءوا بما فضل من طعام أو عَلَف أخذوا من الغنيمة بعد قسمة الإمام الغنيمة في دار الإسلام تَّصدقوا به] (١) بعينه، وإن كان قائمًا، أو بثمنه إذا (٢) كانوا باعوه (٣)؛ كذا في المبسوط. فقال: حاج يَحوج حوجا، إذا احتاج، وأَحوجَه إليه غيرُه، وأَحوج أيضًا بمعنى احتاج ورجل مُحوِج، وقوم مَحاويج (٤)؛ كذا بخطِّ الإمام الزرنوجيّ، وذكر في المغرب: "الْمَحَاوِيجُ الْمُحْتَاجُونَ عَامِّيٌّ" (٥).

لتعذُّر الرَّدّعلى الغانمين لتفرُّقهم (وإنْ كانوا انتفعوا به بعد الإحراز) أي: وإن كانوا انتفعوا بما فضل من الغنيمة الذي معه بعد خروجهم إلى دار الإسلام بأكل أو شرب أو غيرهما في الاستهلاك (لقيام القيمة مقام الأصل فأخذ حكمه) أي: أَخذت القيمة حكمَ الأصل. ذَكَّر ضمير القيمة على تأويل ما يقوم، أي: لو كان فَاضل الغنيمة الذي كان معه، لو كان قائمًابعينه وهو فقير، كان يطلق له التّناول منه، فكذا يطلق له التّناول من قيمته لأنَّالقيمة تقوم مقام الأصل وتسميتها بالقيمة متأدية له، [والله أعلم] (٦).

[فصل: في كيفية القسمة]

لما بيَّن أحكام الغنائم، لا بُدَّ من بيان كيفية قسمتها.

ذكر في الإيضاح: "القسمة عبارة عن جمع النّصيب الشّايع في مكان معين" (٧).

(استَثْنى الخُمس) أَي: أخرج الخُمس مِن أنْ يثبُتَ حقُّ الغانمين فيه، فكان استثناءً معنىً لا لفظًا، فأطلَق لفظ الاستثناء لوجود معنى الإخراج فيه، كما في الاستثناء اللفظي. ويحتمل أنْ يكون هذا مِن: استثنيتُ الشيء أي زَويته (٨) لنفسي، وهو مِن ثَني العُود إذا حناه وعطفه، أي: استبقى الله تعالى الخمس لنفسه بقوله: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [الأنفال: ٤١].

(الغناء) -بالفتح والمد-: الإجزاء والكفاية.

(الكَرّ) (٩): الصَّولة والجولة.

(والفَرّ): بمعنى الفِرار [منه، والفرار] (١٠) إذا كان لأجل أنْ يكون الكَرُّ أشدَّ كان هو من الجهاد، والفِرار في موضِع الفرار محمودٌ لئلا يرتكِب النّهي المذكور في قوله: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: ١٩٥].


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).
(٢) في (ب) "إن".
(٣) ينظر المبسوط للسرخسي (١٠/ ٥٠).
(٤) ينظر العناية شرح الهداية (٥/ ٤٩٢).
(٥) المغرب في ترتيب المعرب (ص: ١٣٢).
(٦) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).
(٧) العناية شرح الهداية (٥/ ٤٩٢).
(٨) في (أ) "رويته"، والصحيح ما أثبته. ينظر البناية شرح الهداية (٧/ ١٥٧).
(٩) في (ب) "الكرة".
(١٠) ما بين المعقوفتين ساقط من (ب).