للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لهما الاعتبار بالمستأمن (١)، أي يتحقق الربا بين المسلم والمستأمن في دارنا، فكذا في دارهم، والجامع تحقق الفضل الخالي عن العوض المستحق بعقد البيع، والجواب ما ذكره في الكتاب، والله أعلم (٢).

[باب الحقوق] (٣)

كان من حق (٤) مسائل هذا الباب أن يذكر في الفصل المفصل بأول كتاب البيوع، إلا أن (٥) التزم المصنف -رحمه الله- ترتيب الجامع الصغير المرتب فيما هو من مسائله، وهناك هكذا وقع فكذا هنا، ولأن الحقوق توابع فيليق ذكرها بعد ذكر مسائل المتبوع (٦).

بكل حق هو له، أي الحق الذي للمنزل من الطريق الذي فيه حق الخروج والدخول.

وقال: (٧) فيه، أي في المنزل مما ينتفع به نحو الميزاب (٨) (٩).

وقال (١٠): بكل حق هو له أو بمرافقه، أو بكل قليل وكثير، أي قال ذلك اللفظ الأول وهو قوله: بكل حق هو له، ولم يقل غيره، أو قال الثاني ولم يقل غيره، أو قال الثالث ولم يقل غيره.

فههنا أسام ثلاثة:

الدار.

والبيت.

والمنزل.

فالجواب في الكل هو أن العلو يدخل في ذكر الدار من غير نص باسمه الخاص ومن غير ذكر الحقوق، وفي البيت لا يدخل إلا بذكر اسمه الخاص.

وفي المنزل يدخل بذكر الحقوق.

وذكر في الفوائد الظهيرية محالًا إلى شفعة مبسوط شمس الأئمة السرخسي -رحمه الله- (١١): أن البيت اسم لمسقف واحد له دهليز (١٢)، والمنزل اسم لما يشتمل على بيوت وصحن مسقف ومطبخ، يسكنه الرجل بعياله، والدار اسم لما يشتمل على بيوت ومنازل وصحن غير مسقف، فكان المنزل فوق البيت دون الدار.


(١) المستأمن هو الذي يقدم بلاد المسلمين من غير استيطان لها وهؤلاء أربعة أقسام رسل وتجار ومستجيرون حتى يعرض عليهم الإسلام والقرآن فإن شاؤوا دخلوا فيه وإن شاؤوا رجعوا إلى بلادهم. أحكام أهل الذمة لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية، المحقق: يوسف بن أحمد البكري - شاكر بن توفيق العاروري، الناشر: رمادى للنشر - الدمام، الطبعة: الأولى، ١٤١٨ - ١٩٩٧، (٢/ ٨٧٤).
(٢) العناية شرح الهداية (٧/ ٣٩).
(٣) ما بين المعقوفين زيادة من (ت).
(٤) في (ت): جنس.
(٥) في (ت): أنه.
(٦) في (ت): البيوع.
(٧) في (ت): وقوله.
(٨) في (ت): الميراث.
(٩) (الْمِيزَابُ) الْمِثْقَبُ وَجَمْعُهُ مَآزِيبُ مِنْ وَزَبَ الْمَاءُ إذَا سَالَ. المغرب (١/ ٢٤).
(١٠) في (ت): وقوله.
(١١) المبسوط (٣٠/ ١٧٦).
(١٢) دهلز: الدِّهْلِيز: الدِّلِّيج، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. والدِّهْلِيز، بِالْكَسْرِ: مَا بَيْنَ الْبَابِ وَالدَّارِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وَالْجَمْعُ الدَّهالِيز. لسان العرب (٥/ ٣٤٩).